في
مدخل "
الحمراء " كان لقاؤنا=ما أطيب اللقيا بلا ميعادي
عينان سوداوان.. في حجريهما =تتوالد الأبعاد من أبعادي
هل أنت إسبانية؟ .. ساءلتها =قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة! وصحت قرون سبعة =في تينك العينين.. بعد رقادي
وأمية .. راياتها مرفوعة =وجيادها موصولة بجيادي
ما أغرب التاريخ.. كيف أعادني =لحفيدة سمراء.. من أحفادي
وجه دمشقي .. رأيت خلاله =أجفان بلقيس .. وجيد سعادي
ورأيت منزلنا القديم .. وحجرة =كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة، رصعت بنجومها =والبركة الذهبية الإنشادي
ودمشق .. أين تكون؟ قلت : ترينها =في شعرك المنساب نهر سوادي
في وجهك العربي، في الثغر الذي =ما زال مختزنا شموس بلادي
في طيب " جنات العريف " ومائها =في الفل ، في الريحان، في الكبادي
سارت معي .. والشعر يلهث خلفها =كسنابل تركت بغير حصادي
يتألق القرط الطويل بجيدها =مثل الشموع بليلة الميلادي
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي= وورائي التاريخ .. كوم رمادي
الزخرفات أكاد أسمع نبضها =والزركشات على السقوف تنادي
قالت : هنا الحمراء .. زهو جدودنا =فأقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحا نازفا =ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي
يا ليت وارثتي الجميلة أدركت =أن الذين عنتهم أجدادي
عانقت فيها عندما ودعتها =رجلا يسمى " طارق بن زيادي "
كلمات الشاعر الكبير : { نزار قباني }
تحيتي .
td l]og hgplvhx ;h grhckh