"تأثُّر العبدِ بالتلاوة: أن يصيرَ بصفةِ الآيةِ المتلوّة:
فعند الوعيدِ وتقييدِ المغفرةِ بالشروطِ يتضاءل من خيفته كأنّه يكاد يموت.
وعند التوسّع ووعدِ المغفرة يستبشر كأنه يطير من الفرح.
وعند ذِكْر الله وصفاتِه وأسماءه يتطأطأُ خضوعاً لجلالِه، واستشعاراً لعظمته.
وعند ذِكْر الكفار ما يستحيلُ على الله -عز وجل- كذِكْرهم لله -عز وجل- ولداً وصاحبة يَغضّ صوته ويكسر في باطنه حياء قبح مقالتِهم.
وعند وصفِ الجنة ينبعث بباطنه شوقاً إليها.
وعند وصفِ النارِ ترتعد فرائصه خوفاً منها.
فمثل هذه الأحوال يخرجه عن أن يكون حاكياً في كلامه.
[color="rgb(139, 0, 0)"]فإذا قال: [/color]{أَخَاف إِنْ عَصَيْت رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}[الأنعام:15] ولم يكن خائفاً كان حاكياً.
وإذا قال: {رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير}[الممتحنة:4] ولم يكن حاله التوكل والإنابة كان حاكياً.
وإذا قال: {وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ}[إبراهيم:12] فليكن حاله الصبر، أو العزيمة عليه حتى يجدَ حلاوةَ التلاوة.
فإن لم يكن بهذه الصفات، ولم يتردّد قلبه بين هذه الحالات كان حظُّه من التلاوة: حركة اللسان ... "
اللهمّ احيي قُلوبنا بِذكرك وارزقنا تدبّر كتابكِ