الدعايه والأعلان احدى ركائز الأقتصاد والترويج التجاري العصري فلا بد من ان يسبق كل منتج الى الأسواق دعايه واعلان له لكي يلقى رواجآ ويتعرف عليه المستهلك قبل ان يقتنيه ولابد من المبالغه في الترويج لهذا المنتج بأسلوب يخدر العقول فيهرع المستهلك على اقتنائه دون ان يميز عيوبه ولم يكن هذا الأسلوب الدعائي وليد عصرنا هذا بل سبقنا عليه من سبقونا في العديد من المجالات ففي القرن الثاني الهجري حدث ان احد التجار العراقيين جلب بضاعه خمر للمدينه والخمر جمع خمار غطاء الوجه المهم ان الرجل جلب بضاعته وباع بعضآ منها وتبقى منها ذو اللون الأسود لعدم رواجه في ذلك العصر ولم يستطع التاجر ترويج ما بقي من بضاعته وكان التاجر صديق للشاعر المعروف ربيعه بن عامر الملقب بمسكين الدرامى فشكى عليه بوار بضاعته وقد كان الشاعر قد ترك الشعر وتنسك وعزل نفسه للعباده ولاكنه امام الحاح صديقه وتشكيه صنف قليلآ ثم قال للتاجر خذ هذه الأبيات بعد ان لحنها واذعها في المدينه حيث قال :
قل للمليحة بالخمار الأسود ×× ماذا صنعت بزاهد متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه ×× حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه ×× لا تقتليه بحق دين محمد
فما ان ذاع صيت هذه الأبيات وانتشرت وغنية في المدينه وكما لحنها شاعرها الا واجتذبت قلوب النساء وطفقن يتهافتن على شراء الخمر السودا من التاجر وماهي الا لحضات حتى نفدت الكميه الا ان الشاعر رجع الى نسكه وتعبده بعد ان تسبب في تصريف بضاعة صديقه .
فأنظرو كيف ساعد الأدب الأقتصاد وانظرو تأثير الدعايه على عقول الناس حتى على من سبقونا
اتمنى لكم اطلاع ممتع وتصبحون على خير
اخوكم نياف
rg gglgdpm fhgolhv hgHs,]