من قصص الكرم [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     ديوان الشاعر سلطان ب... [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     نداء لأعضاء المنتدى ... [ الكاتب : أبو بتـــــال - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الأجوبة المسكتة [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم لعن المعين [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     ما هي نصيحتكم لأهل ا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     رداً على لستُ سنياً،... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم قول واسطتي الله [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الرد على مدعي الاستش... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     من فتاوى اللجنة الدا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »    

مرحبا بكم في منتدى قبيلة الغنانيم كلمة الإدارة

العودة   منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية > الأقسام العامة > المنتدى الإسلامي

المنتدى الإسلامي فتاوى ، توحيد ، فقه ، مقالات إسلامية ،،،.

رد
قديم 12-23-2015, 10:48 AM
  #1
ساير بن فاضي الغنامي
 الصورة الرمزية ساير بن فاضي الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 208
معدل تقييم المستوى: 17
ساير بن فاضي الغنامي is on a distinguished road
افتراضي توجيه فتاوى للشيخ ابن باز يتعلق بها المرجئة في مسألة العذر بالجهل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولاعدوان الاعلى الظالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
وبعد:
في هذا النقل أورد بعض فتاوي الشيخ ابن باز رحمه الله التي يتمسك بها المرجئة في دعواهم موافقة الشيخ لمذهبهم في المنافحة عن من يسب الله تعالى ورسوله وعن المشركين من عباد القبور وتاركي الصلاة ويدعى الصلاح ثم يأتي من لايكفرهم ويعتذر لهم ، و ينسبهم للإسلام بدعوى العذر بالجهل .
ومع الاسف الشديد يوجد كثيرا من الجماعات يتظاهر ون بحب بن باز امام العوام ويكثر أن يقول قال شيخنا بن باز رحمه الله وهذا قول بن باز رحمه الله ويدعى أنه من طلاب بن باز وهو يخالف بن باز في امهات العقيدة وإذا كانت فتاوى بن باز تخالف هواه ومعتقده أخفاها وكذبها ولايعتبر هذه الفتاوى شيء وخاصة الفرق المنتشرة من تبليغ وإخوان وجامية وحدادية وجهادية وغيرهم

و ليعلم أن هذا ليس بمذهب لابن باز رحمه الله وحده بل هو إجماع السلف قاطبة و هو مقتضى الدليل من كلام الله عز وجل و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم والاجماع العتبر ، و لم يخالف في هذا إلا المرجئة و الجهمية و بعض المعتزلة ، والمتأخرين المقلدين

- سئل سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله :
السؤال : يقول في رسالته : في فتاواكم المؤرخة بتاريخ (20\5\1408) والمرقمة برقم (1043) ، وهي:
(ولذا يُعلَم أنه لا يجوز لطائفة الموحدين الذين يعتقدون كفر عباد القبور أن يكفروا إخوانهم الموحدين الذين توقفوا في كفرهم حتى تقام عليهم الحجة ، لأن توقفهم عن تكفيرهم لهم له شبهة ، وهي: اعتقادهم أنه لا بد من إقامة الحجة على أولئك القبوريين قبل تكفيرهم بخلاف من لا شبهة في كفره كاليهود).
فقد فَهِمَ بعضنا أنَّ الحجة تقام على الإخوة الموحدين لوقوعهم في شبهة عدم تكفير عبَّاد القبور ظنًّا منهم أن عبَّاد القبور تقام عليهم الحجة قبل تكفيرهم.
وفهم البعض الآخر أن معنى حتى تقام الحجة عليهم أي: متى تقام الحجة على القبوريين وليس معناه إقامة الحجة على طائفة الموحدين الذين يعذرون عباد القبور.
فالرجاء يا سماحة الشيخ عبد العزيز وأستحلفك بالله الذين لا إله غيره أن توضح لنا هذا الأمر: هل الذي تقام عليه الحجة هم عبَّاد القبور أم الموحدين الذين يعذرون عباد القبور ؟ وجزاكم الله خيرًا .
الجواب : المقصود هو أنَّ الذين توقفوا في تكفير عبَّاد القبور لا يكفرون حتى تقام الحجة على أولئك الذين استمروا في عبادة الأموات والاستغاثة بالأموات لأنَّ هؤلاء الذين توقفوا في كفرهم لهم هذه الشبهة .
فالمقصود أن الموحد المؤمن الذي توقف عن تكفير بعض عباد القبور لا يقال: إنه كافر لأنه لم يكفر الكافر ، ولكن يُتوقَّف في تكفيره حتى يُبَيَّنَ له وتزول الشبهة أنَّ: هؤلاء الذين يعبدون القبور ويستغيثون بالأموات كفار ، لأنَّ الذين عبدوا القبور من أهل الجاهلية في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقبله كانوا كفارًا ، إلا من كان من أهل الفترة الذين لم تبلغهم الحجة فهؤلاء أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى.
أما الذين بلغتهم الحجة فهم كفَّار وإن كانوا في نفس الأمر لم يفهموا ولم يتبينوا أن ما هم عليه كفر.
فإذا كان الموحد الذي عرف الدين وعرف الحق توقف عن تكفير بعض هؤلاء الذين يعبدون القبور فإنه لا يُكفَّر حتى تبين له الحجة وتزول الشبهة التي من أجلها توقف.
والمقصود أنه لا يُكفَّر الموحد الذي توقف عن تكفير عباد الأوثان حتى تقوم عليه الحجة ، حتى يبين له أسباب كفرهم ، وحتى تتضح له أسباب كفرهم.
هذا المقصود ، لأنه قد يتوقف يحسب أنهم ليسوا كفارًا.
فإذا بُيِّنَ له ذلك واتَّضح له ذلك صار مثل من لم يكفر اليهود والنصارى ، فمن قال: إنَّ اليهود والنصارى ليسوا كفارًا وهو ممن يعرف الأدلة الشرعية من أهل العلم يُبيَّن له حتى يعرف أنهم كفار.
وإذا شك في كفرهم كَفَر ، لأنَّ من شك في كفر الكافر الواضح كفره كفر ، واليهود والنصارى من الكفار الذين قد عُلِمَ كفرهم وضلالهم وعرفه الناس عاميهم وغير عاميهم. وهكذا الشيوعيون الذين يجحدون وجود الله وينكرون وجود الله ، كفرهم أكثر وأبين من كفر اليهود والنصارى.
والقاعدة الكلية في هذا: أنَّ الذي توقف في كفر بعض الناس لا يُستَعجَل في كُفْرِه حتى يوضَّح له الأمر وحتى تزال عنه الشبهة التي من أجلها توقف عن تكفير الكافرين ، والله المستعان . اهـ

- السائل: أحسن الله إليك يا شيخ إذا استغاث بقبر أحد الصالحين وهو جاهل ، هل يكفر؟
الإمام بن باز: نعم، شرك أكبر، هذه من الأمور التي ما تخفى بين المسلمين .
السائل: إذا كان جاهل يكفر يا شيخ؟
الإمام بن باز: ولو ! هذا من الكفر الأكبر، ولا يعذر بقوله إني جاهل، هذا من المعلوم من الدين بالضرورة، لكن إذا كان صادق يبادر بالتوبة.
السائل: في بعض البلدان يا شيخ أحسن الله إليك..
الإمام بن باز: نعم في مصر والشام وغيرها، نعم.
السائل: طيب يا شيخ يكفرون وهم جهال؟
الإمام بن باز: نعم نعم، الرسول كفرهم، كفرهم وهم مسلمون ، قاتلوهم ، قاتلوا الوثنيين وفيهم العامة الذين ما يعرفون شيء، تباعاً لساداتهم .
السائل: يا شيخ حتى في بعض دول أوربا وأمريكا مثلا يا شيخ؟
الإمام بن باز: نعم نعم.
السائل: الذبح ؟
الإمام بن باز: الذبح لغير الله شرك (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين لا شريك له) في الدول: العامة تبع القادة، تبع الكفار، تبع اليهود والنصارى وأشباههم، عامتهم تبع لهم ، نعم.
السائل: من قال لا يكفر حتى تقام عليه الحجة؟
الإمام بن باز: الحجة قائمة ، لأن الله جل وعلا قال: (هذا بلاغ للناس) كتابه بلغه للناس، وقد بلغ المشرق والمغرب، ولكن الناس أعرضوا عن القرآن ولا يريدونه ، نسأل الله العافية، قول شيخه وقول إمامه عنده أكبر من القرآن.
[شرح كتاب التوحيد باب: باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تُعبد من دون الله]


- يقول الأخ السائل: بعض المسلمين يعتقدون أن للأولياء تصرفات تضر
وتنفع وتجلب المنافع وتدفع البلاء، بينما هم ينتمون إلى الإسلام، ويؤدون شعائر الإسلام كالصلاة وغيرها، فهل تصح الصلاة خلف إمامهم؟ وهل يجوز الاستغفار لهم بعد موتهم؟ أفيدونا مشكورين؟
الشيخ بن باز: هذا قول من أقبح الأقوال، وهذا من الكفر والشرك بالله عز وجل؛ لأن الأولياء لا ينفعون ولا يضرون، ولا يجلبون منافع ولا يدفعون مضار إذا كانوا أمواتا، إذا صح أن يسموا أولياء لأنهم معروفون بالعبادة والصلاح، فإنهم لا ينفعون ولا يضرون، بل النافع الضار هو الله وحده، فهو الذي يجلب النفع للعباد وهو الذي يدفع عنهم الضر، كما قال الله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ [الأعراف: 188]، فهو النافع الضار سبحانه وتعالى. قال سبحانه وتعالى في المشركين: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس: 18]، فالله جل وعلا هو النافع الضار، وجميع الخلق لا ينفعون ولا يضرون. أما الأموات فظاهر؛ لأنه قد انقطعت حركاتهم وذهبت حياتهم، فلا ينفعون أنفسهم ولا غيرهم، ولا يضرون لأنهم فقدوا الحياة وفقدوا القدرة على التصرف، وهكذا في الحياة لا ينفعون ولا يضرون إلا بإذن الله، ومن زعم أنهم مستقلون بالنفع والضر وهم أحياء كفر أيضا، بل النافع الضار هو الله وحده سبحانه وتعالى، ولهذا لا تجوز عبادتهم، ولا دعاؤهم، ولا الاستغاثة بهم، ولا النذر لهم، ولا طلب المدد منهم.
ومن هذا يعلم كل ذي بصيرة أن ما يفعله الناس عند قبر البدوي، أو عند قبر الحسين، أو عند قبر موسى كاظم، أو عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني، أو ما أشبه ذلك، من طلب المدد والغوث أنه من الكفر بالله، ومن الشرك بالله سبحانه وتعالى، فيجب الحذر من ذلك، والتوبة من ذلك، والتواصي بترك ذلك. ولا يصلى خلف هؤلاء لأنهم مشركون وعملهم هذا شرك أكبر، فلا يصلى خلفهم، ولا يصلى على ميتهم؛ لأنهم عملوا الشرك الأكبر الذي كانت عليه الجاهلية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كأبي جهل وأشباهه من كفار مكة، وعليه كفار العرب وهو دعاء الأموات والاستغاثة بهم أو بالأشجار والأحجار وهذا هو عين الشرك بالله عز وجل، والله سبحانه يقول: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88]. والواجب على أهل العلم أن يبينوا لهم، وأن يوضحوا لهم الحق، وأن يرشدوهم إلى الصواب، وأن يحذروهم من هذا الشرك بالله، فيجب على العلماء في كل مكان في مصر والشام، والعراق، ومكة، والمدينة، وسائر البلاد، أن يرشدوا الناس، ولاسيما عند وجود الحجاج، فيجب أن يرشدوا، وأن يبينوا لهم هذا الأمر العظيم، والخطر الكبير لأن بعض الناس قد وقع فيه في بلاده، فيجب أن يبين لهم توحيد الله، ومعنى لا إله إلا الله، وأن معناها لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي الشرك وتنفي العبادة لغير الله، وتوجب العبادة لله وحده، وهذا معنى قوله سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ [الإسراء: 23]، وقوله سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: 5]، ومعنى قوله جل وعلا: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2 ، 3]، وقوله سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [غافر: 14]. فالواجب توجيه العباد إلى الخير، وإرشادهم إلى توحيد الله، وأن الواجب على كل إنسان أن يعبد الله وحده، ويخصه بالعبادة من دعاء، ورجاء، وتوكل وطلب الغوث، وصلاة، وصيام، إلى غير ذلك، كله لله وحده، ولا يجوز أبدا فعل شيء من ذلك لغير الله سبحانه وتعالى، سواء كان نبيا أو وليا أو غير ذلك. فالنبي لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا إلا بإذن الله، ولكن يجب أن يتبع ويطاع في الحق ويحب المحبة الصادقة، ونبينا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء وأشرفهم ومع ذلك لا يدعى من دون الله، ولا يستغاث به، ولا يسجد له، ولا يصلى له، ولا يطلب منه المدد، ولكن يتبع، ويصلي ويسلم عليه، ويجب أن يكون أحب إلينا من أنفسنا، وأموالنا وآبائنا وأولادنا، وغيرهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين لكن هذه المحبة لا توجب أن نشرك به، ولا تسوغ لنا أن ندعوه من دون الله، أو نستغيث به، أو نسأله المدد، أو الشفاء. ولكن نحبه المحبة الصادقة لأنه رسول الله إلينا، ولأنه أفضل الخلق، ولأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، نحبه في الله محبة صادقة فوق محبة الناس والمال والولد، ولكن لا نعبده مع الله. وهكذا الأولياء نحبهم في الله، ونترحم عليهم من العلماء والعباد، ولكن لا ندعوهم مع الله، ولا نستغيث بهم، ولا نطوف بقبورهم، ولا نطلب منهم المدد، كل هذا شرك بالله ولا يجوز. والطواف بالكعبة لله وحده، فالطواف بالقبر من أجل طلب الفائدة من الميت، وطلب المدد، وطلب الشفاء وطلب النصر على الأعداء كل هذا من الشرك بالله عز وجل. فالواجب الحذر منه غاية الحذر. ومن وسائل الشرك بهم البناء على قبورهم، واتخاذ المساجد والقباب عليها، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متفق على صحته، وثبت في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه وفي صحيح مسلم أيضا عن جندب بن عبد الله البجلي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4780 ]



- السائل: يوجد رجل في بلدتنا لا يصوم ولا يصلي، ورأيته بنفسي يلعب القمار، ويدعي أصحابه أنه من الأولياء والمقربين، وحدثني الثقات بأنه يسب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فلما أنكرت هذا العمل الشنيع ادعى مريدوه وأصحابه بأن هذه حاله في الظاهر، أما في باطنه فهو مؤمن، فما حكم الشرع في مثل هذا؟
الجواب: هذا زنديق وليس بمؤمن، بل مثل هذا من أولياء الشيطان؛ فأولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى، قال الله سبحانه: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ [يونس: 62 ، 63]، هكذا في سورة يونس هذه صفة أولياء الله الإيمان والتقوى في الظاهر والباطن، وقال عز وجل في سورة الأنفال: وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وقال صلى الله عليه وسلم: إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي هم المؤمنون فأولياء الله وأولياء الرسول صلى الله عليه وسلم هم المؤمنون هم أهل التقوى. فالذي يتظاهر بعدم الصلاة وبعدم الصوم وبسب الله ورسوله هذا ليس من أولياء الله، بل هو من أولياء الشيطان، والواجب على ولاة الأمور إذا عرفوه أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل، فتارك الصلاة كافر يستتاب فإن تاب وإلا قتل. وأما ساب الله ورسوله فهذا يقتل من غير استتابة عند جمع من أهل العلم؛ لأن جريمته عظيمة، وقال قوم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل. والخلاصة أن هذا الرجل وأشباهه ليسوا من أولياء الله ولكنهم من أولياء الشيطان والذين يناصرونهم ويذبون عنهم ويقولون: إنهم في الظاهر هكذا وفي الباطن مؤمنون؛ حكمهم حكمهم وهم من جنسهم. وقال علماء السنة رحمة الله عليهم فيمن يدعى له الولاية قالوا: لو طار في الهواء أو مشى على الماء فلا يعتبر أنه من أولياء الله حتى ينظر في أعماله، وحتى يوزن بميزان الشريعة، فإن استقام أمره في ميزان الشريعة، وعلم أنه مستقيم على طاعة الله ورسوله، مبتعد عن محارم الله ورسوله، فهذا هو المؤمن وهو الولي، وإن رئي منه ما يدل على فسقه واقترافه المحارم، أو تضييعه الواجبات فهذا يدل على أنه من أولياء الشيطان وليس من أولياء الله، كما نص على هذا الشافعي رحمه الله وأحمد وغيرهما من أهل العلم. فالحاصل أن مثل هذا من أولياء الشيطان، والواجب على من عرف ذلك أن يرفع أمره إلى ولاة الأمور، حتى يعامل بما يجب من استتابته أو قتله إذا لم يتب، أو قتله مطلقا إذا كان يسب الله ورسوله؛ فإن جمعا من أهل العلم يرون أنه يقتل من غير استتابة - نسأل الله العافية - كما أوضح ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "الصارم المسلول على شاتم الرسول" وكما ذكر ذلك أهل العلم في باب حكم المرتد.
[فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4776 ]


- مقدم البرنامج : يقول في مدينة الموصل مزار يسمى مزار الشيخ فتحي أبو عبد الله، وهذا الشيخ له أثر كبير عند أهالي الموصل وخاصة النساء، بحيث إذا مرضن أو أصبن بأذى فإنهن يذهبن لزيارة الشيخ فتحي فيحصل لهن الشفاء العاجل كما يدعين، ولأجل شفائهن من المرض ينذرن النذور للشيخ فتحي، ويكون ذلك بعبارات يقلنها مثل: النذر لوجه الله، والثاني لأبي عبد الله، أو نذر لله والشيخ فتحي ، أو لله وثوابها لأبي عبد الله. وسؤالي: هل هذا حلال أم حرام أفيدونا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته؟
الجواب: هذا القبر الذي ذكره السائل لا نعرف صاحبه، ولكن بكل حال فلا يجوز إتيان القبور لدعائها والاستغاثة بأهلها والنذر لهم، سواء كان هذا القبر أو غيره، لا قبر فتحي ولا غيره، فلا يجوز للمسلمين ذكورا كانوا أو إناثا أن يأتوا القبور لدعائها، والاستغاثة بأهلها، أو النذر لهم أو التمسح بقبورهم، أو ما أشبه ذلك فهذا منكر ولا يجوز ومن الشرك الأكبر. لأن دعاء الميت والاستغاثة به من الشرك الأكبر، فعلى أهل العلم أن يوضحوا للنساء وغير النساء أن هذا لا يجوز، وأن عليهن أن يسألن الله جل وعلا، إذا نزل بهن بأس من مرض أو غيره أن يسألن الله، ويضرعن إليه في سجودهن، وفي آخر الصلاة وفي آخر الليل، وبين الأذان والإقامة وفي غير ذلك من الأوقات يسألن الله جل وعلا الشفاء والعافية. ومن ذلك الاستشفاء بالرقية، فيرقي بعضهن بعضا بالرقية الشرعية: اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وبقراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، والفاتحة وآية الكرسي، وغير ذلك من الآيات القرآنية. فالمقصود أن إتيان القبور لسؤال أهلها الشفاء أو النصر أو ما أشبه ذلك، منكر ومن الشرك الأكبر، وهذا من عمل الجاهلية، وإنما تزار القبور للسلام على أهلها والدعاء لهم، والترحم عليهم، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين ويدعو لهم: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، ونحو هذا، فهذه هي الزيارة الشرعية. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزور قبور البقيع فيقول: السلام عليكم يا أهل القبور يغفر الله لنا ولكم أنتم سلفنا ونحن بالأثر هذه هي الزيارة الشرعية، أما الزيارة لدعاء الميت، أو الاستغاثة بالميت فهذا من الشرك الأكبر، وهكذا الطواف بقبره يرجو شفاعته أو يرجو عائدته أو يرجو أن يشفي مرضه، فكل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا التمسح بتراب القبر والاستشفاء بتراب القبر، فهذا من عمل الجاهلية ومن الشرك الذي حرمه الله عز وجل. فالواجب على أهل العلم أن ينبهوا العامة، وأن يوضحوا لهم أن هذا لا يجوز، وأن الله هو الذي يسأل سبحانه وتعالى ويرجى لشفاء المرض والنصر على الأعداء ونحو ذلك سبحانه وتعالى. وهو القائل جل وعلا: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]، والقائل: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]، وقال سبحانه وتعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس: 106]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة فلا يجوز أن يدعى غير الله، لا ملك مقرب ولا نبي مرسل، بل الدعوة لله وحده وهو الذي يرجى ويدعى سبحانه وتعالى. ولا يجوز أن يقال: يا رسول الله، اشف مريضي، انصرني، أو يا شيخ فتحي أبو عبد الله انصرني، أو يا شيخ عبد القادر الجيلاني انصرني أو اشف مريضي، أو يا سيدي البدوي، أو يا سيدي الحسين، أو ما أشبه ذلك فكل هذا منكر، وكله من الشرك الأكبر، فالواجب التنبه لهذا الأمر من الإخوان في العراق وغيرها. والواجب على أهل العلم وفقهم الله أن يوضحوا للناس حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك، وأن ينكروا على العامة ما يقعون فيه من الشرك بالله عند قبور من يسمونهم بالأولياء، فالحاصل أن هذه أمور عظيمة يجب على أهل العلم أن يهتموا بها وأن يعتنوا بها حتى ينقذوا العامة من الشرك، وحتى يوجهوهم إلى توحيد الله والإخلاص له، ودعائه سبحانه، ورفع الأيدي له جل وعلا، فهو الذي يشفي ويكفي سبحانه وتعالى، فهو الشافي لعباده سبحانه وهو المالك لكل شيء، وهو القادر على كل شيء سبحانه وتعالى. وأما ما قد يقع لبعض الناس من كونه يدعو الميت ويشفى فهذا قد يقع استدراجا وابتلاء وامتحانا، والله هو الشافي سبحانه وتعالى، وقد يكون المرض من أسباب الشياطين يسببون المرض للإنسان حتى إذا دعا الميت كفوا عنه ما قد فعلوا به، فالحاصل أن هذا ليس بحجة، فكون المريض يأتي إلى الميت ويدعوه، ويستغيث فيشفى سريعا، هذا قد يكون استدراجا وابتلاء وامتحانا، حتى يمتحن صبره وإيمانه، فلا يغتر بهذا. وقد يصادف القدر الذي قدره الله بالشفاء، فيظن أنه من أسباب الميت، وقد يكون شيء من أسباب الشيطان، فقد يفعل الشيطان بالإنسان شيئا، يعني يعمل له عملا يؤذيه ويضره ويمرض منه، فإذا ذهب إلى الميت ودعاه وسأله كف عنه هذا الشيطان، حتى يغريه بالشرك، وحتى يوقعه بالشرك، وحتى يظن هذا الجاهل أن هذا من عمل الولي، وأنه هو الشافي، وهذا من أقبح الغلط والمنكر، فالله هو الذي يشفي ويعافي سبحانه وتعالى. والولي وغير الولي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فهو مملوك لله سبحانه وتعالى، وهو النافع الضار عز وجل، فينبغي التنبه لهذا الأمر.
[فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4782 ]

- يقول السائل: نريد إيضاح الأدلة عما يوجد في بلادنا: بلدة الجاح باليمن، حيث يوجد أناس كثيرون يذبحون للأولياء سواء كانوا أمواتا أو أحياء، ويدعونهم ويطلبون منهم جلب المنافع ودفع المضار، ووصل الأمر بهم عندما نصحناهم أنهم قالوا لنا: أنتم مشركون، فماذا يجب علينا نحوهم؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: قد أحسنتم بإنكاركم عليهم، وبيان أن عملهم هذا منكر، وأما إنكارهم عليكم وزعمهم أنكم مشركون فهذا من أغلاطهم وجهلهم، كما قيل: رمتني بدائها وانسلت. هم المشركون بعملهم هذا، إذا كانوا يسألون الموتى، ويتقربون إليهم بالذبائح، وينذرون لهم، ويدعونهم من دون الله، ويستغيثون بهم، وهذا هو الشرك الأكبر إذا فعلوا ذلك مع من يسمونهم بالأولياء سواء كانوا أحياء أو أمواتا يعتقدون فيهم أنهم ينفعونهم ويضرونهم، وأنهم يجيبون دعوتهم، وأنهم يشفون مريضهم، وأن لهم فيهم سرا يدعون من أجله ويستغاث بهم. وهذا شرك أكبر والعياذ بالله، وهذا عمل المشركين مع اللات والعزى ومناة، ومع أصنامهم وآلهتهم الأخرى. فالواجب على ولاة الأمر في اليمن أن ينكروا هذا الأمر وأن يعلموا الناس ما يجب عليهم من شرع الله، وأن يمنعوا هذا الشرك، ويحولوا بين العامة وبينه، وأن يهدموا القباب التي على القبور ويزيلوها لأنها فتنة، ولأنها من أسباب الشرك، ولأنها محرمة فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور، ولعن من اتخذ المساجد عليها، فلا يجوز أن يبنى عليها لا مسجد ولا غيره، بل يجب أن تكون بارزة ضاحية ليس عليها بناء، كما كانت قبور المسلمين في المدينة المنورة، وفي كل بلد إسلامي لم يتأثر بالبدع والأهواء. ودعاء الأموات والاستغاثة بالأموات، أو بالأشجار والأحجار، أو بالجن، أو بالملائكة، وعبادتهم من دون الله بطلب المدد منهم، أو الغوث، أو شفاء المرضى، أو رد الغياب أو دخول الجنة أو النجاة من النار كل هذا من الشرك الأكبر. وهكذا الذبح لغير الله، قال الله سبحانه: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي - يعني ذبحي - وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [الأنعام: 162 ، 163]، وقال تعالى: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر: 1 ، 2]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن الله من ذبح لغير الله فالذبح لغير الله من الكواكب والجن والملائكة والأولياء وغيرهم شرك أكبر والعياذ بالله؛ لأن الذبح عبادة يجب أن يكون لله وحده.
وهكذا النذر عبادة، فإذا نذر للأولياء ذبيحة أو طعاما أو نقودا صار شركا أكبر والعياذ بالله، وهكذا الاستعاذة بهم والاستغاثة بهم، ودعاؤهم لتفريج الكروب، وقضاء الحاجات ونحو ذلك، كل هذا من الشرك الأكبر، وهكذا طلب المدد بقولهم: المدد يا فلان، المدد يا فلان، فعلى العلماء أن ينكروا هذا، ويعلموا هؤلاء الجهال ويرشدوهم، وعلى ولاة الأمور أن ينفذوا حكم الله فيهم، وأن يزجروهم عن هذا الأمر، وأن يحولوا بينهم وبينه، وأن يؤدبوا من لم يرتدع، وأن يستتيبوهم من هذا الشرك الوخيم، هذا هو الواجب على العلماء، وعلى الحكام والأمراء، نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق. ومن عرف هذا منهم ولم يستجب لداعي الحق يجب أن يهجر وينكر عليه هذا العمل السيئ، حتى يتوبوا إلى الله منه، وحتى يستقيموا على الطريق السوي. وعلى الدولة الإسلامية في اليمن وغيرها أن تستتيب هؤلاء وأمثالهم، فإن تابوا وإلا وجب قتلهم لكونهم بهذا العمل يعتبرون مرتدين عن الإسلام. ولو قالوا إنهم لا يعتقدون فيهم النفع والضر وإنما يرجون شفاعتهم وتقريبهم إلى الله لأن هذا هو دين المشركين الأولين من أهل مكة وغيرهم، كما قال الله سبحانه عنهم وأمثالهم: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ فرد عليهم سبحانه بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وبقوله سبحانه في سورة الزمر: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ فسماهم سبحانه كذبة كفرة بقولهم: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فالواجب على جميع المكلفين الحذر من هذا الشرك والتواصي بتركه، والواجب على جميع الحكومات الإسلامية وعلى علماء المسلمين إنكاره والتحذير منه، وعلى ولاة الأمر عقوبة من لم يتب من ذلك بقتله لكونه بذلك يعتبر مرتدا عن الإسلام، يجب قتله إذا لم يتب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه رواه البخاري في صحيحه، وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال في يهودي أسلم ثم ارتد وأبى أن يسلم يقتل هذا قضاء الله ورسوله.
[المصدر: فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4783 ]


السائل : ما رأيكم فيمن يكفر من يصلي ويصوم ويؤدي الفرائض ويحج ولكنه يدعو غير الله أو يستعين بغير الله أو يحلف بغير الله؟
الجواب: الإسلام أصله توحيد الله، وتخصيصه بالعبادة، وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهذا أصل الدين وأساس الملة، وهذا هو الركن الأول من أركان الإسلام مع شهادة أن محمدا رسول الله قبل الصلاة والصيام والزكاة، كما في حديث جبرائيل عليه السلام، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال له صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت أخرجه مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت فالركن الأول شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، عن علم، وعن عمل، وعن صدق، وعن إخلاص، وعن محبة، وعن قبول للحق، فإذا كان يعبد الله وحده وشهد أن محمدا رسول الله ويؤمن به وبما جاء به صحت صلاته وصيامه وحجه وزكاته، وإذا كان يدعو الأموات ويستغيث بهم بطلت أعماله، وصار مشركا - نعوذ بالله من ذلك، لقول الله سبحانه يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة الزمر: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ وقال سبحانه في حق المشركين: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
فإذا كان يدعو الأموات، ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويقول المدد المدد يا سيدي فلان، أو يا سيدي فلان، أو يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته أو من الميرغني، أو من الحسين، أو من البدوي، أو من الشيخ عبد القادر، أو من غيرهم، فإن هذا يكون شركا أكبر؛ لأن الله سبحانه يقول: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]، ويقول سبحانه وتعالى: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس: 106]، يعني المشركين، ويقول سبحانه وتعالى: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر: 13 ، 14]، سمى دعاءهم إياهم شركا بالله سبحانه وتعالى، وقال سبحانه: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون: 117]. فسماهم كفرة بالدعاء، والمدعو من دون الله يسمى إلها، ويسمى ندا، فمن يدعو مع الله صنما أو وليا أو نبيا أو قمرا أو كوكبا أو غير ذلك أو جنيا يكون قد اتخذه ندا لله وجعله إلها مع الله، فهذا العمل شرك أكبر تبطل معه الصلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك، لما سبق من قول الله سبحانه في كتابه العظيم: وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر: 65]، يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم وهو معصوم من هذا، لكن لتعلم الأمة أن هذا الأمر عظيم وأن من فعله صار مشركا وحبط عمله، وقال جل وعلا: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام: 88]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء: 116]. فالشرك لا يغفر لمن مات عليه.
فالواجب الحذر من دعاء الأموات والاستغاثة بهم أو بالأصنام، أو بالأشجار، أو بالأحجار أو الجن وطلبه المدد منهم، فكل ذلك شرك بالله يبطل الأعمال، والواجب على كل من فعله البدار بالتوبة من هذا الأمر، والحذر منه، والعزم الصادق ألا يعود فيه من فعله، وبهذا يصح إسلامه، أما ما دام يعبد الأموات والقبور ويستغيث بهم وينذر لهم فقد أبطل أصل الإسلام، وقد أبطل الشهادة، مثل الذي يتوضأ ثم يحدث، إذا توضأ الإنسان ثم خرج منه البول أو الريح بطل وضوءه، فهكذا الذي يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، ثم يدعو الأموات أو يستغيث بالأموات أو الجن أو ينذر لهم أو يسب الله ورسوله أو يأتي بأي ناقض من نواقض الإسلام فإنه بذلك يبطل إسلامه مثلما أبطل طهارته بالريح أو بالبول ونحوهما من الأحداث الناقضة للوضوء.
[المصدر: فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4789 ]

يقول السائل في رسالته: إذا مات الشخص وهو يعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس يؤثر، وأنه يعلم الغيب ، وأن التوسل بالأولياء الأموات والأحياء قربة إلى الله عز وجل فهل يدخل النار أو يعتبر مشركا؟ وإذا كان لا يعلم غير هذا الاعتقاد، وأنه عاش في منطقة علماؤها وأهلها كلهم يقرون بذلك. فما حكمه؟ وما حكم التصدق عنه والإحسان إليه بعد موته؟
الجواب: من مات على هذا الاعتقاد، وهو أن يعتقد أن محمدا ليس ببشر، وليس من بني آدم، أو يعتقد أنه يعلم الغيب، فهذا اعتقاد كفري، فيعتبر كافرا، وهكذا إذا كان يتوسل به بمعنى يدعوه، ويستغيث به، وينذر له؛ لأن التوسل فيه تفصيل، فبعض الناس يطلق التوسل على دعاء الميت وطلب المدد والاستغاثة به، وهذا من الكفر بالله، فإذا مات على ذلك الحال مات على حالة كفرية، لا يتصدق عنه، ولا يصلى عليه، ولا يغسل في هذه الحال، ولا يدعى له، ثم بعد ذلك أمره إلى الله في الآخرة، إن كان عن جهالة وعدم بصيرة وليس عنده من يعلمه فهذا حكمه حكم أهل الفترة يوم القيامة، يمتحنون ويؤمرون، فإن أجابوا وأطاعوا نجوا ودخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار. أما إن كان يعلم، ولكنه تساهل، ولم يبال، فهذا حكمه حكم الكفرة؛ لأنه مكذب لله عز وجل، والله عز وجل بين أن محمدا بشر، وبين أنه لا يعلم الغيب إلا الله، وأنه مستحق للعبادة، فالذي يعتقد أن محمدا ليس ببشر، وأنه يعلم الغيب، فقد كذب الله عز وجل، ويكون كافرا - نسأل الله العافية. أما إذا كان جاهلا فأمره إلى الله في الآخرة، أما في الدنيا فحكمه حكم الكفرة لا يصلى عليه، ولا يدعى له، إلى آخره.
أما التوسل بمعنى التوسل بجاه فلان، يعني أن يقول: أسأل الله بجاه فلان، أسألك يا الله بجاه محمد صلى الله عليه وسلم، أو بجاه الأنبياء، أو بحق الأنبياء؛ فهذا فيه خلاف بين العلماء، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه وليس بشرك، من أجازه رأى أنه وسيلة لا بأس بها، ومن منعه يرى أنه بدعة وليس بشرك؛ لأن الوسائل لابد أن يأتي فيها النص، ولابد أن تعرف بالنصوص، ولم يأت في النص ما يدل على أن التوسل بجاه فلان، أو حق فلان، أنه جائز وأنه شرعي، بل جاءت النصوص على أن هذا ليس بجائز وليس بشرعي بل هو بدعة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا [الأعراف: 180]؛ هذه وسيلة، تسأل ربك بأسمائه: يا ربي، يا رحمن، يا رحيم اهدني، أنجني من النار، يا سميع الدعاء، يا حي يا قيوم، إلى غير ذلك، تسأله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى. وهكذا التوسل بالتوحيد والإيمان تقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، بأني أؤمن بك وبأنبيائك ورسلك، فهذه وسيلة شرعية لا بأس بها، أو تسأله بأعمالك الصالحة، تقول: اللهم إني أسألك ببري والدي، وطاعتي لك ولرسولك أن تغفر لي، أن تهب لي كذا وكذا، فلا بأس، كما ثبت في الحديث الصحيح في قصة أهل الغار وهم ثلاثة، أواهم المبيت والمطر إلى الغار، فلما دخلوا فيه انحدرت عليهم صخرة من أعلى الجبل فسدت الغار عليهم، ولم يستطيعوا الخروج، ولم يستطيعوا دفعها، فقالوا فيما بينهم: إنه لن ينجيكم من هذا إلا أن تسألوا الله بصالح أعمالكم، فتوجهوا إلى الله فسألوه ببعض أعمالهم الطيبة. فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالا، يعني لا أسقي الغبوق وهو اللبن في الليل قبلهما أهلا ولا مالا، وإنه نأى بي طلب الشجر ذات ليلة فلم أرح عليهما إلا وقد ناما، فحلبت لهما غبوقهما وجعلته على يدي ووقفت أنتظرهما حتى طلع الفجر، واستيقظا فسقيتهما، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة بعض الشيء ولكن لا يستطيعون الخروج. والثاني توسل بعفته عن الزنا، فكان له ابنة عم يحبها كثيرا، وأرادها عن نفسها فأبت عليه، ثم إنها ألمت بها حاجة - أي شدة - فجاءت تطلب منه حاجة فأبى عليها إلا أن تمكنه من نفسها، فوافقت على هذا من أجل الحاجة، فأعطاها مائة دينار وعشرين دينارا، فلما جلس بين رجليها، قالت له: يا عبد الله، اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فخاف من الله حينئذ، وقام عنها وترك لها الذهب خوفا من الله عز وجل، فقال: اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة أكثر لكن لا يستطيعون الخروج. ثم قال الثالث: اللهم إني استأجرت أجراء فأعطيت كل واحد أجره إلا واحدا ترك أجره فنميته له، حتى اشتريت منه إبلا وبقرا وغنما ورقيقا، فجاء يطلب أجره، فقلت له: كل هذا من أجرك، يعني الإبل والبقر والغنم والرقيق، فقال: يا عبد الله، اتق الله ولا تستهزئ بي، فقلت: إني لا استهزئ بك إنه كله مالك، فاستاقه كله، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت هذا ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون. وهذا يدل على أن التوسل بالأعمال الطيبة الصالحة أمر مشروع، وأن الله عز وجل يسبب به الفرج. أما التوسل بجاه فلان، أو حق فلان، أو بذات فلان، فهذا غير مشروع، وهذا هو الصواب.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/1801 ]

يقول السائل: إذا كنت أعيش في منطقة أهلها لا يعرفون التوحيد، ويحبون البدع والخرافات ، ومن اعتقاداتهم التوسل بالأولياء والعكوف عند الأضرحة، والذبح عندها، والنساء يخرجن متبرجات، وكثير من أهل هذه البلدة على هذه الحال. فهل يجوز لي أن أصلي خلفهم؟ علما بأنه لا يوجد مسجد آخر غير هذا المسجد الذي هم قائمون عليه. أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: ما دام أهل هذه القرية بهذه الصفة فالواجب عليك أن تهاجر منها، وأن تنتقل إلى قرية صالحة، يعبد أهلها الله سبحانه وتعالى، فالهجرة واجبة من البلاد الشركية إلى البلاد الإسلامية، أما إن كنت تستطيع توجيههم وإرشادهم، أو عندك من أهل العلم والبصيرة من يرشدهم حتى يتعلموا، فاستعن بالله وأرشدوهم؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات شرك أكبر - والعياذ بالله - فالعبادة حق الله وحده، قال سجانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: 5]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ [الإسراء: 23]، والآيات كثيرة في ذلك. فالواجب إخلاص العبادة لله وحده، فلا يدعى إلا هو سبحانه وتعالى، ولا يستغاث إلا به، ولا يصلى إلا له، ولا يسجد إلا له، فمن يطلب من الأموات المدد ويستغيث بهم فقد أشرك بالله سبحانه وتعالى، وهكذا إذا صلى لهم، وسجد لهم، وذبح لهم، ونذر لهم، كل هذا عبادة لغير الله، فيجب عليه التوبة من ذلك، والرجوع إلى الله، والندم، ومن تاب تاب الله عليه، فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله. أما النساء فلا يجوز لهن التبرج بين الرجال الأجانب وإظهار الزينة، فهذا من المنكرات، ومن أسباب الفتن، وظهور الفواحش، فالواجب إنكار ذلك.
فالخلاصة أن عليك يا عبد الله أن تنصح أهل هذه القرية، وأن تطلب لهم العلماء ولو من بلاد أخرى يأتون إليهم، حتى يرشدوهم، وحتى يعلموهم، وحتى ينصحوهم، ولا يجوز تركهم على هذه الحالة السيئة، بل يجب أن يوجهوا إلى الخير، وينصحوا، وأن يطلب لهم العلماء من الأقطار الأخرى التي بقربهم من أهل التوحيد حتى ينصحوهم، وحتى يوجهوهم. وإذا كنتم في السودان، فإن عندكم أنصار السنة اطلبوا منهم من يأتي إليكم، وينصحكم، ويوجه هؤلاء إلى الخير، وهكذا في أي البلاد اطلب الذين يعرفون التوحيد، ويدعون إلى التوحيد حتى يحضروا إلى هذه القرية وحتى ينصحوهم، ويرشدوهم، ويعلموهم، فالدين النصيحة، والله يقول عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل: 125]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر، قال: ادعهم إلى الإسلام- يعني اليهود - وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله عز وجل فيه ثم قال: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم أي خير لك من جميع النوق الحمر، والمعنى خير لك من الدنيا وما عليها، فدل ذلك على عظم شأن الدعوة إلى الله وإرشاد الناس، وأنها قربة عظيمة، فلا يجوز إهمال القرى الجاهلة التي يقع فيها الشرك والمعاصي الظاهرة، بل يجب إرشادهم وتوجيههم إلى الخير، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم حتى يزول الشرك، وحتى تختفي المعاصي. رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4790 ]

يقول السائل: إذا كان هناك إمام يفعل البدع أثناء الليل فإذا سأل يسأل باسم الشيخ أحمد التيجاني، وإذا استعاذ يستعيذ به ويحمده. فهل يجوز اتباعه والاقتداء به ؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: مثل هذا لا يصلى خلفه إذا كان بهذا الوصف، فمن كان بهذه المثابة يدعو التيجاني ويستعيذ بالتيجاني، أو بالحسين، أو بالبدوي، أو بغيرهم من الأنبياء، أو الأموات فهذا شرك أكبر، فالذي يقول: يا سيدي أحمد التيجاني أنا في حسبك أو في جوارك، أو أنا مستجير بك، أو يا سيدي الحسين، أو يا سيدي البدوي، أو يا ست زينب، أو يا فلان، أو يا فلان، فهذا من الشرك الأكبر، والله يقول سبحانه وتعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60]، ويقول عز وجل: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18]، ويقول سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس: 106]، يعني المشركين. فالله أمر عباده أن يدعوه، كما قال سبحانه: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [غافر: 60] ، وقال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة: 186]، وقال عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ فسمى دعاءهم إياهم شركا. قال جل وعلا: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون: 117] سماهم كفرة لدعوتهم غير الله من الأموات والملائكة والجن ونحو ذلك، فالعبادة حق الله، هو الذي يدعى سبحانه وتعالى، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ [البقرة: 21] وكما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56] ويقول سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل 36] وقال سبحانه: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2-3] وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ [البينة: 5]. ونهى عن عبادة غيره فقال: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18] ، والدعاء هنا يشمل دعاء المسألة، ويشمل دعاء العبادة فلا يدعى مع الله أحد، لا بالصلاة، ولا بالصوم، ولا بالضراعة إليه وسؤاله، ولا بالنذر والذبح، ولا بالسجود، ولا بغير هذا، بل هذا حق الله وحده سبحانه وتعالى.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4791 ]

السائل : هل تجوز الصلاة خلف من جوز دعاء الأموات؟ أفيدونا أفادكم الله.
الجواب: الذي يبيح دعاء الأموات يكون مشركا؛ فالذي يبيح أن يدعى الميت، وأن يطلب منه المدد يعتبر مشركا، ولا يصلى خلفه ولا خلف من يعمل عمله، ولا خلف من يرضى عمله أيضا، بل هذا من الشرك الأكبر، ومن عمل الجاهلية، من مثل عمل أبي جهل وغيره من المشركين؛ لأن الله يقول: فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن: 18] ويقول سبحانه: وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ [يونس 106] يعني من المشركين. ويقول الله عز وجل: ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ [فاطر 13 ، 14] سمى دعاءهم إياهم شركا بالله، وقال عز وجل: وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ [المؤمنون : 117] وهكذا من يدعو الأصنام أو الأحجار أو الكواكب أو الأشجار أو الجن، ويستغيث بها، أو ينذر لها يسمى مشركا، فلا يصلى عليه، ولا يصلى خلفه، ولا يتخذ صاحبا بل يبغض في الله، ويعادى في الله سبحانه وتعالى، ولكن ينصح ويوجه ويعلم لعل الله أن يهديه.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4792 ]

السائل : يوجد إمام مسجد في إحدى القرى، ممن يزورون القباب ويسألون أصحابها الأموات النفع ، وجلب المصالح، وكذلك يلبس الحجب، ويتبرك بالحجارة التي على الأضرحة فهل تجور الصلاة خلفه؟ وإذا كانت الإجابة بالنفي، فماذا نفعل مع العلم بأنه ليس هناك مسجد آخر؟
الجواب: من شرط الإمامة، أن يكون الإمام مسلما، واختلف العلماء، هل يشترط أن يكون عدلا أم تصح خلف الفاسق؟ على قولين لأهل العلم.
والصواب أنها تصح خلف الفاسق إذا كان مسلما ولكن لا ينبغي أن يولى مع وجود غيره بل ينبغي لولاة الأمور أن يتحروا في الإمام أن يكون مسلما عدلا، طيب السيرة، حسن العمل؟ لأنه يقتدى به.
أما من كان يزور القبور، ليدعو أهلها من دون الله ويستغيث بهم، ويتمسح بقبورهم، ويسألهم شفاء المرضى، والنصر على الأعداء، فهذا ليس بمسلم هذا مشرك؛ لأن دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والنذر لهم، من أنواع الكفر الأكبر؟ فلا يجوز أن يتخذ إماما، ولا يصلى خلفه.
وإذا لم يجد المسلمون مسجدا آخر، صلوا قبله أو بعده، صلوا في المسجد الذي يصلي فيه إذا لم يكن فيه قبر، لكن قبله أو بعده، فإن تيسر عزله، وجب عزله، وإن لم يتيسر، فإن المسلمين ينتظرون صلاة هؤلاء، ثم يصلون بعدهم، أو يتقدمونهم إذا دخل الوقت ويصلون قبلهم إن أمكن ذلك، فإن لم يمكنهم، صلوا في بيوتهم، لقول الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16]
وينبغي أن يعلم هذا الإمام، ويرشد إلى الحق، لأنه في حاجة إلى الدعوة إلى الله. والمسلم ينصح للمسلمين، وينصح لغيرهم، ويدعو إلى الله، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه لما بعثه إلى خيبر لدعوة اليهود إلى الإسلام: فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وقال صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله
والله يقول سبحانه وتعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت: 33] وقال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف 108] وقال سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [ النحل: 125]
فهذا الإمام يدعى إلى الله، ويوجه إلى الخير، ويعلم أن عمله باطل، وأنه شرك، بالأساليب الحسنة، وبالرفق والحكمة، لعله يهتدي ويقبل الحق، فإن لم يتيسر ذلك، فيتصل بالمسئول عن المسجد، كالأوقاف وغيرها، ويبين لهم أن هذا الإمام لا يصلح، والواجب عزله، وأن يولى المسجد رجل موحد مؤمن مسلم، حتى لا يتفرق الناس عن المسجد، وحتى لا يصلي بهم إنسان كافر.
هذا هو الواجب على المسلمين، أن يتعاونوا على الخير، وأن ينصحوا لولاة الأمور، وأن ينصحوا لهذا الإمام الجاهل، لعله يهتدي.
[المصدر : فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4793 ]


السؤال : قد ذهبنا إلى إحدى الجمهوريات الإسلامية - التي كانت تحت الاحتلال الروسي الشيوعي - ، فوجدنا الناس لا يعرفون من الدين إلا الشهادتين ، فلا يعرفون أن الصلاة واجبة ، وكذلك الزكاة والصوم وغيرهما من الشرائع ، وأكثرهم لا يصلون ولا يصومون .

والسؤال : هل يجوز اعتبارهم مسلمين ، بمعنى : هل يجوز لنا إلقاء السلام عليهم ، وأكل ذبائحهم ، ومناكحتهم ، والصلاة على موتاهم ؟

الجواب : الواجب نصحهم وتوجيههم للخير ودعوتهم إلى الله ، وتبصيرهم فيما جهلوا ، هذا واجب الدعاة في البوسنة وغيرها ، عليهم تبصيرهم ودعوتهم إلى الله ، وإعلامهم بما شرع الله ، وتوجيههم للخير .

وإذا كانوا لا يصلون ؛ فلا تحل ذبيحتهم ، أو كان عندهم الشرك ؛ حتى يتوبوا ، فإن تابوا فلا بأس ، أما ما داموا لا يصلون ، أو يتعاطون الشرك ، فلا تؤكل ذبائحهم ، ولكن يعلمون وينصحون ، فإذا تابوا إلى الله ورجعوا أكلت ذبائحهم وصاروا إخوة لنا في الله .
فعلى الدعاة أن يوجهوهم ويرشدوهم ويعلموهم ؛ كما فعل الصحابة - رضي الله عنهم وأرضاهم - مع أهل المدينة ؛ وكما فعلوا في مغازيهم في الشام و العراق وغير ذلك .
فلابد من الدعوة والتوجيه والصبر .
[محاضرة أسباب الثبات أمام الفتن-الأسئلة]


سؤال: يقع كثير من العامة في جملة من المخالفات الفادحة في التوحيد فما حكمهم ؟ وهل يعذرون بالجهل ؟ وحكم مناكحتهم وأكل ذبائحهم ؟ وهل يجوز دخولهم مكة المكرمة ؟
الجواب: من عرف بدعاء الأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم ، ونحو ذلك من أنواع العبادة فهو مشرك كافر لا تجوز مناكحته ، ولا دخوله المسجد الحرام ، ولا معاملته معاملة المسلمين ، ولو ادعى الجهل حتى يتوب إلى الله من ذلك . لقول الله - عز وجل - في سورة البقرة : { وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } الآية وقوله - سبحانه - في سورة الممتحنة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ولقوله - عز وجل - في سورة التوبة : { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا } الآية
ولا يلتفت إلى كونهم جهالا بل يجب أن يعاملوا معاملة الكفار حتى يتوبوا إلى الله من ذلك ، لقول الله - سبحانه - في أمثالهم : { وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }{ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ }{ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ } ولقول الله - عز وجل - في النصارى وأمثالهم : { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا }{ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا } .والآيات في هذا المعنى كثيرة .
[تحفة الإخوان بأجوبة مهمة تتعلق بأركان الإسلام ص:37]

مقدم البرنامج : حدث حوارٌ بيني وبين صديق لي عن الإسلام، حيث قال هذا الصديق: إنه لا يصلي على الإطلاق، فقلت له: أنت كافر؛ لأن الله تعالى يقول: ((أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ))[البقرة:85]، وقال لي: أنت أيضاً كذلك، وذكر لي القول: (من كفَّر مسلماً فقد كفر)، وبعد ذلك تركته وذهبت حتى لا يحتدم النقاش إلى أكثر مما وصل إليه، فما حكم كلامنا هذا الذي تم بيننا، وهل نأثم عليه؟
الشيخ بن باز : الصواب أن من ترك الصلاة فهو كافر وإن كان غير جاحد لها، هذا هو القول المختار والمرجح عند المحققين من أهل العلم؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) خرَّجه الإمام أحمد وأهل السنن عن بريدة بن حصين - رضي الله عنه -، ولقوله أيضاً - صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه-: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) خرَّجه الإمام مسلم في صحيحه، ولقوله أيضاً عليه الصلاة والسلام: (رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله) خرَّجه الإمام أحمد والإمام الترمذي رحمة الله عليهما بإسناد صحيح عن معاذ - رضي الله عنه -، ولأحاديث أخرى جاءت في الباب، فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله وأن يبادر بفعلها ويندم على ما مضى من تقصيره، ويعزم أن لا يعود، فهذا هو الواجب عليه. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يكون عاصٍ معصية كبيرة وجعل هذا الكفر كفراً أصغر، واحتج بما جاء في الأحاديث الصحيحة من فضل التوحيد ومن مات عليه فهو من أهل الجنة إلى غير هذا، لكنها لا تدل على المطلوب، فإن ما جاء في فضل التوحيد وأن من مات عليه فهو من أهل الجنة إنما يكون بالتزامه أمور الإسلام ومن ذلك أمر الصلاة، فمن التزم بها حصل له ما وعد به المتقون، ومن أبى حصل عليه ما وعد به غير المتقين، ولو أن إنساناً قال: لا إله إلا الله ووحد الله ثم جحد وجوب الصلاة كفر ولم ينفعه قول لا إله إلا الله أو توحيده لله مع جحده وجوب الصلاة، فهكذا من تركها تساهلاً وعمداً وقلة مبالاة فحكمه حكم من جحد وجوبها في الصحيح، ولا تنفعه شهادته بأنه لا إله إلا الله؛ لأن ترك حق هذه الكلمة، فإن من حقها أن يؤدي الصلاة، وهكذا لو وحد الله وأقر بأنه لا إله إلا الله ولكنه استهزأ بشيء من دين الله فإنه يكفر، كما قال الله عز وجل: {..قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ* لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ..} [65-66:سورة التوبة]، وهكذا لو قال: لا إله إلا الله ووحد الله وجحد وجوب الزكاة أو جحد وجوب صوم رمضان أو جحد الحج مع الاستطاعة أو جحد تحريم الزنا أو جحد تحريم السرقة أو جحد تحريم اللواط أو ما أشبه ذلك فإن من جحد هذه الأمور كفر إجماعاً، ولو أنه يصلي ويصوم، ولو أنه يقول لا إله إلا الله؛ لأن هذه النواقض تفسد عليه دينه وتجعله بريئاً من الإسلام بهذه النواقض. فينبغي للمؤمن أن ينتبه لهذا الأمر، فهكذا من ترك الصلاة وتساهل بها يكون كافراً وإن لم يجحد وجوبها في الأصح من قولي العلماء للأحاديث السابقة وما جاء في معناها. فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يرد كافرهم إلى التوبة، ومن ذلك من ترك الصلاة نسأل الله أن يهديه للإسلام، وأن يرده إلى ما أوجب الله عليه من إقامة الصلاة، وأن يمن عليه بالتوبة الصادقة النصوح، والله المستعان.
مقدم البرنامج: سماحة شيخ هنا لا أدري هذا السائل ذكر أن كفَّر هذا الشخص المعين، يعني أطلق عليه الكفر وهذا رد عليه بقول: (من كفر مسلماً فقد كفر) ما أدري ما الحكم في هذا؟
الشيخ بن باز : نعم، وقوله: (من كفَّر مسلماً فقد كفر) هذا إذا كان التكفير في غير محله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (من قال لأخيه يا عدو الله أو قال: يا كافر وليس كذلك إلا حار عليه)، لكن هذا الذي قال له: أنت كافر بترك الصلاة قد وقعت في محلها فقد وقع تكفيره في محله، فلا يرجع إلى القائل، فلا يكون القائل كافراً؛ لأن القائل قد نفذ أمر الله وأدى حق الله وبين ما أوجبه الله من تكفير هذا الصنف من الناس، فهو مأجور وليس بكافر، وإنما الكافر الذي ترك الصلاة وعاند وكابر، نسأل الله العافية.
[المصدر: فتاوى نور على الدرب : http://www.binbaz.org.sa/mat/4775]


- السائل : الله يحسن عملك ، قول المؤلف-رحمه الله- :" قد يقولها و هو جاهل ولا يعذر بالجهل"
الشيخ : لأنه بين المسلمين و عنده أهل العلم و الكتاب و السنة قريب ، أهل التساهل.
السائل : هذه تحمل على المفرط الله يحسن إليك ؟
الشيخ : هذه على الإنسان الذي يستطيع العلم و لم يبالي .

. [شرح كشف الشبهات]

السائل : الإختلاف في مسألة العذر بالجهل هل من المسائل الخلافية ؟
الشيخ : مسألة عظيمة ، والأصل فيها أنه لا يعذر من كان بين المسلمين ، من بلغه القرآن والسنة ، ما يعذر.
الله جل وعلا قال :" هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ " و قال " وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "، من بلغه القرآن والسنة غير معذور ، إنما أوتي من تساهله وعدم مبالاته .
السائل: لكن هل يقال هذه مسألة خلافية ؟
الشيخ: ماهي خلافية إلا في الدقائق التي قد تخفى مثل قصة الذي قال لأهله أحرقوني .
. [شرح كشف الشبهات]

السائل : كثير من المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟
الشيخ: إقامة الدليل يعني ، كل على حسب حاله .
السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟
الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟!
إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .
السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟
الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عند العامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.
. [شرح كشف الشبهات]

السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !
الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
الشيخ: يحكم عليه بالشرك ، ويعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
و قال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ".
ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل الله العافية.
. [شرح كشف الشبهات]


السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ بعض الناس اليوم يقول : إن الحاكمية هي أخص خصائص الألوهية يا شيخ .
الشيخ : لا ، أخصها ترك الشرك ، الحاكمية من الفروع ، من فروع الأحكام ، يجب على الحاكم أن يحكم بالشرع ، (والحكم بغير الشرع )فيه تفصيل ، إن حكم عن عمد و استحلال كفر و إن حكم بهوى و رشوة صار معصية و منكر و كفرأصغر ، هذه من الشرائع و تدخل في توحيد العبادة .
السائل : تدخل يا شيخ في الربوبية و الألوهية ؟
الشيخ : تختلف ، تختلف ، تارة تدخل في الكفر و تارة تدخل في المعاصي و الكفر الدون الأكبر مثلها مثل الزنا و مثلها مثل شرب الخمر ، إن استحلها صار كفرا و إن لم يستحلها صار معصية .
السائل : أحسن الله إليك يا شيخ ، الحكم بغير ما أنزل الله يشترط الاعتقاد حتى يكفر ؟
الشيخ : أي نعم ، لو حكم بغير ما أنزل الله لهواه يكون كفر دون كفر ، مادام ما لم سيتحله ، من أجل أن يثبت في الملك ، أو من فلان أو فلان و هو يعلم أنه ظالم يكون معصية و كفر دون كفر.
السائل : و الذي جعل القوانين؟
الشيخ : ولو و لو ، مادام أنه لم يستحله فهو كفر دون كفر فإن استحله كفر كفراً أكبر ، و هكذا الزنا ، لو زنا بمئة امرأة ما يكفر حتى يستحله ، و لو قتل مئة قتيل و لم يستحل لم يكفر ، قصة الذي قتل تسع و تسعين قتيل ثم كمل المئة !
السائل : أحسن الله إليك إذا استحل الحكم يعتبر طاغوت؟
الشيخ : كافر ، طاغوت كافر ، يسمى طاغوت و لو لم يستحل إذا حكم بغير ما أنزل الله و لو لم يستحل...
السائل : أحسن الله إليكم يا شيخ ، من استدل على كفر حكم بغير ما أنزل الله على أنه يختلف عن الزنا و الأحكام الأخرى بالآيات .
الشيخ : لا لا ، ما علينا ، مثل ماصرح الصحابة ابن عباس و غيره ، كفر دون كفر ، لو أن إنسان حكم لأخيه أو لأمه أو لأبيه أو صديقه و مال في الحكم و هو يعلم أنه مايل في الحكم ، يكفر ؟!
السائل : لكن إذا كان على مستوى الأمة كلها ؟
الشيخ : و لو ، المعصية تعظم ، إذا حكم لاثنين أكبر ثم إذا حكم لثلاثة أكبر و إذا حكم لعشرة أكبر .
السائل : قول ابن عباس : "كفر دون كفر و ظلم دون ظلم" ما المراد به؟
الشيخ : يعني الحكم بغير ما أنزل الله من غير استحلال .
السائل : و إن زنا و إن سرق ؟
الشيخ : كذلك ، و أن زنى و إن سرق تدخل في المعصية ، منافية لكمال الإيمان .
السائل : لكن الفعل نفسه ما يدل على الإستحلال ، إقامة المحاكم و الدعوة إليها ؟
الشيخ : لا ، ما يكفي ، لو زنا يحكم عليه مستحل؟! ايش ليخرج هذا عن هذا ؟! لو زنا أوتلوط أو شرب الخمر يعتبر كافر؟!
. [شرح كشف الشبهات]

السائل : الذي لا يصلي هل يجوز إطلاق الكفر عليه حتى لا يصلى عليه إذا مات ؟
الشيخ : إذا علم لا يُصلى عليه كافر.
السائل : و يطلق عليه الكفر؟
الشيخ : نعم ، بين الرجل و الكفر ترك الصلاة .
. [شرح كشف الشبهات]


السائل : ما حكم من سب الدين أحسن الله إليكم ؟
الشيخ : سب الدين كفر بالله ، سب الرسول ، سب الدين ، سب الله ، سب الصحابة جميعاً : كفر مستقل .

. [شرح كشف الشبهات]


السائل: أحسن الله إليكم يا شيخ ، أهل البادية ، يذكر العلماء أن الأعرابي قد يعذر فما هي المسائل التي قد يعذر فيها صاحب البادية ، أم هذا خاص بزمن النبي صلى الله عليه وسلم عند بداية الإسلام ؟.
الشيخ: يعذر الأعرابي وغير الأعرابي بالشيء الذي يمكن جهله مثل بعض أركان الصلاة ، بعض أركان الزكاة ، بعض المفطرات .
أما إذا جحد الصلاة رأسا وقال :لا أصلي ، أو جحد الصيام رأسا لا يصوم رمضان ، ما يعذر لأن هذا الشيء معلوم من الدين بالضرورة كل مسلم يعرف هذا أو جحد شيئا مثلا من شروط الحج أو أن عرفة من واجبات الحج ومن أعمال الحج لأنه قد يخفى عليه ، لكن يقر بالحج أنه فرض ، يعني الأمثلة هذه قد تخفى على العامي .
السائل: يُذكر عن بعضهم يا شيخ – أحسن الله إليك – أنه ما يعرف الجنابة وأنه يغتسل منها ؟
الشيخ: يُعلَّم ، العامي قد لا يفهم خصوصا بعض النساء ، يعلَّم ولا يكفر .
السائل: من وصلته كتب منحرفة هل يعذر بالجهل في هذه الحال ، من وصلته كتب مبتدعة يعني ليس فيها توحيد و عقيدة هل يعذر بالجهل ؟
الشيخ: ما يعذر بالشرك أما الذي قد يخفى مثل بعض واجبات الحج أو واجبات العمرة أو واجبات الصيام أو الزكاة بعض أحكام البيع ، وبعض أمور الربا ، قد يعذر وتلتبس عليه الأمور .
لكن أصل كونه يقول أن الحج غير مشروع أو الصيام غير واجب أو الزكاة غير واجبة ، هذا لا يخفى على المسلمين ، هذا شيء معلوم من الدين بالضرورة .
السائل: عفا الله عنك ، من قال لا بد أن تتوفر شروط فيمن أًريد تكفيره بعينه وتنتفي الموانع ؟
الشيخ: مثل هذه مثل ما تقدم ، الأمور الظاهرة ما يحتاج فيها شيء ، يكفر بمجرد وجودها ، لأن وجودها لا يخفى على المسلمين ، معلوم من الدين بالضرورة بخلاف الذي قد يخفى مثل شرط من شروط الصلاة ، شرط من شروط الزكاة ، بعض الأموال التي تجب فيها الزكاة ، تجب أو لا تجب ، بعض شؤون الحج ، بعض شؤون الصيام ، بعض شؤون المعاملات ، بعض مسائل الربا .
السائل: هؤلاء الذين يستهزؤن باللحى و تقصير الثياب ، هل هذا قد يخفى ؟
الشيخ: قد يخفى نعم ، قد يخفى على بعض الناس ، قد يخفى عليهم وجوب هذا الشيء ،... لكن الإستهزاء حتى بالسنة إذا صار إستهزاء صريح ، إستهزأ بالنوع فقد كفر ، لو استهزأ باسلام الناس فقد كفر نسأل الله العافية.
السائل: الرجل الذي أنكر قدرة الله سبحانه الله و تعالى .
الشيخ: هذا شيء دقيق ، أنكر أن الله يقدر عليه إذا حرق و طحن و ذر في البحر .
السائل: من لا يرى كفر العمل يا شيخ ، يقول لا كفر إلا بالإعتقاد .
الشيخ: هذا لا يقوله إلا إنسان جاهل ، كفر العمل بإجماع المسلمين ، من سجد للصنم كفر أو ذبح لغير الله ، هذا عمل .
. [شرح كشف الشبهات]

السائل:من استهزأ بشيء من شرائع الإسلام ثم تاب هل يلزمه أن ينطق بالشهادتين ؟
الشيخ: لا ، إذا تاب الحمد لله ، التوبة تجب ما قبلها .
السائل: يلزم ينطق بالشهادتين ، يجدد إسلامه؟
الشيخ: لا ، يكفي ،إذا أقر بالمسألة ... يقول بعض الفقهاء أن ينطق الأشياء التي أنكرها ، لكن مثلا إذا قال :"الصلاة ماهي بواجبة" ثما تاب الله عليه يكفي أو إذا قال :"الصوم ماهو واجب" ثم تاب الله عليه يكفي.

. [شرح كشف الشبهات]

السائل: أحسن الله إليك ، الذي لم يأتي بشروط لا إله إلا الله السبعة ؟
الشيخ: إذا كان يؤمن بمعناها أو لم يعرف الشروط ، إذا كان يعرف معناها :لا معبود بحق إلا الله و لو لم يعرف الشروط ، العامي قد لا يعرف الشروط ، المهم أنه يؤمن بالله وحده و أنه معبود بحق و أن ما سواه باطل ، يكفي .
السائل: الذي ينفي بعض الصفات أو كلها يكفر يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه تفصيل ، لا ، تقام عليه الحجة لأنه قد يجهل بعض الصفات ، يبين له ما دل عليه القرآن و السنة ، يكفر إذا جحد الرحمن أو العزيز أو الحكيم أو القدوس أو الملك ، إذا كان عامي يُبين له ما جاء به القرآن و جائت به السنة الصحيحة.
السائل: إذا كان يؤلها يا شيخ؟
الشيخ: هذا فيه خلاف التأويل ، مثل الأشاعرة و غيرهم ، منهم من يكفرهم و منهم من لا يكفرهم ، التأويل فيه شبهة ، بخلاف المعتزلة و الجهمية كفار لأنهم أنكروا الصفات بالكلية و أنكروا الأسماء و الصفات جميعاً نسأل الله العافية .

. [شرح كشف الشبهات]

السائل: يا شيخ جملة من المعاصرين ذكروا أن الكافر من قال الكفر أو عمل بالكفر فلا يكفر حتى تقام عليه الحجة ، ودرجوا عباد القبور في هذا ؟
الشيخ: هذا من جهلهم ،عباد القبور كفار ، واليهود كفار والنصارى كفار ولكن عند القتل يستتابون ، فإن تابوا وإلا قتلوا.
السائل: يا شيخ مسألة قيام الحجة ؟
الشيخ: بلغهم القرآن ،هذا بلاغ للناس ، القرآن بلغهم وبين المسلمين "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ "،"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" ، "يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ "
قد بلغ الرسول ، وجاء القرآن وهم بين أيدينا يسمعونه في الإذاعات ويسمعون في كل شيء ولا يبالون ولا يلتفتون ، وإذا جاء أحد ينذرهم و ينهاهم آذوه ، نسأل الله العافية .
السائل: حديث الرجل الذي قال إذا مت حرقوني ؟
الشيخ: هذا جهل بعض السنن من الأمور الخفية من كمال القدرة ، جهلها فعذر حمله على ذلك خوف الله ، وجهل تمام القدرة فقال لأهله ما قال .
السائل: سجود معاذ للنبي عليه الصلاة و السلام؟
الشيخ: هذا إن صح في صحته نظر ، لكن معاذ لو صح ظن أن هذا إذا جاز لكبار قادة المشركين هناك فالنبي أفضل ، هذا له شبهة في أول الإسلام ، لكن استقر الدين وعرف أن السجود لله ،وإذا كان هذا أشكل على معاذ في أول الأمر لكن بعدين ما عليه شبهة.
. [شرح كشف الشبهات]

السائل: أحسن الله إليك ، أئمة بعض الفرق المنحرفة الذين يقولون وصلنا إلى مرتبة اليقين فلا تلزمنا العبادات ؟
الشيخ: هذا ... ، بإجماع أهل العلم من قال تسقط العبادات فقد كفر بإجماع أهل العلم إلا إذا جن و أصابه الجنون .
. [شرح كشف الشبهات]

السائل: أحسن الله إليك ، من وقع في شرك هل يلزمه الشهادتين أم يكفي التوبة ؟
الشيخ: إن كان نطق بالشاهدتين يكفي التوبة مما فعل و إذا نطق بهما كما قال بعض أهل العلماء لا بأس ...و إلا المقصود التوبة تحصل بالرجوع عما أخطأ فيه ، إن كان بدعاء الأموات تاب إلى الله بذلك ، إن كان بالذبح لغير الله تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بترك الصلاة تاب إلى الله من ذلك ، إن كان بجحد الصيام و هكذا ، الشيء الذي كفر به يدخل في الإسلام بالإقرار به و إذا أتى بالشهادين زيادة =زيادة خير كما قال بعض أهل العلم لكن الصحيح أنه يدخل في الإسلام بالإقرار بالشيء الذي جحده أولا و صار به كافراً ، مثلا أنكر وجوب الصلاة نقول إذا تاب إلى الله و أقر بوجوبها دخل في الإسلام ، أنكر تحريم الزنا ، نقول إذا تاب إلى الله و أقر بأن الزنا حرام=دخل في الإسلام ولو ما كرر الشهادة لأن الشهادة ما أنكرها .
السائل: و عباد القبور كذلك؟
الشيخ: و عباد القبور كذلك إذا تابوا إلى الله و اعترفوا أن الله مستحق للعبادة و أنه لا يجوز دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات دخلوا في الإسلام .
السائل: أحسن الله إليك ، الخفاء و الوضوح لا يتغير باختلاف الأزمنة و الأمكنة ؟
الشيخ: لا يتغير ، كلما عظم الجهل زاد الخفاء ، كلما اشتدت غربة الإسلام زاد الخفاء ، لكن مادام بين المسلمين و يسمع القرآن و يسمع السنة فقد بُلغ ، الله قال :"هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ" القرآن بلغ ، و يقول سبحانه:"وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ " هو بلغه القرآن و يتوب إلى الله تعالى و يفعل كذا بل يخاصم و يضارب الله و ما يطيع و ما يقبل الفائدة ، أهل القبور الآن صعب التفاهم معهم في التوحيد إلا بشدة ، ما يرضون التفاهم معهم ، يرون أنهم على حق ، نسأل الله العافية .
السائل: الكلام هذا في التوحيد فقط أم حتى في المسائل المكفرة من البدع كالجهمية ؟
الشيخ: المسائل التي ما تكفر أمرها أسهل ، المقصود المسائل المكفرة .
السائل: مثلا الجهمية يا شيخ ، يعم الحكم على العوام أم فيه تفصيل يا شيخ ؟
الشيخ: عوامهم معهم إذا كانوا معتقدين دينهم ،عوامهم مثل عوام اليهود و النصارى معهم ، إنما الشيء الذي قد يخفى مثل عموم القدرة ، مثل قصة الذي أمر أهله أن يحرقوه ، ظن أنه إذا حرق و ذري في يوم عاصف أنه يفوت و سلم فأمر الله الأرض و البحر أن يجمع ما فيه ثم قال ما حملك على هذا قال خوفك يا رب فتجاوز الله عنه .
السائل: الذين لم تصل إليهم الدعوة الآن حكمهم مثل أهل الفترة ؟
الشيخ: ليسوا بمسلمين و لا كفار ، هذا أمرهم إلى الله ، أهل الفترة أمرهم إلى الله ما هم مسلمين .
السائل: لكن الآن نقول أن هناك أناس لم تصلهم الدعوة؟
الشيخ: الله أعلم ، ممكن ، قد يكون هناك في بلدان إفريقيا أو بلدان أمريكا ، الله أعلم .
السائل: من كان بين المسلمين و يسمع القرآن هل يتصور أنه يمتحن يوم القيامة ؟
الشيخ: ما معنى يمتحن يوم القيامة؟
السائل: يمتحن في الموقف كأهل الفترات.
الشيخ: الذي ما بلغه الإسلام يُمتحن و الذي بلغه الإسلام ما يمتحن ، قد قامت عليه الحجة .
السائل: إذا كان بين المسلمين يا شيخ؟
الشيخ: هذا أمره إلى الله ، عندنا ما نحكم عليه أنه قامت عليه الحجة ، أمره إلى الله هو أعلم به سبحانه و تعالى ، لكن عندنا من قامت عليه الحجة بالقرآن و السنة .
السائل: هل يوجد من يموت و لم تبلغه الدعوة؟
الشيخ: قد يوجد في إفريقيا .
السائل: قول رسول الله : "لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل"
الشيخ: ...هذا ما يلزم الأفراد هذا يلزم الجهات ، ما يلزم الأفراد ، أنه كل فرد قامت عليه الحجة ، الله يقول :" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا " إذا ما وصله خبر الرسول و لا خبر القرآن ما قامت عليه الحجة .
السائل: ...ينر عليهم مباشرة...؟
الشيخ: تنصحهم و تعلمهم فإذا تابوا و هداهم الله فالحمد لله و إن أبوْا فهم كفار.
السائل: مفسدتهم كبيرة الضرب و التفجير و كذا
الشيخ: لا لا، بالدعوة و بالتوجيه فإذا أصروا يقتلوا قتلا عند ولي الأمر، إذا كان هناك ولي أمر مسلم و هم بين يديه يدعوهم إلى الله فإن أقروا بالحق و تركوا دعاء الأموات و الاستغاثة بالأموات و إلا قتلوا.
. [شرح كشف الشبهات]

السائل: فيه جماعة من معاصرين يقولون أنه لا يكفر الشخص إذا قال الكفر أو فعله إلا إذا قصد بقلبه .
الشيخ: لا غلط والله ، يكفر يالقول و باللسان و بالعمل، بالقلب و اللسان و العمل ، إلا إذا أكره مع الطمئنينة ، إذا أكره بالضرب أو بالتهديد بالقتل و قلبه مطمئن ، مثل ما فعل عمار بن ياسر و ابن مسعود و غيرهم مما فعلوا ، بلال و غيرهم فوافقوهم لكن مع طمئنينة القلب ، مع كون القلب مطمئن بالإيمان ، موحداً لله عز و جل ، قالوا محمد كاذب و ماهو برسول ليدفعوا عنهم الضرب ...
. [شرح كشف الشبهات]


- السائل: يحصرون الكفر بالجحود يا شيخ أحسن الله إليكم ، يقولون لا يكفر الرجل إلا إذا قصد الخروج من الإسلام بفعله أو بقوله ؟
الشيخ: يُعلّم يُعلّم ، هذا جاهل يُعلّم ، الكفر يكون بالقلب و يكون باللسان و يكون بالعمل ، الذين قالوا "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء " كفروا بالقول ، نسأل الله العافية.
السائل: هذا هو الأصل العام للإرجاء يقولون لا يكون الكفر إلا بالقلب ؟
الشيخ: الكفر يكون بالقلب و اللسان و العمل عند جميع العلماء ، أقرأوا باب حكم المرتد . [شرح كشف الشبهات]



j,[di tjh,n ggado hfk fh. djugr fih hglv[zm td lsHgm hgu`v fhg[ig

__________________
حديث عن الصدق

عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً ،وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً » متفقٌ عليه .

التعديل الأخير تم بواسطة : ساير بن فاضي الغنامي بتاريخ 12-23-2015 الساعة 08:27 PM
ساير بن فاضي الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2015, 02:25 AM
  #2
غنام الغنام الروقي
كاتب متألق
 الصورة الرمزية غنام الغنام الروقي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 1,006
معدل تقييم المستوى: 13
غنام الغنام الروقي is on a distinguished road
افتراضي

الدكتور ساير جزاك الله خير وفي ميزان حسناتك
__________________
اللي مسوي في زمانه زعامه خبلن لياجات الصمايل ولاشي
ليا جلس وسط المجالس كلامه تقول ابن عنتر وابن حاتم الطي
غنام الغنام الروقي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 12-25-2015, 05:28 PM
  #3
ساير بن فاضي الغنامي
 الصورة الرمزية ساير بن فاضي الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 208
معدل تقييم المستوى: 17
ساير بن فاضي الغنامي is on a distinguished road
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على حرصك على ماينفعك ويرفع عند الله تعالى وزادك الله من فضله وليس مستغرب من رجل عاقل مثلك الحرص ع الخير والفقه في دين الذي علامة الخير من يريد الله به خيرا يفقه في الدين
__________________
حديث عن الصدق

عَن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « إِنَّ الصَّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ ليصْدُقُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقاً ،وإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفجُورِ وَإِنَّ الفجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ،وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّاباً » متفقٌ عليه .
ساير بن فاضي الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى رمضان واحكامه ابو بطين الغنامي الخيمة الرمضانية 6 06-26-2011 07:29 PM
الردعلى اهل البدع حماية للدين ولايحذرمنه الا الفساق والجاهلين ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 11 03-17-2011 01:13 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

+4. الساعة الآن 09:34 AM.


جميع المواضيع و الردود لا تمثل وجهة نظر ورأي إدارة المنتدى و إنما تمثل رأي كاتبها فقط
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - 2021
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70