لم يقتصر شعر نزار قباني على الخبز والحب والهوامش فأن له جواهر سياسيه منها هذه القصيده

((الى اين يذهب موتى الوطن))


نموت مصادفة ككلاب الطريق
ونجهل أسماء من يصنعون القرار
نموت ولسنا نناقش كيف نموت وأين نموت
فيومآ نموت بسيف اليمين
ويومآ نموت بسيف اليسار
نموت من القهر حربآ وسلمآ
ولا نتذكر اسماء من شيعونا
ولا نتذكر أوجه من قتلونا
فلا فرق في لحضة الموت
بين المجوس وبين التتار

بلادي

تجيد كتابة شعر المراثي
وتمتد يبين البكاء وبين البكاء

بلادي

جميع مدائنها كهرباء
بلاد بكعب الحذاء تدار
فلا من حكيم
ولا من نبي
ولا من كتاب
بلاد بها الشعب ياخذ شكل الذباب
بلاد يدير المسدس فيها شئون الحوار
بلاد يسجيها الخوف
حيث العروبة تغدو عقابآ
وحيث الدعارة تغدو انتصارآ
مباديء بالرطل مطروحه
على عربات الخضار
دساتير تكفل حرية الراي
تعرض كا الفجل في عربات الخضار
قصائد ليس لها ازار
تضاجع في الليل كل خليفه
وترضي جميع جنود الخليفه
وترمى صباحآ كأية جيفه
على عربات الخضار

بلاد بدون بلاد

فأين مكان القصيدة بين الحصار وبين الحصار
كأن الكتابة في مدن الملح
فعل انتحار
بلاد تحاول اشجارها
من اليأس
ان تتوسل تاشيرة للسفر
بلاد تخاف على نفسها من قصيدة شعر
ومن قمر الليل
حين يمشط شعر المساء
وتخشى على امنها من بريد الهوى
وعيون النساء
افتش عن وطني لا يجيء
وأسكن في لغة ليس فيها جدار
بلاد تعد حقائبها للرحيل
وليس هناك رصيف
وليس هناك قطار
الى أين يذهب موتى الوطن
وكل العقارات فيه
مخصصة لاستضافة من يحرسون الرئيس
ومن يطبخون طعام الرئيس
ومن يدلكون بزيت البنفسج
صدر الرئيس
وظهر الريس
وبطن الرئيس
ومن يحملون اليه كؤوس اللبن
الى أين يذهب من سقطو في حروب الرئيس
وما عندهم شقة للسكن
ولو موتنا كان من اجل أمر عضيم
لكنا ذهبنا الى موتنا ضاحكين
ولو موتنا كان من اجل وقفة عز
وتحرير ارض وتحرير شعب
سبقنا الجميع الى جنة المؤمنين
ولكنهم قررو ان نموت
ليبقى النظام
وأعمام هذا النظام
واخوال هذا النظام
وتبقى تماثيل مصنوعة من عجين
يموت الملايين منا
ولا تتحرك في رأس قائدنا
شعرة واحده
ولم أك أعرف ان الطغاة
يضيقون بالآلة الحاسبه
احاول بالشعر
ان استعيد مرايا النهار
وعشب الحقول
وضؤ النجوم
ولون البحار
واستنبت القمح من تحت الدمار
احاول بالشعر
انها عصر التخلف
حتى أوسس عصرآ جديد
من الورد والجلنار
احاول بالشعر
تفجير عصر
وتغيير كون
واشعال نار
بحثت طويلآ عن المتنبي
فلم أرى من عزة النفس الا الغبار
بحثت عن الكبرياء طويلآ
ولكنني لم اشاهد بعصر المماليك
الا الصغار الصغار

---

hgn hdk d`if l,jn hg,'k