[tabletext="width:50%;background-image:url('http://www.gnanim.com/vb/backgrounds/1.gif');"]
في تراث كل أمة توجد شخصيات تاريخية يضرب بها المثل في صفة من الصفات.. ففي تراثنا العربي لا يزال يضرب المثل بكرم حاتم وذكاء إياس وإقدام عمرو وحلم أحنف وعيني زرقاء اليمامة، وشجاعة عنترة.. وهذه الشخصيات لها في الغالب أصل حقيقي ولكن الزمن يضيف إليها الكثير من المبالغات وسرعان ما تتحول إلى "نموذج أسطوري" بمرور الأجيال!!
والبطل الخارق - صاحب القوة البدنية العظيمة - نموذج موجود في كل حضارة وتاريخ.. فقبل ثلاثة آلاف عام مثلاً تبلورت أسطورة شمشون الجبار في فلسطين. وجاء في التوراة (في سفر القضاة) أنه وقع في حب امرأة خانته فغضب وأشعل النار في حقول الناس وطاف يقلع الأشجار بيديه. وحين قرر العبرانيون القبض عليه قتل منهم ألف رجل بفك حمار. وبعد ذلك حاولوا منعه من دخول مدينتهم ولكنه نزع الأبواب بيديه ورماها بعيداً. وبعد أن عجزوا عنه دبروا له مكيدة بمساعدة حبيبته الخائنة دليلة.. فقد دعته لفراشها وسقته الخمر حتى نام ثم فقأت عينيه وقصت شعره (مصدر قوته فغدا عبداً ذليلاً!
أما في التراث الأغريقي فهناك هرقل الجبار ابن الأميرة إلكمين والملك زيوس. وقد نشأ لطيفاً نبيلاً رغم قوته الجبارة وقدرته الخارقة. وقد كرهته هيرا (زوجة زيوس الأولى) فدبرت له اثنتي عشرة مكيدة نجا منها جميعها بفضل قوته العظيمة.. وبسبب ذكائه وحكمته أعجبت به الآلهة وعدته واحداً منها (حسب الأسطورة)!
أما في تراثنا العربي فكثيراً ما يضرب المثل بالشاعر الفارس عنترة بن شداد من قبيلة عبس. فرغم أن والده كان من سادة القبيلة إلا أنه ولد لجارية سوداء تدعى زبيبة فعدّ عبداً في نظر الجميع (وهو ما حال بينه وبين الزواج من ابنة عمه عبلة). وقد عانى عنترة من ظلم العبودية لفترة طويلة حتى شاعت فروسيته بين العرب فاعترف به والده وألحقه بنسبه. وقد عرف بقوته الخارقة وشجاعته الفائقة وكان يجد في خوض المعارك وقهر الفرسان سلوى من ظلم قومه .. وقال في هذا المعنى:
(ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها
قيلُ الفوارس ويك عنترة أقدم)..
وحين مات عنترة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشرينيات من عمره - وبدوره أبدى شجاعة وقوة خارقتين (رغم عدم اشتهاره بهذا الجانب)؛ فقد ورد أنه أوتي قوة عشرة رجال وكسر بضربة واحدة صخرة ضخمة في الخندق عجز عنها الصحابة الكرام.. وقبل هجرته إلى المدينة عاش معه في مكة قريب اشتهر بقوته وضخامته الجسدية يدعى ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبدالمطلب. وذات يوم خلا ركانة برسول الله في بعض شعاب مكة، فقال له الرسول: يا ركانة، ألا تتقي الله وتقبل ما أدعوك إليه؟ فقال ركانة: لو أعلم أن الذي تقول حق لاتبعتك؛ فقال الرسول: أفرأيت إن صرعتك أتعلم أن ما أقول حق؟ فقام إليه ركانة يصارعه فبطش به رسول الله وأضجعه على الأرض فذهل الرجل وقال: عد يا محمد، فعاد الرسول وصرعه، فقال ركانة: يا محمد، والله إن هذا لعجب أتصرعني وأنا أقوى العرب(!) فقال رسول الله: وأعجب من ذلك أريكه إن اتقيت الله واتبعت أمري(...)!! | [/tabletext]
hr,n v[g td hguhgl