2
كان عنترة بن شداد إبّان صباه وفتوة عنفوانه
كسائر العبيد آنذاك ممن هم مسئولون عن سقاية
المواشي بجانب النهر ، وحدث يومًا أن أن كان
عنتر جالسًا على جري عادته قرب النهر وكان
هناك عبد من عبيد الأمير شأس بن زهير يقال
له " داجي " وقد كان شديد الغرور والتكبر
في نفسه لما يناله من محبة الأمير وتقريبه له فحضرت
عجوز تريد أن تشرب الماء فدفعها داجي من صدرها
فوقعت على الأرض وتألمت فتضاحك العبيد منها
فاضطرمت بنفس عنترة الحميّة العربية وهبّ قائماً
صارخا بوجه داجي : أتهتك سترالعربيات يا عبد الشؤم
فلم يأبه داجي بمقولة عنترة فلطم داجي عنترة على وجهه فثارت ثائرة عنترة فأمسك بوسط داجي وأثبت
كفيه بين أضلاه فكسرها وضرب به الأرض فخرّ ميتاً
من ساعته فاضطرب بقية العبيد من فعل عنترة وحملوا
عليه حقدًأ خفيّا وكان أكثرهم حقداً عليه منذ تلك اللحظة
عبد يقال له " ضاجر " فأخذ يراقب عنترة كل يوم أملاً
على أن يقع له على خطأ حتى يُخبر شداد فيعذبه وينكّل به وكان من عادة عنترة اليومية حرصه على التمرس
بركوب الخيل بعد أن يسوسها ويطعمها فشاهد ذلك الأمر العبد " ضاجر " فهبّ مهرولاً يخبر شداد بالأمر
فاغتاظ شداد من هذا الأمر واستدعى عنترة وربطه بجذع نخلة وانهال عليه بالسياط حتى أنهكه فتداولت
الأخبار بين العبيد بما حدث لعنترة شامتين لحاله ووصل الأمر إلى أم عنتر " زبيبة " فذهبت وأخبرت
عنترة بأن من وشى عليه لدى والده شداد هو العبد
" ضاجر" فاشتعل جحيم الغضب في نواظرعنترة
فتمرّد على الحبال فقطعها وفرّ مسرعًا طالبًا العبد
" ضاجر " فوجده مع جملة من العبيد قرب النهر
والمرعى فلم يأبه بجمعهم فأمسك به وبطحه أرضا
وانهال عليه ضربًا حتى كسّر أضلاعه وفكّيه فمات من
ساعته وكان العبد " ضاجر " من عبيد الربيع بن زياد
أحد أعيان قبيلة عبس .
...
إلى فصل آخر من فصول شجاعة عنتر بن شداد