حدثنا
خلف بن قاسم ، حدثنا عبد الله بن عمر بن إسحاق ، حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج ، حدثنا سعد بن كثير بن عفير ، حدثنا مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : أيما رجل قال لأخيه : كافر باء بها أحدهما .
وحدثنا خلف ، حدثنا عمر بن محمد بن القاسم ومحمد بن أحمد بن كامل ومحمد بن أحمد بن المسور ، قالوا : [ ص: 14 ] حدثنا بكر بن سهل ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا مالك ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : أيما رجل قال لأخيه : كافر ، فقد باء بها أحدهما ورواه جماعة ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر .
حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عطية ، حدثنا زكرياء بن يحيى ، حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا يزيد بن المغلس ، حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : إذا قال الرجل لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما .
وكذلك رواه ابن زنبر ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال : إذا سمى الرجل الآخر كافرا ، فقد كفر أحدهما ، إن كان الذي قيل له كافر فقد صدق صاحبه كما قال له ، وإن لم يكن كما قال فقد باء الذي قال بالكفر .
وكذلك رواه يحيى بن بكير ، عن ابن وهب ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي - عليه السلام - مثله سواء ، والحديث لمالك عنهما جميعا ، عن ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - صحيح .
قيل
لجابر بن عبد الله : يا أبا محمد هل كنتم تسمون شيئا من الذنوب كفرا أو شركا أو نفاقا ؟ ، قال : معاذ الله ، ولكنا نقول : مؤمنين مذنبين . روي ذلك عن جابر من وجوه ومن حديث الأعمش ، عن أبي سفيان قال ، قلت : لجابر : أكنتم تقولون لأحد من أهل القبلة كافر ؟ ، قال : لا ، قلت : فمشرك ؟ ، قال : معاذ الله وفزع ، وقد قال جماعة من أهل العلم في قول الله عز وجل : ( ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ) هو قول الرجل لأخيه : يا كافر : يا فاسق ، وهذا موافق لهذا الحديث , فالقرآن والسنة ينهيان عن تفسيق المسلم وتكفيره ببيان لا إشكال فيه .
حدثنا
أحمد بن قاسم بن عيسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا شعبة ، عن عبد الله بن دينار ، قال : سمعت ابن عمر ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : إذا [ ص: 23 ] قال الرجل لأخيه : يا كافر أو أنت كافر ، فقد باء بها أحدهما ، فإن كان كما قال ، وإلا رجعت إلى الأول .
وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : أخبرنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا أحمد بن محمد القاضي البرتي ببغداد ، قال : أخبرنا عبد الوارث بن سعيد ، عن الحسين المعلم ، عن ابن بريدة ، قال : حدثني يحيى بن يعمر أن أبا الأسود الدئلي حدثه ، عن أبي ذر أنه سمع النبي - عليه السلام - يقول : لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو بالكفر إلا ردت عليه إن لم يكن صاحبه كذلك .
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا ابن وضاح ، قال : حدثنا محمد بن سليمان الأنباري ، وموسى بن معاوية ، قالا : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا علي بن المبارك ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، عن ثابت بن الضحاك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله .
حدثنا أحمد بن قاسم وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا [ ص: 24 ] أبو عمرو عبيد بن عقيل ، قال : سمعت جرير بن حازم يحدث ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن , فليت شعري من قال لأخيه : يا كافر ، وهو ممن تسره حسنته وتسوءه سيئته , لأي شيء تكون الشهادة عليه بالكفر أولى من الشهادة له بالإيمان .
......ثم أنظر لسعة رحمة الله ...................
وروى الأعمش ، عن المعرور بن سويد ، عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من عمل مثل قراب الأرض خطيئة ، ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة ورواه شعبة ، عن واصل ، عن المعرور بن سويد ، قال : سمعت أبا ذر يقوله . وعن ابن عمر ، قال : كنا نشهد على أهل الموجبتين بالكفر حتى نزلت ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
وأخبرنا أحمد بن قاسم وعبد الوارث بن سفيان ، قالا : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن [ ص: 25 ] زياد ، عن عبد الله بن راشد مولى عثمان بن عفان ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن بين يدي الرحمن للوحا فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة ، يقول الرحمن : وعزتي لا يأتيني عبد من عبادي بواحدة منهن ، وهو لا يشرك بي شيئا إلا أدخلته الجنة .
وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد ، قال : حدثنا وهب بن مسرة ، قال : حدثنا ابن وضاح ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني عبد الرحمن بن شريح ، قال : حدثني أبو هانئ ، عن أبي علي الجنبي ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال : رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا وجبت له الجنة .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الجنة لا يدخلها إلا نفس مؤمنة .
وحدثنا عبد الوارث بن سفيان ، قال : حدثنا قاسم بن أصبغ ، قال : حدثنا بكر بن حماد ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى ، عن سفيان ، قال : حدثني أبو إسحاق ، عن فروة بن مالك [ ص: 26 ] الأشجعي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال لظئر له أو لرجل من أهله : اقرأ بـ " قل يا أيها الكافرون " عند منامك ، فإنها براءة من الشرك .
وأخبرنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا محمد بن معاوية ، قال : حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن عبادة بن الصامت ، قال : كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس ، فقال : تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا - قرأ عليهم الآية - فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عز وجل عليه ، فهو إلى الله إن شاء عذبه ، وإن شاء غفر له .
قال أبو عمر : هذا من أصح حديث يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه أهل السنة والجماعة ، وهو يضاهي قول الله عز وجل : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ، والآثار في هذا الباب كثيرة جدا لا يمكن أن يحيط بها كتاب ، فالأحاديث اللينة ترجى ، والشديدة تخشى ، والمؤمن موقوف بين الخوف والرجاء ، والمذنب إن لم [ ص: 27 ] يتب في مشيئة الله .
روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه ، قال : ما في القرآن آية أحب إلي من هذه الآية ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) ومن شرح الله صدره فالقليل يكفيه .
من كتاب
التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد
http://www.islamweb.net/newlibrary/d...k_no=78&ID=952
dh;htv>>!!