وقفة فقهية مع ظافر الواهبي:-
وسؤالي لك ما هو ناتج تحذيرك في منتدى الغنانيم من ابنهم خالد الغنامي ؟! مفسدة أم مصلحة ؟!! ومن سيحتويه ؟!
والقاعدة الفقهية تقول ((درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ))
وجواب لسان حالك يقول راجحٌ لدي مناسبة المقام، ورجحان المصلحة على المفسدة في التحذير والتنفير!! ويحتويه الذي يحتويه لا شأنٌ لنا به!
فإن كان جوابك موافقا للسان حالك فهو تنكس في المفاهيم ومرض عضال يصعب على الطبيب
علاجه إلا أن يشاء الله
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
في الشرط الخامس من شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : أن لا يترتب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفسدة أعظم من السكوت ، فإن ترتب عليها ذلك : فإنه لا يلزمه ، بل لا يجوز له أن يأمر بالمعروف أو ينهي عن المنكر .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 8 / 652 – 654 ) مختصراً .
قال العز بن عبد السلام: (واعلم أن تقديم الأصلح فالصالح... مركوز في طبائع العباد... فلو خيرت الصبي الصغير بين اللذيذ والألذ لأختار الألذ, ولو خير بين الحسن والأحسن لأختار الأحسن, لا يقدم الصالح على الأصلح إلا جاهل بفضل الأصلح أو شقى متجاهل لا ينظر إلى ما بين المسرتين من تفاوت) قواعد الأحكام: (1/7).
*فإن كان التحذير من خالد الغنامي لديك لذيذ فَصِلة الرحم لنا ونصحه وإرشاده ألذ
وإن كان لديك التحذير والتنفير منه حسن فصلة الرحم لنا ونصحه وإرشاده أحسن
وإن كان لديك التحذير والتنفير منه صالح فلسنا بجهلةٍ لكي نقدم الصالح على الأصلح
وقال العز بن عبد السلام رحمه الله: (تقديم المصالح الراجحة على المفاسد المرجوحة محمود وحسن, ودرء المفاسد الراجحة على المصالح المرجوحة محمود حسن) قواعد الأحكام (1/4).
وقال ابن تيمية رحمه الله: (القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت, فإنه يجب ترجيح الراجح منها... فإن الأمر والنهي وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له, فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأموراً به بل يكون محرماً إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته) الاستقامة (2/216).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مبيناً اختلاف الناس في أخذهم بعقوبة هجر المبتدع: (إن أقواماً جعلوا ذلك عاماً فاستعملوا من الهجر والإنكار ما لم يؤمروا به مما لا يجب ولا يستحب، وربما تركوا به واجبات أو مستحبات وفعلوا به محرمات، وآخرون أعرضوا عن ذلك بالكلية؛ فلم يهجروا ما أُمِروا بهجره من السيئات البدعية، بل تركوها ترك المعرض لا ترك المنتهي الكاره... ولا يعاقبون بالهجرة ونحوها من يستحق العقوبة عليها، فيكونون قد ضيعوا من النهي عن المنكر ما أمروا به إيجاباً أو استحباباً... ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه)( مجموع الفتاوى: ج28/213.).
فائدة :-
ينبغي على الداعية لأهل البدع أن يعرف متى يستخدم الشدة؟ ومتى يستخدم اللين؟ وما يحقق المصلحة الشرعية وما لا يحققها، فيضع الشدة في مكانها، واللين في مكانه؛ لأن إغفال هذا الأمر مضر، وكما قال المتنبي:
ووضعُ الندى في موضع السيف بالعلا *** مضرٌ كوضع السيف في موضع الندى .
والأكثر مصلحة أولى بالتقديم من الأقل مصلحة:-
إذا تزاحمت مصلحتان لزم المكلف الحفاظ على المصلحة الراجحة والتضحية بالمصلحة المرجوحة, فيما إذا عجز عن الجمع بينهما وصيانتهما معاً.
وليس معنى هذا أن المصلحة المرجوحة التي أهدرت, لم تعد مصلحة, ولكن معناه أن المكلف لم يتمكن من الجمع بينهما وبين المصلحة الراجحة, فضحى بها مضطراً لأن الشرع والعقل يحكم بلزوم الحفاظ على المصلحة العليا, ولو أدى إلى تفويت الأدنى.
والمصلحة المفوتة في هذه الحال لم تعد مطلوبة, لذا فإن تركها لأجل تحصيل المصلحة الراجحة, لا يعتبر تركاً لمطلوب شرعي0 فقه الأولويات: ص 197,198.
ومشكلة غياب فقه الموازنة بين المصالح والمفاسد عند بعض الدعاة طلبة العلم, جعلهم يفعلون أموراً فيجلبون بها مفاسد, ويفوتون مصالح, وهو يظنون أنهم يحسنون صنعا.
فكم من مصلحة فاتت, أو مفسدة أحدثت باسم الدعوة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أو باسم الإنكار على أهل البدع.
فانظر إلى الذين كانوا يقتلون ويؤذون المسلمين والمسلمات والمعاهدين باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو الجهاد –كما زعموا- فكم سببوا من مفاسد, وكم فوتوا من مصالح, وحسبك من مفسدة كبرى وهي الصد عن الإسلام والمسلمين, وحسبك من تفويت مصلحة كبرى, وهي عدم تقدم الدعوة إلى الله0 انظر: منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر ص37
يتبع 0000
__________________
اللـي يعـرف العلـم لله دره
وليا تعرضلك عما القلب يعميك
العلم ضايع فالعمى لـو تبـره
قلبه عمى لو إن أذانيه توحيك
التعديل الأخير تم بواسطة : بناخي الكعاري بتاريخ 02-22-2013 الساعة 11:11 AM