الموضوع: نصيحة ابو حازم
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-23-2009, 02:31 AM
  #1
ساير الغنامي
باحث ومفكر في الشأن الإسلامي
 الصورة الرمزية ساير الغنامي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 1,100
معدل تقييم المستوى: 18
ساير الغنامي is on a distinguished road
افتراضي نصيحة ابو حازم

قال له سليمان أصبت فما تقول فيما نحن فيه قال يا أمير المؤمنين أو تعفني قال له سليمان لا ولكن نصيحة تلقيها إلي قال يا أمير المؤمنين ان آباءك قهروا الناس بالسيف وأخذوا هذا الملك عنوة على غير مشورة من المسلمين ولا رضا لهم حتى قتلوا منهم مقتله عظيمة فقد ارتحلوا عنها فلو شعرت ما قالوه وما قيل لهم فقال له رجل من جلسائه بئس ما قلت يا أبا حازم قال أبو حازم كذبت ان الله أخذ ميثاق العلماء ليبينه للناس ولا يكتمونه قال له سليمان فكيف لنا ان نصلح قال تدعون التصلف وتمسكون بالمروءة وتقسمون بالسوية قال له سليمان كيف لنا بالمأخذ به قال أبو حازم تأخذه من حله وتضعه في أهله قال له سليمان هل لك يا أبا حازم ان تصحبنا فتصيب منا ونصيب منك قال أعوذ بالله قال له سليمان ولم ذاك قال أخشى أن أركن إليكم شيئا قليلا فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات قال له سليمان أرفع إلينا حوائجك قال تنجيني من النار وتدخلني الجنة قال سليمان ليس ذاك إلي قال أبو حازم فمالي إليك حاجة غيرها قال فادع لي قال أبو حازم اللهم ان كان سليمان وليك فيسره لخير الدنيا والآخرة وان كان عدوك فخذ بناصيته إلى ما تحب وترضى قال له سليمان قط قال أبو حازم قد أوجزت وأكثرت ان كنت من أهله وان لم تكن من أهله فما ينفعني ان أرمي عن قوس ليس لها وتر قال سليمان أوصي قال سأوصيك وأوجز عظم ربك ونزهه ان يراك حيث نهاك ويفقدك حيث أمرك فلما خرج من عنده بعث إليه بمائة دينار وكتب إليه ان أنفقها ولك عندي مثلها كثير قال فردها عليه وكتب إليه يا أمير المؤمنين أعيذك بالله ان يكون سؤالك إياي هزلا أو ردي عليك بذل وما أرضاها لك فكيف أرضاها لنفسي وكتب إليه ان موسى بن عمران لما { ورد ماء مدين وجد } عليها رعاء { يسقون ووجد من دونهم } جاريتين تزودان فسألهما فقالتا { لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير } وذلك انه كان جائعا خائفا لا يأمن فسأل ربه ولم يسأل الناس فلم يفطن الرعاء وفطنت الجاريتان فلما رجعتا إلى أبيهما أخبرتاه بالقصة وبقوله فقال أبوهما وهو شعيب هذا رجل جائع فقال لإحداهما فادعيه فلما أتته عظمته وغطت وجهها وقالت { إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } فشق على موسى حين ذكرت { أجر ما سقيت لنا } ولم يجد بدا من ان يتبعها انه كان بين الجبال جائعا مستوحشا فلما تبعها هبت الريح فجعلت تصفق ثيابها على ظهرها فتصف له عجيزتها وكانت ذات عجز وجعل موسى يعرض مرة ويغض أخرى فلما عيل صبره ناداها يا أمة الله كوني خلفي وأريني السمت بقولك ذا فلما دخل على شعيب إذ هو بالعشاء مهيأ فقال له شعيب اجلس يا شاب فتعش فقال له موسى أعوذ بالله فقال له شعيب لم أما أنت جائع قال بلى ولكني أخاف ان يكون هذا عوضا لما سقيت لهما وأنا من أهل بيت لا نبيع شيئا من ديننا بملء الأرض ذهبا فقال له شعيب لا يا شاب ولكنها عادتي وعادة آبائي نقريء الضيف ونطعم الطعام فجلس موسى فأكل ان كانت هذه المائة دينار عوضا لما حدثت فالميتة والدم ولحم الخنزير في حال الاضطرار أحل من هذه وان كان لحق في بيت المال فلي فيها نظراء فإن ساويت بيننا وإلا فليس لي فيها حاجة


kwdpm hf, ph.l

__________________
حافظوا على اﻻذكار الصحيحة الواردة يحفظكم الله تعالى بها من الشرور والفتن ومن شر شياطين الجن واﻻنس
ساير الغنامي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70