منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية

منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية (https://www.gnanim.com/vb/index.php)
-   القسم العام (https://www.gnanim.com/vb/forumdisplay.php?f=15)
-   -   أردوغان تـَمام التمام ...!! (https://www.gnanim.com/vb/showthread.php?t=15318)

ابو فارس 10-31-2012 01:09 AM

أردوغان تـَمام التمام ...!!
 




د. ديمة طارق طهبوب

وصيّة مضحكة قد تسمعها من بعض النّاس إذا كنت ستسافر إلى اسطنبول، تجعلك تتخيّل أنّ أردوغان جالس في المطار ينتظر الزوّار يستقبلهم، و يرحّب بهم!!

إلاّ أنّ الحديث له رمزيّة أخرى في الإعجاب بهذا الرّئيس الذي أصبح وجه تركيا الحديثة و أباها الجديد، و يمثّلها بمواقفه و مواقف حزبه، و الحركة التي انتمى إليها، و التي تقرّب بها إلى العرب، و قرّب تركيا إليهم عابرًا عقودًا من القطيعة و التّناحر وسوء الفهم.

"أردوغان تمام" بالتّفخيم، هكذا يلفظها أهل اسطنبول الذين يحسّون أنّ العرب يحبّونه، و يفخرون بأنّه ابن حيّ بسيط خرج من حواريهم ليصبح رئيس الدّولة، و مع ذلك لم ينفصل عنهم، و لم يقم بينه و بينهم الحواجز، بل إنّه لم يتخلّف يومًا عن واجب العزاء لأيّ تركيّ يفقد عزيزًا و يدعوه للجنازة، و كان عزاء والدته استفتاء شعبيًّا على محبّته وقربه من الشّعب.

لن يجد الزّائر أردوغان في المطار حتى يسلّم عليه، و لكنّه سيجد آثار قيادته الرّشيدة و إخلاصه عندما كان رئيس بلديّة اسطنبول، و حاليًّا كرئيس وزراء البلاد ماثلة في النّظام و الأمن و النّظافة، و ارتفاع مستوى المعيشة، و تقليص المديونيّة، و انخفاض البطالة، و الشّعور العامّ بالرّضا الذي يبدو على وجوه الأتراك الذين يجدون -على اختلاف طبقاتهم- أماكن للتّرفيه و الاستجمام، دون أن يحرم الغنيّ الفقير من متنفّس يروّح فيه عن نفسه في الحدائق و الشّواطئ التي لو وُجدت في بلادنا لسيطر عليها أصحاب الأموال، و احتكرها الأغنياء ليجتمع على الفقراء ضيق العيش و ضيق ذات اليد!

اسطنبول بهجة للنّاظرين أينما ولّيت وجهك، و يضيف النّظام الاجتماعيّ رونقًا على جمال الطّبيعة و خصب التّاريخ، إلاّ أنّ العرب يطّلعون على تاريخ تركيا من خرم إبرة المسلسلات؛ فلا يعرفون سوى قصص حبّهم أو فسقهم و عن العثمانيّين سوى حريمهم، و ينسون أن الإنصاف يقتضي أن نفهم أنّ تاريخنا بعد الخلفاء الرّاشدين و تابعهم العمريّ الأمويّ كان دائمًا منقسمًا بين نصر و هزيمة و صفحات مشرقة، و أخرى سوداء، و الحكّام يخلطون أعمالاً صالحة و أخرى سيّئة؛ فالبشر بشر، و لو كانوا أمراء أو سلاطين، و هم بهذه الجِبِلّة موضع الخطأ و النّقص و الزّلل.

و لقد أصاب العثمانيّون و أخطؤوا، كما أخطأ و أصاب من كانوا حديثي عهد و صحابة و تابعين لرسول الله -صلّى الله عليه و سلّم- من الأمويّين و العباسيّين، و لكن بمجمل الأمر كنّا عربًا و مسلمين أحسن حالاً و أكثر قوّة متوحّدين تحت الخلافة إلاّ في عصور الضعف، و ما رأى العرب خيرًا و لا قوّة منذ أن تشرذمنا في دويلاتنا منقوصة السّيادة، و تبعنا لأمريكا و المجتمع الدوليّ.

نراهن على القادم، و أن ما يجمعنا أكثر ممّا يفرّقنا، و هو بكل المقاييس أفضل من تسليم رقابنا لأمريكا، و لدى المدرسة التركيّة -قيادة و سياسة- الكثير ممّا يمكن أن نتعلّم و نستفيد منه في التّدرّج في إحداث التّغيير الاجتماعيّ.

"سلّموا على أردوغان" سمعتها غير مرّة و من أناس كثر، و ما سمعتها عن رئيس عربيّ من أقصى بلادنا إلى أقصاها؛ فرؤسارنا أبعد ما يكونون عنّا و لا يعرفهم الشّعب إلاّ إذا اقتضى التّصوير التّلفزيونيّ و المراسيم مصافحة أو قبلة او اجتماعًا أو زيارة!! بل إنّ معظم حكّامنا يرتبطون في عقول و قلوب شعوبهم بالخوف و التسلّط و الاستبداد و الاستحواذ!! و لا ندري كيف يعيش هؤلاء مع مشاعر كراهيّة الشّعوب لهم الذين لا يظهرون لهم الحبّ إلاّ اضطرارًا أو بشراء الذّمم، و هذه تعاسة الدّنيا على الرّغم من كلّ الحرس و البطش و البهرج، و قد سأل نيرون قيصر روما أغربين الشّاعر و هو يُعذّب: من أشقى النّاس؟ فأجابه معرّضًا به: من إذا ذكر النّاسُ الاستبدادَ كان مثالاً له في الخيال.

عندما اختار أردوغان أن يكون قريبًا من شعبه، و أن يخدمهم و لا يسرق منهم. اختار حياة هانئة لنفسه دون أن يتربّص الخوف و الموت له عند كلّ منعطف، و المعادلة عمريّة بسيطة مجرّبة، معروفة نتائجها: عدلْتَ فأمنْتَ فنمْت، و بغيرها لم يصلح الحكم و لم يستقم الحكّام.

في تركيا نسلّم على أردوغان، و في ماليزيا كنَّا نسلّم على مهاتير، و في غزّة على إسماعيل هنية، و في مصر الآن نستبشر بالسّلام على محمد مرسي.

فهل في الباقين من الحكّام من يستيقظ من غفلته، و يخلص من أسر مستشاري الشّيطان، و يقول: و أنا أيضًا؟!

و هل من عاقلٍ يبدّل قبول الدّنيا و الآخرة و النّاس و ربّ النّاس بسخط الدّنيا و الآخرة؟!

بين أن يسلّم عليك شعبك حبًّا، و يلعن روحك صباحًا مساءً، و عندما تدير ظهرك. فرق كبير أيّها الحاكم.




الشاعر سلطان براك الغنامي 10-31-2012 12:07 PM

رجب طيب اردوغان رجل سني وله توجه أسلامي وهو مغلوب على أمره من الغرب الذي جعل نظام الحكم في تركيا علماني وصار يصعب تغييره في فتره وجيزه ولكن هذا الرجل نكن له كل أحترام

ابو فارس 11-04-2012 01:51 AM

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشاعر سلطان براك الغنامي http://www.gnanim.com/vb/gnanimxp/buttons/viewpost.gif
رجب طيب اردوغان رجل سني وله توجه أسلامي وهو مغلوب على أمره من الغرب الذي جعل نظام الحكم في تركيا علماني وصار يصعب تغييره في فتره وجيزه ولكن هذا الرجل نكن له كل أحترام


اشكرك يا سلطان بكل امتنان على حضورك وردودك العذبه


+4. الساعة الآن 11:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.

جميع مايطرح في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط  

2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70