![]() |
(تخريج الحديث ودرجته وكلام أهل العلم فيه) :
أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (2/62-63) والمعجم الأوسط (6/339-340) والبيهقي في دلائل النبوة (6/304-305) من طريق أبي سلمة عبيد بن خلصة حدثنا عبد الله بن نافع المدني عن المنكدر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث . قلت : هذا حديث ضعيف منكر بهذا التمام ، فيه : 1. المنكدر بن محمد بن المنكدر : ليّن الحديث كثير الخطأ لم يكن بالحافظ بحديث أبيه ، فكان يأتي بالشيء الذي لا أصل له عن أبيه توهماً ، وهذا الحديث كما هو ظاهر من حديثه عن أبيه . 2. أبو سلمة عبيد بن خلصة : مجهول لا يُعرف . لذلك نص جماعة من أهل العلم على نكارة هذا الحديث وضعفه : 1. قال الإمام الطبراني بعد رواية الحديث : (لم يرو هذا الحديث بهذا اللفظ والشعر عن المنكدر بن محمد بن المنكدر إلا عبد الله بن نافع ، تفرد به عبيد بن خلصة)ا.هـ وهو يشير إلى ضعفه . 2. بوّب الإمام البيهقي في دلائل النبوة لهذا الحديث فقال : (باب ما جاء في إخباره من قال في نفسه شعراً في الشكاية عن ولده بذلك إن صحّت الرواية)ا.هـ وهو يشير إلى ضعفه . 3. قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (4/155) : (رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، وفيه من لم أعرفه ، والمنكدر بن محمد ضعيف وقد وثقه أحمد ، والحديث بهذا التمام منكر)ا.هـ 4. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في إتحاف المهرة (3/563) : (أخرجه البيهقي في الدلائل من طريق المنكدر بن محمد بن المنكدرعن أبيه ، وذكر فيه قصة طويلة في سبب هذا الحديث فيها الشعر ، والمنكدر ضعفوه من قبل حفظه ، وهو في الأصل صدوق ، وفي السند إليه من لا يعرف)ا.هـ 5. قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة (ص 101) : (المنكدر ضعفوه من قبل حفظه، وهو في الأصل صدوق، لكن في السند إليه من لا يعرف)ا.هـ 6. قال العلامة ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/68) : (والبيهقي في الدلائل والطبراني في الأوسط والصغير بسند فيه من لا يعرف عن جابر)ا.هـ فذكر هذا الحديث . 7. قال العلامة العجلوني في كشف الخفاء (1/207-209) : (عند البيهقي في الدلائل والطبراني في الأوسط والصغير بسند فيه المكندر ضعفوه عن جابر)ا.هـ فذكر هذا الحديث . 8. قال العلامة الألوسي في روح المعاني (15/58) : (روى البيهقي في الدلائل والطبراني في الأوسط والصغير بسند فيه من لا يعرف عن جابر)ا.هـ فذكر هذا الحديث . 9. قال محدث العصر الألباني في إرواء الغليل (3/325) : (لم أجد من ترجمه-يعني عبيد بن خلصة-، والمنكدر بن محمد بن المنكدر لين الحديث كما قال في التقريب)ا.هـ (وهو عند الزمخشري في الإسراء من كشافه بلفظ: -فذكر اللفظ السابق-، وقال مخرجه –يعني الحافظ الزيلعي- : "لم أجده" ، فقال شيخنا : "أخرجه" ، وبيض ، "في معجم الصحابة من طريق" ، وبيض ، قلت: وكأنه رام ذكر الذي قبله)ا.هـ فائدة [1] : روى الإمام ابن ماجه في سننه (2291) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رجلاً قال : "يا رسول الله ! إن لي مالاً وولداً وإن أبي يريد أن يجتاح مالي" ، فقال : (أنت ومالك لأبيك) . وصحح هذا الحديث جماعة من الأئمة كابن القطان وابن الملقن والبوصيري والألباني رحمهم الله تعالى . هذا هو الجزء الثابت من الحديث ، أما القصة الطويلة في سبب هذا الحديث والشعر فضعيفة منكرة كما سبق تفصيله . فائدة [2] : نسب غير واحد من الأدباء والعلماء هذه القصيدة إلى الشاعر الجاهلي أمية بن أبي الصلت لما عتب على ابن له ، حتى روى ذلك ابن أبي الدنيا في (النفقة على العيال برقم : 151) ، ولم يذكروا أنه ألقاها في حضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مع أن أمية أدرك عصر النبوة لكنه لم يسلم بل مات كافراً ، فلو صحّ أنها قيلت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتوفرت الدواعي على نقلها جملةً وتفصيلاً ، لا سيما والنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستحسن شعر أمية ويستزيد من إنشاده كما في صحيح الإمام مسلم (2255) لما فيه من الإقرار بالوحدانية والبعث ، لكنها لم تُنقل مما يدلّ على أن قصة إلقاءه لها أمام نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مما لا أصل لها . والخلاصة أنها هذه القصة ضعيفة مُنكرة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم . |
اقتباس:
|
اشكركم جميعا يا اخواني ونورتو الموضوع الف شكر
|
+4. الساعة الآن 01:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
جميع مايطرح في المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأي إدارة شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية وإنما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط