هذه القصيدة الرائعة ليزيد ابن معاوية الخليفة الاموي
أراك
طروبا ولها كالمتيم
تطوف بأكناف الزجاف المخيمِ
أصابك سهمٌ أم بليت بنظرةٍ
فما هذه ألا سقية تبرمِ
على شاطيء الوادي نظرةُ حمامةً
فطالت علي حسرتي وتندمِ
خذوا بدمي منها فأني قتيلها
ولا مقصدي الا تجود وتنعمِ
ولا تقتلوها أن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمِ
مهذبة الالفاظ مكية الحشى
حجازية العينين طائية الفمِ
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك أن دار في الفمِ
أغار على أعطافها من ثيابها
اذا ألبستها فوق جسمٍ منعمِ
وأحسدوا أقداحا تقبل ثغرها
أذا أوضعتها موضع اللثم في الفمِ
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندمِ
فقلت : خضبت الكف بعدي ، هكذا
يكون جزاء المستهام المتيمِ
فقالت وأبدت في الحشى حرق الجوى
مقالة من في القول لم يتبرمِ
وعيشك ما هذا خضابٌ عرفتهُ
فلا تك بالبهتان والزورِ متهمِ
ولكنني لما وجدتك راحلا
وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمِ
بكيت دما يوم النوى فمسحته
بكفي فأحمرت بناني من دمِ
ولو قبل مبكاها بكيت صبابةً
لكنتُ شفيتُ النفسَ قبل التندمِ
ولكن بكت قبلي فهيجني البكى
بكاها فقلت : الفضل للمتقدمِ
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثلٌ في عُربٍ وأعجمِ
أشارت برمش العين خيفت أهلها
أشارة محزونٍ ولم تتكلمِ
وأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهلا وسهلا بالحبيب المتيمِ
Hvh; 'v,fh