كنت اعتقد ان االفصحى قد اندثرت قبل القرن الحادي عشر الهجري وحلت محلها اللهجه العاميه حيث ان اجدادنا القريبين الثاني والثالث قد شهدو ذلك العصر وهم من ورثنا لهجتنا التي نتعامل بها الأن ولاكن احد المؤلفين غير انطباعي هذا فقد وقعت عيني في احدى المكتبات يوم امس على كتاب يحمل عنوان ((الشعر الحجازي في القرن الحادي عشر الهجري )) وقد تناول مؤلفه الدكتور / عايض بن بنيه الردادي البحث فيما قيل من اشعار في ذلك العصر ومن قرائتي للكتاب تبين ان الاشعار في ذلك العصر لاتختلف كثيرآ عن اشعار القرن الثالث والرابع الهجري ولاكن ما نقل لنا من اشعار اجدادنا الذين عاشو في عصر قريب من القرن الحادي عشر نجد انها باللهجه العاميه ما عدا القليل من الكلمات وهذا ما جعلني اطرح هذا الموضوع لعلي اجد من لديه تفسير لذلك وقد اعجبني في هذا البحث العديد من الاشعار التي قال الباحث انها قيلت في ذلك العصر وقد وثقها بربطها بشخصيات تاريخيه كحكام الاشراف وغيرهم وسوف نأتي على بعض من هذه القصائد ولاكن دعونا نتكلم قليلآ عن البحث فقد انصف الباحث منطقة الحجاز في بحثه ومن يقراءه يلاحض ذلك فقد اوضح من خلال بحثه اهمية الحجاز عرقيآ ودينيآ وثقافيآ وشعريآ ودلل بعدة قصائد قيلة في الشوق الى الحجاز منها ما قاله اشجع بن عمر السلمي :
بأكناف الحجاز هوى دفين ×××× يؤرقني اذا هدت العيون
احن الى الجاز وساكنيه ××××× حنين الألف فارقة القرين
وابكي حين ترقد كل عين ××××× بكاء بين زفرته انين
.....الخ
وقال اعرابي :
كفى حزنآ اني ببغداد نازل ×××××× وقلبي بأكناف الحجازرهين
اذا عن ذكر للحجاز استفزني ×××× الى من بأكناف الحجازحنين
فوالله ما فارقتهم قاليآ لهم ××××× ولكن ما يقضى فسوف يكون
وقال اعربي أخر:
سرى البرق من ارض الحجاز فشاقني ×××× وكل حجازي له البرق شائق
فواكبدي مما الاقي من الهوى ×××× اذا جن ليل او تألق بارق
وقد اشتمل البحث على العديد من الجوانب التي خدم بها الباحث بحثه وعلاوة على الشعر اتى على مكانة الحجاز دينيآ وسياسيآ واقتصاديآ ومر على عدة عصور بداءها بالجاهليه مرورآ بالبعثه ونزول الوحي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومن تلاه من عصور حتى وصل الى القرن الحادي عشر واتى فيه على عدة جوانب سياسيه وادبيه وقد ذكر ان لغة التخاطب بين المثقفين في ذلك العصر هي الفصيحه عاميه في سواد المجتمع تقترب من الفصحى في الباديه وتبتعد عنها في الحاضره وقد عاد المؤلف الى اساس موضوع البحث وهو الشعر الذي استطرد فيه كثيرآ وقد اورد العديد من الأشعار وهذه احدى القصائد وليس باحسنها ولاكنها اختيار عشوائي وهي لابو سالم عبدالله بن محمد بن ابي بكر العياشي الذي عاش مابين 1037 و1090 وهو كثير الترحال وشاعر مرهف وقال في فراق زوجته وابنائه وهي بداية رحلته :
تقول وقد حل الرحيل أهكذا ××× تحملني ثقل الفراق على ضعف
اتترك افراخ كزغب القطا وما ×××× رحمت بنيك اذ سلوت عن الألف
فقلت لها كفي الملام واعرضت××××× كخشف النقاء تستعرض الدمع بالكف
فودعتها والقلب منطبق على ×××××× أساه ودمعي لا يمل من الوكف
عليك سلام لا زيادة بيننا ×××××× مع البعد الا ان ازور مع الطيف
والكتاب يحتوي على الكثير من المواد المفيده وقد استمتعت كثيرآ بقرائته حيث تناول تاريخ عهد قريب ولاكنه شبه غامض بالنسبة لنا فدائمآ ما نتجاوز في قراءتنا لما هو ابعد من ذلك العصر معتقدين انه لم يورخ .
لا اريد الاطاله عليكم اكثر من ذلك
فتقبلو جميعآ وافر احترامي وتقديري
اخوكم نياف
hgauv hgp[h.d td hgrvk hgph]d uav hgi[vd