7
بعد عودة عنتر من رحلة القنص مع أخيه شيبوب
ومعه السيف الماضي ذوالشفرتين وكان قد حكى
للجميع بعد وصوله قصة حصوله على السيف
فاستحسن الجميع شجاعته وانتصاره للمظلوم من الظالم مبدين دهشتهم على علو نجم عنترة بالحرب
والقتال وفي هذه الأثناء وعند اجتماع الجميع في
قصر ملك القبيلة " زهير بن جذيمة " دخل على
الجمع شاب أمرد جميل الوجه يُدعى " حُصين "
وهو شقيق الأمير مالك ابن الملك " زهير "
ملك قبيلة بني عبس بالرضاع فقصد " حُصين " قصر الملك " زهير " فأخبره أنه يريد عونه على أحد الطغاة ويدعى " عساف " الذي سطا على قبيلته
وشرّد أهلها بلا وجه حقّ وقد حاول الدفاع عن نفسه
فهدّده " عساف " بالحرب والقتل إن تجرأ على
التطاول وكان عنترة حاضرا بمجلس
" الملك زهير" فأثار حديث " حُصين " شفقة فارس
بني عبس وطلب من الملك " زهير " أن يأذن له بالرحيل مع " حُصين " لأخذ ثأره من الظالم
" عسّاف " فأذن " الملك زهير" إلى " عنتر "
بنصرة المظلوم " حُصين " وقد سرّه أن يرى
في فارس قبيلته هذا النوع من النبل والوفاء النادرين
فما إن لاح الصباح حتى تحركت جموع الفرسان
بقيادة عنترة لنصرة " حصين " وتخليص بني مازن
من هول الحرب الدامية فما إن وصل الجمع قبيل الظهر
حتى كانت الحرب قد أخذت مأخذها ولعب بها عساف
كيف يشاء فسلب ونهب وحرق وأدمى وجرح وقتل
فاستشاط عنترة لهذه الأوضاع فأقبل يزبد ويرعد
وصرخاته تملأ الخافقين وهو يسأل :
" أين أنت ياعسّاف .. هلّم أليّ .. أرني شجاعتك "
" ياهاتك الأعراض "
فتفرقت من حوله الجند لهول مايصنع به بشفير
سيفه " ذوالشفرتين " إلى أن دلّته أمرأة على
عساف وسط المعركة فاتجه عنتر صوبه وبدا
يبارزه فارساً لفراس فما إن لاحت فرصة الانتقام
من " عساف " حتى غرز عنترة سيفه في صدر
" عساف " فأخرجه من ظهره فهللت نساء بني
مازن لفعل البطل في هذا الغادر الأثيم وخرجن
مزغردات فدبّ الرعب في جموع جيش " عساف "
فهرب من هرب وأُسر من أسر فخمدت نيران الحرب
وعادت البسمة إلى الأرض المحتلّة في بني مازن
وكان قد امتلك بها عنترة الرأي الجميل بالفعل النبيل
...