
خـلـك قـوي !!
هل نحن فعلاً في زمن الأقوياء؟! هل صحيح أن الإنسان الطيب, المرن والذي يؤمن بشعار( التغافل) حتى يكون سيد قومه فإذا هو عبدهم الذي لايحسب الآخرون له حساباً, ولايراعون مشاعره, لإنه عودهم على الرحمه والصفح والغفران ,وهو الذي لا يهتم بصغائر الأمور , فكل الأمور صغائر"! فعاملوه على أنه صغير"!
الشواهد التي تتحفنا بها الحياة كل يوم تبرهن على أن للواقع الذي نعيشه له أدواته وأساليبه في إدارة حياتنا وكيف نكسب الناس الذين نعايشهم ونتكيف معهم
** كثيراً ما نصادف حالات لرجال كانو أشد من فرعون بطشاً وتنكيلاً , مع زوجاتهم الطيبات اللبقات , والراقيات في السلوك
وقد يقدر الله لهم اللقاء بامرأه قويه وسليطة اللسان أجارنا الله وإياكم توضف كل أساليب الشتائم والسباب في مناقشاتها , ومع هذا يكون " الرجل نفسه "معها كالحمـّل الوديع , طيباً , مدنياً , لبقاً , رومانسياً يغدق عليها المشاعر ويحسن تذكر المناسبات , فيبادر بتقديم الهدايا والمكرمات , ويتوسل بقبول العذر عند التأخير " النادر " على المواعيد بدقائق وبصمت حال زعيقها الناري وصراخها الذي يستيقض من شدته الجيران , في نهاية الأمر هو من يعتذر وبكل لباقه !! فتتعجب كيف أن الرجل واحد , والسلوك مختلف ؟؟
** كثيراً ما تشكو الأمهات من إزدواجية هذة الحالة مع الأبناء , قد يكون الأبن شديد القسوة والجفاء مع أمه الرحيمه الطيبه , لا يقابلها إلا في القليل من الأيام , بوجه متجهم عابس , ولسان متيبس , ويد خاليه من الهبات والعطايا , يشعرها بأنه فعلاً لم يأتي إلا لتادية واجب ثقيل , أو لحفض ماء الوجه عند الناس .
هذا " الأبن نفسه " يكون في منتهى الرقه والعذوبه والتفاني والعطاء وإرشيفاً جميلاً من التعابير والمواقف الرومانسيه مع زوجته السليطة القويه !! فتتعجب كيف يكون الشخص واحد والسلوك مختلفاً ؟!
** يحدث نفس الشيء ذاته مع المدراء ورؤساء الاقسام في العمل , فمنهم من يستقوي على الموضف المسكين الذي يطأطأ رأسه عند كل قرار فيه متاعب جديدة له في العمل , خارجه عن حدود واجباته وطاقته دون مناقشه أو إعتراض أو حتى إبداء وجهة نضر فيما هم " المدراء أنفسهم " لا يجرؤون على فعل الشيء نفسه مع موضفين آخرين يعرفون جيداً مقدار ما يحدثونه في العمل من مجابهة الاستجابه ومسائل الحقوق والواجبات والشكوى إلى أعلى الجهات الرسميه وأخذ حقوقهم بصرامه وتمرس !
هل نحن فعلاً نهضم حقوقنا كلما كنا أكثر لطفاً ومرونه ولباقة وطيبه ؟!
المسأله ببساطه هي انه كلما تقدم بك الزمن , والتجارب أدركت أن كل ما تعلمناه في الصغر من أساليب اللباقه , واللطف , والرحمه , وعدم إرتفاع الصوت , وتحاشي العنف في الحديث والتصرف واحترام مشاعر الآخرين , وعدم إيذائهم بأي شكل من الأشكال .. كل ذلك في مقدوره أن يحدث أثراًُ رائعاً وإيجابياً
ولكن مع الأشخاص المحترمين , اللبقين الراقين في السلوك والمعامله وهم قليلون ونادرون قد لا تسعفنا الضروف , في كل مرة , بأن يكونوا أحد الذين قــّدر لنا مشاركتهم في أوجه الحياه المختلفه !!
والحقيقه التي يجب أن نعرفها هي أنك مهما كنت مقتنعاً بجدوى تلك الطريقه الإستبداديه في كسب جولات الحياه , ومهما كنت قادراً على تعلمها ببراعه متناهيه ومهما كنت تشعر بأنها وسيلتنا في زمن " إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب " او مبدأ (خلك قوي لا يغلبونك الريجيل ) الإ انك في كل الأحوال , إذا كنت أصيلاً من الداخل فإن نفسك الساميه , تأنف أن تتمثل بسمات الوحوش والكواسر , لأنها صفات بهيميه , كرمنا رب العزه والجلال بالترفع عنها , ومهما كانت المكاسب التي ستجنيها من وراء ذلك , سيكون الثمن باهضاً حينها إنه " فقدانك احترامك لنفسك "
ودي لكم / أبـو فـارس
oJgJ; rJ,d !!
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة : ابو فارس بتاريخ 04-19-2011 الساعة 02:26 AM