قصة عمر بن الخطاب مع
الهرمزان بعد هزيمة الفرس
أتى وفد المسلمين و فيهم أنس بن مالك و
الأحنف بن قيس و معهم الهرمزان
و معهم الخُمس من الغنائم ,فدخلوا المدينة
,فتوجهوا إلى منزل أمير المؤمنين عمر
فلم يروا أحدا فرجعوا , فإذا غلمان يلعبون فسألوهم
عنه فقالوا : إنه نائم فى المسجد متوسداً برنساً له ,
فرجعوا إلى المسجد فإذا هو متوسد برنسا له
كان قد لبسه للوفد , فلما انصرفوا عنه توسد البرنس
و نام و ليس فى المسجد غيره ,
و الدرة معلقة فى يده. فقال الهرمزان :أين عمر ؟
فقالوا : هو ذا. و جعل الناس يخفضون أصواتهم لئلا
ينبهوه , وجعل الهرمزان يقول : و أين حجابه ؟
أين حرسه ؟ فقالوا : ليس له حُجّاب و لا حرس ,
ولا كاتب و لا ديوان. فقال : ينبغى أن يكون نبياً.
فقالوا : بل يعمل عمل الأنبياء. قيل له: ''يا أمير المؤمنين،
هذا زعيم العجم، وصاحب رستم''
. فقال له عمر: ''أعْرضُ عليك الإسلام نُصحاً لك
في عاجلك وآجلك''. فقال: ''إنّما أعتقد ما أنا عليه،
ولا أرغب في الإسلام رهبةً''. فدعا عمر بالسّيف،
فلمّا همّ بقتله، قال: ''يا أمير المؤمنين، شربةٌ من ماء
هي أفضل من قتلي على الظمأ''. فأمر له بشربةٍ
من ماء. فلمّا أخذها الهرمزان، قال: ''يا أمير المؤمنين،
أنا آمن حتى أشربها؟''. قال: ''نعم''. فرمى بها. وقال:
''الوفاء، يا أمير المؤمنين، نورٌ أبلج''. قال: ''صدقت،
لك التوقّف عنك والنّظر فيك. ارفعوا عنه السّيف''. فقال:
''يا أمير المؤمنين، الآن أشهدُ أن لا إله إلا الله،
وأنّ محمداً عبده ورسوله، وما جاء به حقّ من عنده''.
فقال عمر: ''أسلمت خير إسلام، فما أخّرك؟''. قال: ''
كرهتُ أن يُظنّ بي أنّي إنّما أسلمتُ خوفاً من السّيف''.
فقال عمر: ''ألا إن لأهل فارس عقولاً استحقّوا بها
ما كانوا فيه من المُلك''. ثم أمر ببرّه وإكرامه''.
rwm Hsghl hgivl.hk