![]() |
الصبر على الحكام
الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته جاهلية ، وفي لفظ : من كره من أميره شيئا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية . وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء ، كلما هلك نبي خلفه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ويكون خلفاء فيكثرون ، قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : فوا ببيعة الأول فالأول ، ثم أعطوهم حقهم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم } متفق عليه ) قوله ( من فارق الجماعة شبرا ) المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء ، فكنى عنها بمقدار الشبر لأن الأخذ في ذلك يئول إلى سفك الدماء بغير حق وفي روائة أخرى له من حديث ابن عمر : ((من خلع يدا من طاعة الله لقي الله ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)) وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس المذكور فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية )))) قال الكرماني :الاستفهام هنا بمعنى الاستفهام الإنكاري : أي ما فارق الجماعة ، والمراد بالميتة الجاهلية وهي أن يكون حاله في الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك ، وليس المراد أن يموت كافرا بل يموت عاصيا . ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره ، ومعناه أنه يموت مثل موت الجاهلي وإن لم يكن جاهليا ، أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير فظاهره غير مراد ، ويؤيد أن المراد بالجاهلية التشبيه ما أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصححه من حديث الحارث بن الحارث الأشعري من حديث طويل ، وفيه { من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه } وأخرجه البزار والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس ، وفي سنده جليد بن دعلج وفيه مقال ، وقال : من رأسه بدل من عنقه . قوله : ( فوا ببيعة الأول فالأول ) فيه دليل على أنه يجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام الأول ، ثم الأول ولا يجوز لهم المبايعة للإمام الآخر قبل موت الأول . قوله : ( ثم أعطوهم حقهم ) أي ادفعوا إلى الأمراء حقهم الذي لهم المطالبة به وقبضه ، سواء كان يختص بهم أو يعم ، وذلك من الحقوق الواجبة في المال كالزكاة ، وفي الأنفس كالخروج إلى الجهاد ، وظاهر الحديث العموم في المخاطبين ، وهو خطاب للجميع بالنسبة إلى من لا يلي الأمر وقد ورد ما يدل على التعميم ، ففي حديث يزيد بن سلمة الجعفي عن الطبراني أنه قال (( يا رسول الله إن كان علينا أمراء يأخذونا إبالحق ويمنعونا الحق الذي لنا أنقاتلهم قال :لا ، عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) |
بارك الله فيك
|
وانت كذالك
|
جزاك الله خيرا
|
+4. الساعة الآن 03:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
جميع مايطرح في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط