بسم الله والحمد لله وأُصلي وأُسلم على محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين:
تنبيهات وفوائد ووقفات مع الأخ ظافر الواهبي :-
تنبيهات :-
ومع أنه يبدو لي أنك مريد للخير ومجتهد ولكن ليس كل مجتهد مصيب !
فهناك أمور لا بد من مراعاتها ولو كان الهدف دعوة أهل البدع والتحذير منهم
لذلك ينبغي على المُتصدي لدعوة أهل البدع والتحذير منهم أن يعرف: ما هي الأصول والضوابط التي ينبغي التزامها؟ وما هي المحاذير والمزالق التي ينبغي تجنبها؟
انظر قول ابن تيمية رحمه الله:-
الموقف الأصلي العام للسلف من المبتدعة هو هجرهم، وترك مجالستهم ومناظرتهم؛ لأن الأمور الباعثة لهم على الهجر من المصالح الدائمة الغالب وجودها مثل الخوف من انتشار البدعة، أو التأثر بها، أما إن تخلفت هذه المصالح، أو كانت المصلحة في غير ذلك الهجر فإن الحكم هنا دائر مع منفعته، وإذا عرف مقصود الشريعة سلك في حصوله أوصل الطرق إليه كما قال ابن تيمية [الفتاوى 8/206]
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله
الواجب والمشروع هو الأخذ بما بينه الله عز وجل في سورة النحل وهو قوله سبحانه: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ}النحل الآية 125.، إلا إذا ظهر من المدعو العناد والظلم ، فلا مانع من الإغلاظ عليه كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}التحريم الآية 9.
قال الإمام البربهاري - رحمه الله - في شرح السنة
((.واعلم أن الخروج من الطريق على وجهين، أمَّا أحدهما: فرجل زلَّ عن الطريق، وهو لا يريد إلا الخير، فلا يُقتدى بزلَلِه فإنَّه هالك، ورجل عاند الحقّ ، وخالف من كان قبله من المتّقين ، فهو ضالّ مضلّ، شيطان مريد في هذه الأمّة ، حقيق على من يعرفه أن يحذّر منه ويبيّن لهم قصّته لئلاّ يقع أحد في بدعته فيهلك )).
فائدة:-
سئل الشيخ ناصر بن عبدالكريم العلي العقل .
عضو هيئة التَّدريس بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة ـ كليَّة أصول الدِّين في الرِّياض ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
الدَّرجة العلميَّة : أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الإمام
التَّخصُّص العام : العلوم الشرعيَّة .
التَّخصُّص الدَّقيق : العقيدة والدِّيانات والفرق والمذاهب المعاصرة .
المؤهِّل العلميّ :
• الجامعيّ (الليسانس) : كليَّة الشَّريعة بالرّياض – جامعة الإمام.
• الماجستير : (في العقيدة والمذاهب المعاصرة ) كليَّة أصول الدين بالرّياض – جامعة الإمام – بعنوان (المدرسة العقليّة الحديثة في ضوء العقيدة الإسلاميّة ) طبع بعنوان (الاتّجاهات العقلانيَّة الحديثة) .
• الدكتوراه : ( في العقيدة والمذاهب المعاصرة ) كليَّة أصول الدين بالرياض – جامعة الإمام – وعنوانها (اقتضاء الصّراط المستقيم ) لابن تيمية ـ تحقيق ودراسة ( مطبوع )
بسؤال حول كلام الإمام البربهاري ونصه كما يلي:-
السؤال: قال البربهاري كما في شرح السنة : "وآخر عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين، حقيق على من يعرفه أن يحذر الناس منه ويبين قصته"، هل العموم المستفاد من قول هذا الإمام في قوله: "من يعرفه" أي (مَنْ الموصولة) يدخل فيه العالم وطالب العلم وغيرهم من عوام المسلمين ممن عرف حال المبتدع عن طريق العلماء؟ أفيجوز له أن يحذر منه أم هذا خاص بالعلماء؟
الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن هذا الكلام من البربهاري وما يشبهه من كلام العلماء كلام مجمل، ويظهر أنه يقصد به المخالف للسنة المعاند في أصول الاعتقاد وأمور الدين الكبرى، الذي يخرج عن منهج السنة والجماعة في القطعيات لا الاجتهاديات ومسائل النـزاع الخلافية. والتحذير ليس له ضابط معين، لكنه محكوم بقواعد الدين وقواعد الإنكار، وهي تختلف من شخص إلى آخر ومن زمان لآخر، ومن حال لأخرى ، ومن مكان لآخر، وهذه الأمور ليست لصغار طلاب العلم ولا العامة، فالراسخون في العلم في كل زمان وكل مكان هم المرجع في تقدير المناهج العلمية والعملية، في التعامل مع المخالف حسب الظروف والأحوال وتحقيق المصالح ودرء المفاسد، أو مناهج العلماء هي المعتبرة في ذلك كله، وليس كل ما يقال ويعمل في زمن أو مكان ما يصلح تطبيقه في كل حال، والله أعلم.)) انتهى
*والتنويه هاهنا في محله وفائدة فلابد-يا- الواهبي- من منهجية علمية وعملية لديك لتستقيم في نصر السنة وقمع البدعة وأهلها ومعرفة مخرجك قبل مدخلك فتنبه حفظك الله
فائدة:-
سئل الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وهو غني عن التعريف :-
السؤال: لقد ظهر بين طلاب العلم اختلاف في تعريف المبتدع.. فقال بعضهم: هو من قال أو فعل البدعة، ولو لم تقع عليه الحجة، ومنهم من قال لابد من إقامة الحجة عليه، ومنهم من فرَّق بين العالم المجتهد وغيره من الذين أصلوا أصولهم المخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة، وظهر من بعض هذه الأقوال تبديع ابن حجر والنووي، وعدم الترحم عليهم.. نطلب من فضيلتكم تجلية هذه المسألة التي كثر الخوض فيها ؟
الإجابة: أولاً: لا ينبغي للطلبة المبتدئين وغيرهم من العامة أن يشتغلوا بالتبديع والتفسيق؛ لأن ذلك أمر خطير وهم ليس عندهم علم ودراية في هذا الموضوع، وأيضًا هذا يحدث العداوة والبغضاء بينهم، فالواجب عليهم الاشتغال بطلب العلم وكف ألسنتهم عما لا فائدة فيه، بل فيه مضرة عليهم وعلى غيرهم.
ثانيًا: البدعة: ما أحدث في الدين مما ليس منه لقوله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" [رواه الإمام البخاري في "صحيحه"من حديث عائشة رضي الله عنها]، وإذا فعل الشيء المخالف جاهلاً فإنه يعذر بجهله ولا يحكم عليه بأنه مبتدع، لكن ما عمله يعتبر بدعة.
ثالثًا: من كان عنده أخطاء اجتهادية تأوَّل فيها غيره كابن حجر والنووي، وما قد يقع منهما من تأويل بعض الصفات لا يحكم عليه بأنه مبتدع، ولكن يُقال: هذا الذي حصل منهما خطأ ويرجى لهما المغفرة بما قدماه من خدمة عظيمة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهما إمامان جليلان موثوقان عند أهل العلم.)) انتهى
*والتنويه هنا فائدة وكأنها رسالة للأخ الواهبي
ومن خطورتها الوقوع في مُبتدع صاحب كلام وتلفيق حجج
فيضعف الداعي للسنة أمامه بسبب قلة علمه فيكون سبباً في توهم العامة بصحة قول المبتدع !
ولذلك يُترك الأمر لأهله إلا أن تكون مؤهلاً
ولأن الردود بالتهويش والكلام المجرد الخالي من الدليل وقوة البيان الملجم –كما هو حال الواهبي- هو سبب آخر في تمادي صاحب البدعة فتكون يارعاك الله سببا لقوتهم ونشاطهم ! من حيث لا تشعر0
وعلى العموم كلٌ أدرى بنفسه أمؤهل أم لا ففتش نفسك ولا يؤتى الدين من جهتك 0
أما إذا اشتد ساعدك في العلم فاقْمَع المبتدع وبدعته بلسان الحجة والبيان كما هو منهج السلف
الصالح لا بالتهويش ومجرد الكلام المخالف لمنهج أهل السنة من السلف الصالح
يتبع 0000
__________________
اللـي يعـرف العلـم لله دره
وليا تعرضلك عما القلب يعميك
العلم ضايع فالعمى لـو تبـره
قلبه عمى لو إن أذانيه توحيك
التعديل الأخير تم بواسطة : بناخي الكعاري بتاريخ 02-22-2013 الساعة 11:10 AM