عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2014, 05:07 PM
  #31
ابو فارس
كاتب ماسي
 الصورة الرمزية ابو فارس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
الدولة: مداهـيـل الرجـال
المشاركات: 3,755
معدل تقييم المستوى: 19
ابو فارس is on a distinguished road
افتراضي

في منظومة النصر غابت (أنا) وحضرت (نحن) فكان النجاح





وعادت شمسك الذهبية يا نصر تنثر جدائلها الطويلة في فضاء الانجازات الكبرى، تطرق نوافذ مغلقة منذ سنين لم يعد يسكنها سوى الحنين لفارسها القديم.

النصر يشبه الحبيب الأول الذي تتزين عند حضوره وتشع جمالا وعذوبة باعتلائه منصات التتويج.

في المدرج النصراوي اختلطت ضحكات المشجعين الصغار وحماستهم، مع دموع المحبين الكبار، فكانت لوحة معبرة تحكي قصة أجيال ظلت ولازالت تورث حب النصر وروح النصر.

في المدرج النصراوي الكبير كان الفرح يتناثر هنا وهناك، يطل من نوافذ الغياب نحو أفق كبير، وسماء تتلبد بالمنتظر من البطولات، فحضرت السعادة على محيا طفل صغير، كان يذرف دموعه البريئة في عام مضى فأسست هذه الدموع نصرا جديدا لا يقهر.

في الملعب كان النجوم يسطعون فنا وبإبداعاتهم يسطرون عطاءً وبتميزهم يصنعون ملحمة كروية رائعة وينسجون قصة من قصص الذهب الأصفر.

بيئة نصراوية جاذبة، وأجواء عالمية محفزة، لحصد الذهب والذهاب إلى البعيد، نحو صناعة تاريخ جديد، امتدادا لماضٍ تليد، وحاضر زاهر، بكافة مكوناته وتفاصيله التي صنعها رجال النصر من أجل شروق شمس النصر.

في منظومة النصر هذا الموسم غابت (أنا) وحضرت (نحن) فكان النصر للجميع يحكي قصة تعاون وتآلف يصنع المستحيل ويسارع بهدوء لق








«يستاهل الكأس من شاله»


قدم النصر من خلال إدارته وجماهيره ولاعبيه مهراً غاليا جداً للعودة إلى منصات التتويج، وذلك من خلال التخطيط والعمل الدؤوب وطغيان عمل الجماعة على عمل الفرد الواحد، فكان النتاج كأساً ذهبية غالية ومستحقة في الوقت ذاته.

إدارة النصر برئيسها الأمير فيصل بن تركي لم تدخر وسعاً في تدعيم صفوف فريقها باللاعبين المميزين حتى أضحى لدى النصر فريقان مكتملان، ولم تبخل الإدارة على لاعبيها فجددت مع المميزين قبل وبعد انتهاء عقودهم، وجلبت طاقماً فنياً مميزاً بقيادة صاحب الشعر المجعد الأورغوياني كارينيو، ومعه في نظري أفضل مدرب حراس في الملاعب الكولومبي هيغيتا، فنجح هذا الثنائي في صنع فريق لا يقهر أبداً، بل من الصعب أن يدخل مرماه هدف أو يتلقى خسارة، وليس أدل من ذلك على أن الفريق يسير منذ بداية الموسم من دون أي خسارة، ولعل من أبرز نجاحات الإدارة الصفراء هو تركيزها على فريقها وعدم الاهتمام بالآخرين كما كان يفعل البعض من النصراويين المسؤوليين تجاه فرق منافسة.

على جانب اللاعبين الذين يعدون العمود الفقري والأسلحة التي تخوض المعارك فقد شاهدنا لاعبين يتقدون حماساً، ورأينا تكاتفا بينهم، ولاحظنا دعما لبعضهم البعض ما جعل طريق النصر نحو التتويج مفروشا بالورود، الفريق النصراوي مزيج واضح بين الخبرة والشباب، فحسين عبدالغني ومحمد نور يمثلان الجانب الأول وهما بخبرتهما نجحا أن يدخلا اللاعبين الشباب في أجواء تنافسية لا ينجح فيها عادة أقرانهم، لكن خبرة القائدين نور وعبدالغني جعلت زملاءهما مؤهلين للكسب في كل مباراة يدخلونها. بتذليلهما الصعوبات كافة ورفع الروح المعنوية للاعبين، فرأينا لاعبين يتقدون حماسا هدفهم البطولة ولا غيرها.

وتكتمل أضلاع المربع بجماهير النصر الذين أثبتوا أنهم اللاعب رقم واحد بحضورهم الطاغي وثقتهم في فريقهم على رغم من سنوات الجفاف التي مر بها فريقهم. ودعمهم الميداني للاعبين في المباريات والتدريبات وحتى في المطارات عند استقبال أو توديع الفريق أو اللاعبين الجدد سواء الأجانب منهم أو المحليين.

جماهير النصر أضفت هذا الموسم على المشهد الرياضي نوعا مختلفا من الإثارة وفناً جديداً في الدعم والمساندة، وإزاء هذا الدعم المنقطع النظير جاءت البطولة لتنصف هذه الجماهير العريضة.

متى ما اكتملت أضلاع المربع الرياضي من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير فسيكون القطاف لا محالة بطولات ومنصات وذهب، وهذا ما حدث في النصر تحديدا.


ومضات

- عامر السلهام وسلمان القريني يعدان من أبرز من ساهم في هذا النجاح النصراوي وجاء شكر الرئيس لهما في يوم التتويج انصافا لهاتين العقليتين الرياضيتين الناجحتين، فعلى رغم ابتعادهما جسديا إلا أنهما حاضران بقوة في الدعم والتخطيط والمساندة.

- يمضي النصر بخطوات واثقة نحو إحراز اللقب الثاني هذا الموسم المتمثل في بطولة الدوري، فالفريق مؤهل وعوامل النجاح متوفرة خصوصا أن المنافسين لا يملكون أدوات النصر الفعالة.

- نجاح الأمير فيصل بن تركي في إعادة النصر لمنصة التتويج يعني نجاحا كاملا له، وفشلا لمن سبقه من الإدارات السابقة، ولهذا سيكون اسمه ضمن قائمة الرؤساء الذهبيين في تاريخ الفريق إلى جوار الراحل عبدالرحمن بن سعود وابنه فيصل ثم الرئيس الحالي.






الهلال والنصر أكدا شعبيتهما
حضور جماهيري لافت.. ولوحات مميزة.. وروح رياضية عالية



لوحة مميزة قدمتها الجماهير

سجل الحضور الجماهيري لنهائي كأس ولي العهد الذي جمع الهلال والنصر على استاد الملك فهد الدولي رقما كبيرا ومميزا تجاوز السعة الإجمالية لمقاعد الاستاد وأشارت الإحصائية بلوغ عددهم 62 الف مشجع، وذلك بعد الإقبال الهائل على تذاكر المباراة من داخل وخارج السعوديه قبل ثلاثة ايام من الموقعة ونفاد التذاكر ليلة النهائي الذي كان بمستوى الحدث وقدم لاعبو الفريقين مستوى وأداء اعاد جزءا من هيبة الكرة في ملاعبنا. وهذا الرقم العالي لعدد الحضور الجماهيري للنهائي لم يأتِ من فراغ وإنما جاء رداً على الوضع الفني للفريقين هذا الموسم تحديداً وقوة المنافسة بينهم في دوري "عبداللطيف جميل" وابتعادهم عن بقية الفرق بالصدارة والوصافة وبفارق شاسع، بالإضافة لما يملكان من اسماء مميزة ولاعبين محترفين على مستوى عالٍ، والذي كان له دور فعال في جذب الجماهير، والرغبة في الاحتفال بالبطولة الغالية.

وبرغم حالة التراجع والعزوف الملحوظ للحضور الجماهيري في الملاعب السعودية بالسنوات الأخيرة، إلا ان "دربي" الرياض كان عند حسن الظن به وسجل رقما عاليا، وأكد بأنهما يملكان اكبر قاعدة جماهيرية.

ولعل اللافت للنظر في اللقاء اللوحات الفنية الجمالية التي تفنن المدرجان الهلالي والنصراوي في رسمه وإبداعه امام المشاهد والحضور في صياغات وتشكيلات متنوعة مما زاد من اثارة وحلاوة النهائي.

حساسية التنافس الطويل بين الناديين وسعيهما للانتصار وتحقيق لقب بطعم ونكهة خاصة، لم ينسي اللاعبين والجهازين الفني والإداري ومسؤولي الناديين الروح الرياضية التي كانت واضحة قبل وبعد المباراة لتزيد النهائي جمالية أخرى حتى المدرجات لم تخلُ من تواجد عدة لوحات للحد من التعصب الرياضي.
__________________
ابو فارس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70