ابي الحسن علي بن زريق البغدادي الذي عاش في العصر العباسي هذا الشاعر الذي لم يروى له الا قصيدة واحده وقد اجمع رواة الأدب على انها يتيمه وقال بعضهم ان له قصائد اخرى ولاكنها ضاعت او سرقة ونسبة لغيره وقد بحثت في في قوقل ولم اجد الا هذه القصيده والتي وحدت انها صيغة بطريقة التشطير وهي في الاصل خماسيه مما افقدها بعضآ من قيمتها وادى الى انقاص الكثير من عباراتها ولكوني قد قرأتها في احد الكتب تذكرت انها ليست بالطريقه المعروضه على صفحات الأنتر نت وليس كما اوردت الأمر الذي جعلني افتش عن هذه القصيده في محفوضات مكتبتي الخاصه وفعلآ وجدتها خماسيه حسب رواية وصياغة ونظم الشيخ حسن عارف المحمودي احد علماء وأدباء اللاذقيه سنة 1316هـ بطريقة التخميس وهي الطريقه الانسب لرواية هذه القصيده وقلما نجد هذا الأسلوب لدي الشعراء الأخرين وقد جعلني جمالها برواوية الشيخ انتقص ما اورد على صفحات المواقع وبأمكانكم التمييز بين النقلين مع ان القصيده واحده ولاكنها غيرت بالنقل وحذفة بعض بيوتها وابقي الشطرين الرابع والخامس ولجمال هذه القصيده فقد عكفت على كتابتها بالطريقه التي نظمها بها الشيخ .
وشاعرنا بن زريق البغدادي الذي عاش في العصر العباسي ضاق به العيش فودع زوجته في بغداد حي الكرك وهي تتمسك في ثيابه متعطفة أياه الا يرحل فأبى وسافر الى الآندلس طلبآ للرزق فمدح حاكمها ولاكنه لم يجد الكرم فلم يعطه الادراهم بخسه وعندما ضاقت في وجهه الأرض بما رحبت كتب قصيدته هذه ثم وضعها تحت مخدته ونام عليها ومات وكان ذلك سنة 420هـ
وأليكم قصيدة بن زريق البغدادي وعلى رواية الشيخ حسن عارف المحمودي وعلى التخميس:
أيا مهاة أتت صبآ تودعه
يوم الرحيل لأمر كان يزمعه
إن هام من شغف أوسال مدمعه
لا تعذليه فإن العذل يولعه
قد قلت حقآ ولاكن ليس يسمعه
أبديت نصحآ له كيما يفوز به
وقد عصاه الهوى عن نيل مأربه
يكفيه ما حل فيه من تغلبه
جاوزت في نصحه حدآ أضربه
من حيث قدرت ان النصح ينفعه
مولع القلب اعياه تعلله
وخاب مقصده الأسمى ومأمله
عن شرح احواله يغني مفصله
قد كان مضطلعآ بالخطب يحمله
اضطلعت بخطوب البين أضلعه
صب له في هوى احبابه وله
والوجد هد القوى منه وأنحله
والدار شطة به والبين اشغله
يكفيه من لوعة التشتيت أن له
من النوى كل يوم ما يروعه
داعي المرؤة للترحال أحوجه
ومن اكنته بالكره أخرجه
والحظ ضيق مسعاه ومخرجه
ما أب من سفر إلا وأرعجه
عزم على سفر إلا ويزمعه
فتى مناه على مسعاه اعكفه
وباعث الدهر بالأزمان سوفه
لو ضيع العمر في سعي واتلفه
تأبى المطامع الا أن تكلفة
للرزق سعيآ ولاكن ليس يجمعه
يسير مصطحبآ للخوف والوجل
معلق الفكر بالأوطار والأمل
ولا يقر بسهل الأرض والجبل
كأنما هو في حل ومرتحل
موكل بفضاء الأرض يذرعه
فالنفس من طبعها للمال مائلة
وللزيادة في مجناه أملة
أرح فؤادك فالأرزاق حاصلة
وما مجاهدة الأنسان واصلة
رزقآ ولا دعة الإنسان تقطعه
لا يطمع المرء في مال يجمعه
ولا بزخرفة يغتر مولعه
ما سامحته به الأيام ترجعه
والدهر يعطي الفتى من حيث يمنعه
عفوآ ويمنعه من حيث يطعمه
ثوب النعيم على الله قد سدلا
فضلآ وخولني النعماء والجزلا
ما عدوت له بالشكر مبتهلا
ومن غدا لابس ثوب النعيم بلا
شكر عليه فعنه الله ينزعه
فإن نفسي عن لذاتها حبست
ومن حمى دمنة اللأيناس قد يئست
وأدمعي كالدما من أعيني أنبجست
بالله يا منزل القصر الذي درست
أثاره وعفت مذ بنت اربعه
إن النوى عن ذرا علياك شتتنا
وعنك بنا وفارقنا احبتنا
قد كنت فردوسنا السامي وجنتنا
هل الزمان معيد فيك جنتنا
أم الليالي التي أمضته ترجعه
الى ان قال
وإن تنل أحدآ منا منيته
فما الذي بقضاء الله يصنعه
ومات ابن زريق البغدادي وبقية هذه القصيده يدمدم بها الشادي ويترنم بها الحادي فهي حرية بأن تحن لها النفوس وتكتب بماء الذهب على صفحات الطروس
فلكم اتمنى قراءه ممتعه وتمعن لما تحمل من معاني وأهات وحنين
ولكم اتمنى اسعد الأوقات
اخوكم: نياف
djdlm hfk .vdr hgfy]h]d hgvhzui