مجلة مراقبة الإرهاب)
المجلد الثامن، العدد 32- 12 أغسطس 2010
ترجمة موقع إسلام ديلي
حذر الشيخ سلمان بن فهد العودة في مقابلة مع وكالة أنباء القدس العربية من أن موجة من الإرهاب سوف تتلو توجيه الضربات العسكرية إلى إيران، وفي نفس الوقت دعى طهران إلى إنهاء محولاتها للتمدد باتجاه العالم السني (وكالة أنباء القدس، 2 أغسطس).
ويعتبر الشيخ العودة أحد علماء الدين الذين يتمتعون بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية. فبعد أن اشتهر من خلال أشرطة الكاسيت التي كانت توزع في مرحلة سابقة، بدأ الشيخ العودة يتحول نحو وسائل أكثر حداثه للتواصل مع الناس بصفته مديراً لموقع الإسلام اليوم. كما أن لديه ظهور متكرر من خلال التلفزيون، وفي الصحافة التي تصدر باللغة العربية.
والشيخ العودة الذي ولد لأسرة نجدية في محافظة القصيم، كان واحداً من جيل جديد من "الدعاة السياسيين" الذين ظهروا خلال حرب الخليج التي اندلعت بين عامي 90-1991، وإبان إنشاء القواعد الأمريكية في شبه الجزيرة العربية.
وقد ارتبط العودة بالمعارضة الدينية التي عارضت الحكومة السعودية، وحكم عليه بخمس سنوات في السجن نتيجة لاعتراضه على الفتاوى الرسمية التي سمحت للنظام بدعوة القوات الأمريكية للمملكة، وبسبب انتقاداته للتكاليف الباهضة والغير فعالة للقوات السعودية المسلحة. وكان ابن لادن من مؤيدي الشيخ العودة خلال فترة التسعينات، وكان يقتبس الكثير من أقوال الشيخ العودة في أحاديثه.
ولكن بعد خروجه من السجن، فرّغ العودة نفسه لتحضير الدكتوراه في السنة، ومن ثم تحول إلى نموذج لرجال الدين الذين يحظون بقدر كبير من الاحترام. وهو الآن يعتبر تحت حماية النظام.
ويرفض الشيخ العودة "الصورة النمطية" التي تربط الدعوة (الدعوة إلى الله) التي كان يتبعها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في القرن الثامن عشر الميلادي بالإرهاب.
ويعرف أتباع الشيخ محمد ابن عبد الوهاب بالوهابيين، وذلك بالرغم من أن السلفيين أنفسهم في المملكة العربية السعودية وفي غيرها من بقاع العالم لا يستخدمون هذه التسمية. وعلى حد قول الشيخ العودة، فأن إصرار الشيخ محمد بن عبد الوهاب على تطبيق القرآن بشكل صحيح في شئون الحياة والعبادات استطاع أن يحقق الاستقرار في منطقة كانت تسود فيها الانقسامات والنزاعات القبلية. وقال الشيخ العودة، "عندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، بدأ الناس يقولون أن تلك الأعمال هي نتاج لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب. والحقيقة أن هذه الدعوة بريئة تماماً من هذه الأفعال...".
وأضاف الداعية قائلاً "سوء الفهم يمكن أن يقع، حتى في الإسلام" وذلك في إشارة واضحة إلى المعارضين الذين يصرون على أن الجهاد فرض عين على كل مسلم. فبعض الناس يستندون إلى القرآن في قولهم أن الإسلام يريد أن يحشد العالم كله في ميدان المعركة. هؤلاء يعانون من فهم معوج لتلك الأعمال الإرهابية. حيث أن دولاً في العالم الإسلامي كمصر والمملكة العربية السعودية والعراق والصومال وغيرها أصبحت ضحايا لهذه الأعمال". ويصر على أن 99% من المسلمين "لا علاقة لهم بالتطرف والعنف". وهذه الجزئية المتمردة يجب أن تدخل في خطاب إسلامي يعتمد على النصوص الدينية، ولكنه أيضاً يجب أن يكون خطاباً
يهتم بالأسباب التي تقف وراء نشوء مناخ للإرهاب، كالعدوان الخارجي على الدول الإسلامية.
وحذر الداعية السعودي من أن أي تصعيد لنشاط عسكري باستهداف إيران سيؤدي إلى انتشار الإرهاب في المنطقة. وذكر أن إسرائيل تملك المئات من الرؤوس النووية، وأضاف "السلاح النووي يمكن الحصول عليه بالأساليب الصحيحة وبإشراف دولي. وأنا أعتقد أن الحوار مع إيران لم يصل بعد إلى طريق مسدود. ونفس الوقت، دعى الشيخ العودة طهران لوقف "التغلغل الشيعي في العالم السني" وقال؛
أنا أخشى إيران الشيعية، وكل الموالين لإيران يجب أن يخبروها بأن منهجها التوسعي سيضر بها كثيراً. ومن حق إيران أن تعيش بسلام وأن تحصل على أحدث أنواع التكنولوجيا، ولكن يجب أن تتخلى عن الرغبة في التوسع، كما هو الحال في إفريقيا، وما يسمى بالتغلغل أو الاختراق الشيعي للعالم السني، لن يخدم الشعب الإيراني في شيء.
وتطرق الشيخ العودة إلى غزة ، وقال أن الحصار الذي يجري الآن "فضيحة دولية". والعودة عضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (الذي يقوده المصري الشيخ يوسف القرضاوي)، والذي قام بإرسال سفينة إلى غزة ضمن "قوافل الحرية"، وأصر الشيخ العودة على أن جميع التيارات السياسية الفلسطينية بما في ذلك حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي، يجب أن تكون جزءاً من الجهود المبذولة لإيجاد حل لقضية فلسطين. وقال الشيخ "من الصعب أن تتعامل مع الشعب الفلسطيني وتتجاهل قوى المقاومة".
المصدر: http://www.jamestown.org/uploads/media/TM_008_78.pdf
p`v hgado sglhk fk ti] hgu,]m j,[di hgqvfhj hgus;vdm Ygn YdvhkK