
السكوت من ذهب
في قريتنا كان المذياع فاكهة المقهى فلم تكن الاذاعة المرئية قد عرفها الناس بعد وكانت أجهزة المذياع في مصر معدودة محددة فلم يكن الكثيرون قادرين على شرائه وكانت الحكومة تتقاضى ضريبة سنوية على أجهزة المذياع وكان جهاز المذياع الكبير يتصدر المقهى الرئيسي في القرية يتحلق حوله القرويون يستمعون إلى غناء (الأستاذ) وهو محمد عبدالوهاب و(الآنسة) وهي أم كلثوم، وأخبار هتلر وتشرشل وموسوليني والحرب العالمية الثانية...
وفي يوم من الأيام أضرب المذياع عن العمل وحار فيه رواد المقهي وكانت العادة عندما يتعطل المذياع أن يصفعه أحدهم على وجهه حتى يتكلم العفاريت التى بداخله لكن هذه المره بالرغم من ضربه بالنعال فإن العفاريت رفضت أن تنبس ببنت شفه. استدعي صاحب المقهى عرافة القرية التي ما إن فحصته ونقرت بأصابعها عليه وهمست للجن التى تسكن داخله حتى قالت أن المذياع مثله مثل القناديل يجب أن تضع فيه وقوداً لكي يعمل، فاقترح صاحب المقهى أن يشعل بعض الحطب وروث البهائم الجاف وأغصان الشجر تحته، لكن العرافة رفضت قائلة: إن هذا سيؤدي الى هروب الجن التى تسكنه والتى تنقل أخبار الحرب العالمية الثانية وتتقمص شخصيات عبدالوهاب وأم كلثوم والمطرب صالح عبدالحي، ويجب معاملة المذياع معاملة حسنة واكتفت بصب بعض الزيت والكيروسين بداخله فأفسداه وسكتت العفاريت للأبد.
hgs;,j lk `if
__________________
... إْشـتقت لـك يـإْ " زِيـن " وِيـن إْلإقـيـك *** محـتـإْج لـك بـإْلـحيل وِدي إْشـوِفـك ...