منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية

... يروى أن جحا أراد بيع حميره ...
ففتح الزريبة وركب إحداها وساق الأخرى وكان عددها عشرة حمير
وبينما هو في الطريق وقد شارف على السوق أراد أن يتأكد من عددها
فشرع في العد وقد تجاوز الحمار الذي يركبه ليتفاجأ بأنها تسعه فأخذ يولول ويقول " أين ذهب الحمار؟ " .

.

.

كيف نسي جحا حماره الذي يركبه وأحصا الحمير الأخرى؟
هذه مسألة ذات تعقيد للوهلة الأولى ولكنها بديهية لمن تفحص وتمحص
فالإنسان لا يحترم ما تحته ولا يقدر مجهوده ولا يراعي مشاعره وكينونته وأحقيته في الوجود
ولكن سرعان ما يشعر بمرارة فقده ويأسى على ذلك إن حدث , كالبقرة لا تعرف قيمة ذيلها إلا بعد فقده.

.

.

كثير من الناس لا يذكرك إلا عندما يحتاجك ...!
يتجاوزك في أحايين كثيرة ولا يأبه بك فإن كانت حاجته عندك تمالس معك لقضاء حاجته
والمصيبة أنه لا يلبث أن ينسى المعروف ويدير ظهره من جديد بعد تحقيقه ما يريد
ولا شك أنها إساءة تكون فداحتها أعظم كلما كان صاحبها ذا قربى.

.

.

بالطبع لا ينبغي الإمتناع عن مساعدة الناس ومد يد العون لهم ...
ولا أبرر ذلك ولكن عندما تبذل المعروف في من لا يستحقه ولا يتوقع منه أن يعده
فأنت كمن يحاول أن يستزرع الأرض السبخة التي لا طائل من وراءها
حين إذاٍ لا يجدر بجحا أن يسأل " أين ذهب حماره ؟ ".

هواوي

رئيس رابطة شارع الأربعين للأدب والثقافة
سائق تاكسي وكاتب ومؤلف سعودي