![]() |
شـذرات من الواقـع ,,,
يحكى ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما هو يمد موائد الطعام للناس في المدينه لمح رجلاً يأكل بشماله , فتضايق عمر , وجاءه من خلفه هامساً : يا عبدالله كل بيمينك !!
فأجابه الرجل بهدوء : إنها مشغولة !! فكرر عليه عمر الامر مرتين , فأجابه الرجل بالإجابه نفسها !! فسأله حينها عمر , وما شغلها ؟! فأجاب الرجل : أصيبت يوم مؤته , أي , في غزوة مؤته ,ونالها الشلل !! عندها تألم عمر بن الخطاب رضي الله عنه , وهو الرجل الذي كان لشدة بأسه وقوته في الحق يخشاه الشيطان على نحو ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . تألم عمر وشعر بوخز وتأنيب الضمير بسبب احساسه بالألم الذي سببه للرجل في اشارتة إلى شأن شخصي ما كان ينبغي أن يذكر الرجل به , أو يلفت انتباه الحاضرين إلى يده المشلولة ,حينها بكى عمر بن الخطاب وهو يجلس الى جوار الرجل كي لا يسمعه أحد , فيسأله بأسى : ومن يوضئك ؟! ومن يغسل لك ملابسك .... ومن ..؟! ومع كل سؤال يتوالى , تنهمر دمعة الفاروق من شدة التأثر , حتى سمع الناس الملتفين على موائد الطعام بكائه وطلبه من الرجل أن يعفو عنه لما سببه من ألم في أمر لم يكن له حيله فيه , فأخذو يدعون لعمر لرقته ورهافة حسـّه .. وكي يكفر عمر بن الخطاب عن تلك المراره التي أفسدت عليه نهاره , وليعطي الرجل حقه من بيت مال المسلمين أمر للرجل بخادم وراحلة وطعام , وتوسل منه بالغفران ... ******** ننضر للمريض أو المعاق بعين الشفقه , فنتمتم بصوت خافت (الحمد لله الذي عافانا ....) دون أن ننتبه أن له عيناً اكتوت من مرارة ملاحضتها تمتمات شفاه كل من يراها , لتذكره ببلاء الله عليه , وعافيته على آخرين .. نجلس في المجالس فنعرض في عنجهيه بهامشيه العاطلين عن العمل , دون أن ننتبه أن من بين الجلوس من لم يختر أن يكون عاطلاً , وأن إحباطاً مريراً يعتلي ملامحه من كثرة الطرق على أبواب الفرص التي أوصدت في وجهه .. نلتقي بالمرأه التي لطالما حلمت أن تتعايش وتجربة الأمومه , ونبادرها في كل مرة بالسؤال : ( هاه .. بشري ..مافيه حمل؟!!) رغم يقيننا بالإجابه , لأنه لو كان قد حدث لرأينا دلالاته في بطنها المنفوخ أمامها وما احتجنا أن نكلف أنفسنا عناء السؤال الذي أفسد عليها هناءً كانت تتحراه في تلك الأمسيه .. نسلم على الفتاه في المناسبات التي كانت تتوسل بمجيئها الحصول على الفرح , نسألها بقلق مفتعل : ( مافيه عريس ؟!!)رغم علمنا مسبقاً بالإجابه , لأنه لن يخفى علينا الأمر لو كان قد حدث , فنحن أول المدعوين .. نقنع المريض بأن عليه نسيان مرضه والعيش كما أنه لم يكن , لكننا لا ندعه ينسى , لأننا في كل لقاء معه نبادره بالسؤال عن معركته مع المرض , فلا يكاد ينسى حتى ننعش ذاكرته من جديد .. نجلد من حولنا طوال رحلتنا في الحياه , منهم من أحبونا وشاركونا قصصنا الجميله والمريره , لكننا لا نحس بأثر الجلد إلا بعد أن يسبقونا في الرحيل , نلتفت ولا نجدهم من حولنا , فلا يتاح لنا الإعتذار عن الألم والشقاء الذي كنا سبباً في إحلاله, لنضل طوال ما بقي لنا من حياة قصيره نعيش مرارة تأنيب الضمير وتتحول حياتنا جحيماً لا يطاق ....... ودي لكم / ابـو فـارس |
عمر بن الخطاب هازم دولة الفرس المجوسية رضي الله عنه .شكراً على الموضوع الجميل
|
اااااااااااااااااااااااااه .... في الصميم ؟؟!!
والله في الصميم..موضوع رائع من كاتب رائع .. هذا هو الحاصل مع الاسف الشديد ويمر علينا في كل يوم.. اما ان ترتكب في حقنا او نرتكبها في حق اخرين !!! ... ابوفارس الف شكر على الطرح الجميل الذي يخاطب المشاعر احترامي وتقديري لك .. |
موضوع تستحق الشكر عليه
|
ما اجمل مواضيعك يابو فارس الله يحفظك
تقبل احترامي لشخصك ولقلمك المميز |
|
ابو فارس يسلم راسك على الموضوع الرائع.
اشكرك |
مشكوور ويعطيك الف عافية
لك كل الود |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر سلطان براك الغنامي http://www.gnanim.com/vb/images/gnan...s/viewpost.gif
http://www.gnanim.com/vb/clear.gif عمر بن الخطاب هازم دولة الفرس المجوسية رضي الله عنه .شكراً على الموضوع الجميل السلام عليكم الذي هزمهم هو الله والذي نصر جنده هو الله سبحانه ذي الطول لاإله إلاهو الحي القيوم.. يقول عمر كنا أذل خلق الله فأعزنا الله بالأسلام ومتى أبتغينا في غير الأسلام عزاً أذلنا الله ..صدق عمر رحمه الله أبو فارس كلام في الصميم حقيقه فجزاك الله كل خير على هذا الطرح القيّم الراقي..وأعذرني على تعقيبي على اخي سلطان بن براك |
الف شكر لك ابوفارس على الموضوع الرائع
|
+4. الساعة الآن 11:58 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
جميع مايطرح في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط