![]() |
الغدر
وتأرجحت ماسورة البندقية يمنة ويسرة لتحدق فوهتها في طائر فرد جناحيه الطويلين فيالفضاء.. بنشوة ضغط على الزناد لفظت البندقية قطعة من النار لتستقر في أحشاء الطائرالأسود صفق بجناحيه ليسقط كالمستغيث.. تراخى جناحاه، هوى بجسده الصغير ليسقط فيمنتصف السوق.. نفض ريشه، رقص رقصة الموت.. الدم يتقاطر.. والعيون تحدق فيه.. قبض غرسان على بندقيته بشيء من الغرور.. قبلها ثمةحرارة لسعته وانبعث دخان إلى انفه.. شمها بشيء من الراحة.. همس صارخ وصل إلىأذنيه.. حشد تحلق على مرمى الحجر.. الهواء حمل إليه.. قراراً خطيراً – غرسان خرقعقود السوق.. القاتل يقتل.. يقتل.. لحظات.. وأيد كأنها قدت من أشجار العتم تشابكتفي حركة أحادية لتقبض عليه.. وساقته إلى منتصف السوق إلى جوار الطائر الأسود – السوق يعج بحركة وأصوات الباعة والمشترين.. وأحكمت تلك الثلة الوثاق على يديه بحبلمن جلد البقر.. تشاورا فيما بينهم. أحدهم قال.. أهدروا دمه وإلا سوف تستقر رصاصتهفي رؤوسكم.
الثاني: هل نأخذ رأسه برأس طائر عديم الفائدة. الثالث: بماذانواجه القبائل فيما بعد؟ الرابع: خرق عقود السوق.. ومن ينقضها لزاماً يموت،استقر الرأي لدى رجل ناهز الثمانين.. قد استطالت لحيته البيضاء لتغطي رقبته.. قال.. اقتلوا (ابن مطر) واسفكوا دمه.. هذا الحل من رجل حكيم.. ولا غير، حدقت فوهة بندقيتهالتي تعطرت بقبلته قبل قليل، وأطلقت نار الموت لتستقر في أحشائه نز دمه كنبع ماء.. اندلق على التراب تخبط في دمه – لفظ أنفاسه، حملوه على آلة حدباء.. قذفوا به علىقارعة الطريق أمام دار والده. خرج رجل هرم تبدو علامات القوة في زنديه وملامحه.. خرج كصقر ينتظر الفريسة.. رأسه يكاد يرتطم في جباهة الباب الخشبي المنقوش.. وخز يدقتحت أضلاعه اليسرى كنقر عصوين على الطبل.. لمح ابنه مسجي في ثياب حمراء وبندقيتهتعتلي جسده عرف أن في الأمر شيئاً هاماً.. أحدهم تقدم بخطى وئيدة إليه وقال: ابنكخرق عقود السوق.. وهذا جزاؤه تظاهر مطر بالابتسامة.. ابتسامة الغدر وهمهم فيالحين.. الانتقام.. الانتقام. ولكن كيف لرجل هره ووحيد أن يقف عكس التيار.. التيارقوي.. والقدر أقوى.. القدر يا أبا غرسان فلذة كبدك يفتد من أجل طائر مشؤوم.. قالونشبت آهة في صدره.. الأمر هين يا جماعة الخير، الأمر هين، هو يستاهل ما جاه، ولابد من الحفاظ على عقود السوق.. وأطلب منكم الاعتذار يا رؤوس القبائل.. أشاح بوجههنحو منزله وقال بصوت مكلوم لقد قلتها يا صرّام. تشاوروا جمعوا رأيهم أدلقه كبيرهمذو الثمانين خريفاً.. واجب العذر من أبيه.. الذي أوقد النار وأفاض الماء على القدوروأعد عشاءً وفيراً يليق بلحاكم وبياض وجوهكم. اجتمع القوم.. يتراشقون الحديث ويعبونمن أقداح القهوة المهيلة.. انتظارا للحم اللذيذ والمرق ليدهن الصدور ويذيب الدمالمحموم الذي أهرق صباح هذا اليوم.. دقائق والأحجار تحولت إلى جمرات لاسعة.. تفرمنها الأجساد.. هموا بالخروج ألسنة النار تتقد.. أبو غرسان أضرم النار في هشيمالقصب والحطب الذي جمعه من ساعة رؤيته الدم المسفوح الذي شوته |
رد: الغدر
هذا وش يالذيب .؟؟؟؟؟
|
رد: الغدر
كفانا الله الغدر والغدارين ..
|
+4. الساعة الآن 02:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
جميع مايطرح في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط