لا اعلم هل هي قهوة موكا ام خليط موكاء ولا اعلم هل هي قهوة الصباح ام قهوة المساء ام انها تصلح لكل وقت المهم انني مللت طول الطريق بين الدمام والرياض رغم ان اللوحات الارشاديه توحي ان المسافه لا تتجاوز الاربعمائة كيلو ولاكن من يسلك ذلك الطريق يجزم ان المسافه ليست واقعيه فيخيل له انها تتجاوز الألف كيلو المهم انني مللت القياده فما كان مني الا ان ابحث عن وسيله تساعدني على مواصلة القياده بأنتباه فعرجت على احد الاكشاك الصغيره امام احدى تلك المحطات على جانب الطريق فطلبت منه فنجال قهوه فرد علي اتريد موكا بارده ان حاره فقلت انا اريد احتساء قهوه قال هذا هو الاسم العصري للقهوه فلكي لا اضهر بالمظهر الرجعي امام ذلك الوافد البنقالي طلبت منه موكا حاره وطلب مني عشرة ريالات مقابل كوب من الخليط الذي لا اعرف محتواه وانما تمشيآ مع العصر وخوفآ من انتقاد الوافد وبعض المنتظرين خلفي للدور
حصلت على هذا الخليط وواصلت سيري وانا ارتشف منه واتذوق لعلي اعرف محتواه واتضح لي انه يحتوي على قهوه نسكافيه وبعض الحليب المجفف ومادة الشكولا الصناعيه وعندها عرفت ان كل شيء تغير فلم يقتصر التغيير على القيم والاعراف وانما أيضآ القهوه تغيرت واصبحت خليط من المواد التي ليس لها أي علاقه بالقهوه المعروفه واصبح الذوق العام تتحكم فيه الأملأت والمؤثرات التغريبيه فلم يعد لدينا ثوابت ولم نعد نحن من يقرر التطوير والتغيير بل نسير على ما يرسم لنا وما يملى علينا ونحن نسير على تلك المناهج والتقليد الأعمى
المهم انني وصلت الرياض العاصمه والتي نرى فيها القدوه ونرى فيها مركز القياده والسيطره سياسيآ واقتصاديآ وكان الوقت متأخر وانا متعب ومنهك من السفر وكذلك عائلتي ولا بد ان نستريح لنواصل طريقنا بنشاط فلم نقطع من المسافه الا ما يقارب الثلث فأمامنا مالا يقل عن ثمانمائة كيلو اخرى لكي نصل الى اخر الرحله ولم اكن اعرف شوارع تلك المدينه التي تعج بالحركه وما اعرفه هو حي غرناطه او شارع غرناطه لا اعلم ايهما اصح المهم انني عرجت على ذلك الشارع وتوجهت مباشره الى نزل الغيوم والنجوم وطلبت من موظف الاستقبال شقه فقال لي كالعاده الشقق ممتلئه ولم يبقى الا شقه واحده وعليك ان تدفع 250 ريال مقابل الأثنى عشر ساعه المقبله فقلت له ولاكنني قبل ايام حصلت على شقه لديكم بمائه وثمانون ريال قال الا تعلم ان هذا موسم اجازه والأسعار ترتفع في مثل هذه المواسم وان هذا ديدن العالم السياحي وكان لابد لي من خيار الا ان ارضخ لمطلب ذلك الموظف فالوقت متأخر وانا متعب واسرتي بحاجه الى الراحه حتى لو كان ذلك ضد ارادتي ولدي قناعه ان صوتي لن يسمع ولن اغير في الأمر شيء
ولاكن ما استطيعه هو التسائل فهذا حقي المشروع ولاكن بصوت منخفض لا يجب ان يخرج عن رسبشن الاستقبال فقلت هل تعلم وزارة السياحه بذلك قال نعم فهي من يضع تلك الاسعار وجميع الوحدات السكنيه والفنادق تغير اسعارها بتغير المواسم فقلت في نفسي لماذا وزارة الساحه تهتم بالشهبندر ولا تهتم بنا نحن الطبقه الكالحه اليس لنا حق في حفظ حقوقنا كما لهم السنا محسوبون على اجندة تلك المؤسسات كما غيرنا
الحبل متروك على الغارب للشهبندر كما يسميهم اخي سمو الذات في احد مواضيعه فلهم الافضليه في كل شيء ونحن كمستهلكين ليس لنا أي خيار الا الرضوخ لجشع وطمع هاؤلا وحجتهم الواهيه هي المواسم فأين مواسمنا السنا نحن من يغذي هذه المواسم
فالمفترض ان يكون العكس هو المتبع فبدلآ من رفع الاسعار في المواسم يفترض ان يكون هناك تخفيض ففي تلك المواسم يكثر البيع وتمتلي الوحدات السكنيه فلماذا لا تكون الاسعار مخفضه بدلآ من رفعها فهم يبيعون اضعاف ما يبعونه في الأيام العاديه اليس هذا استغلال لحاجة الناس
تلك هي حكايتي مع قهوة الموكا وما جرته خلفها من تسائلات لازالت تدور في مخيلتي ولم اجد لها اجابه فلربما يكون لديكم انتم اجابات ملامسه للحقيه اكثر مما لدي بحكم التجارب
اتمنى لكم قرائه ممتعه واتمنى ان لا تحتسو تلك القهوه المشبوهه فهي من يثير التساؤلات التي تؤدي في النهايه الى طرق مغلقه
اخوكم: نياف
ig,sm lshtv ,hpjshx ri,m l,;h