الشيخ
زايد ( مؤسس أنجح مشروع وحدوي عربي في التاريخ المعاصر )
هو زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان، وهذا الأخير كان يتزعم قبيلة البو فلاح التي استوطنت أبوظبي عام 1760م.
ولد
الشيخ زايد عام 1918 في مدينة أبوظبي، في قلعة الحصن، التي بناها والده الشيخ سلطان، الذي حكم في مدينة العين في الفترة مابين 1922-1926. وزايد هو الرابع بين إخوته، والرابع عشر في سلسة آل نهيان، ووالدته الشيخة " سلامة "، وسمي زايدا تيمنا باسم جده لأبيه زايد الكبير أمير قبيلة بنى ياس، الذي حكم إمارة أبو ظبي في الفترة من 1855 إلى 1909، وكان قد تولى إماراتها وهو في العشرين من عمره، واشتهر بالذكاء والشجاعة وحسن التصرف ومعاملة الآخرين، مما أكسبه شعبية كبيرة بين رعاياه، وكان فارسا قويا وحد بين القبائل، وصنع أمجاد بني ياس، التي خرج من بطونها آل نهيان.
بلغ زايد الرابعة من عمره، عندما تولى والده سلطـان زمام القيادة كرئيس لقبيلته وكحاكم لأبوظبي عام 1922، أثر وفاة أخيه الشيخ حمدان بن زايد، واتسم حكم الشيخ سلطـان بالشجاعة والحكمة والتسامح غير المفرط، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من العرب.
ولع زايد بالأدب، واظهر اهتماما بمعرفة وقائع العرب وأيامهم، وكان يجلس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم.
نشأ زايد مولعا بالخيل، فكان يتردد إلى إسطبل العائلة للخيول العربية في مزيد، والذي ضم أيام والده 180 حصانا و 400 من البعير.
كان في التاسعة من عمره عندما اغتيل والده سلطان عام 1927، الأمر الذي جعله يلجأ إلى العزلة، بعد أن كان معروفا بمرحه، وشغبه الطفولي.
بعد وفاة والده، فتح عينيه على قومه وهم يعانون الحرمان و القهر لسنوات، مما زوده بالصلابة والعزم، وكانت نشأته إسلامية بدوية، أعطته القدرة على التحمل والجلد والصبر.
انحصر نشاط زايد في بداية نشأته داخل قبيلته، إذ لم يكن معروفا خارجها، وحين تولى منصب حاكم العين، ارتفعت شهرته، وذاع صيته بين القبائل البدوية.
هواياته:
تعلم زايد مبادئ الحرب والقتال بين البدو، وأحب ركوب الخيل العربية، والجمال، وبرع في الصيد بالصقور وهو في السادسة عشر، إضافة إلى الصيد بواسطة البندقية، وكان يتسلق جبل حفيت على الحدود بين أبو ظبي وعمان لكي يقنص الغزلان لا تهمه حرارة الطقس أو برودته، لكنه في مرحلة لاحقة اكتفى بالصيد بواسطة الصقور، وحسب شبكة الرحال يقول زايد عن تلك التجربة: " ذات يوم ذهبت لرحلة صيد في البراري، وكان هناك قطيع كبير من الظباء، فصرت أطارد الظباء وأصطادها بواسطة البندقية، وبعد حوالي ثلاث ساعات، عددت ما اصطدته، فوجدتها أربعة عشر ظبياً، عندها فكرت في الأمر طويلاً، واستنتجت أن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه، فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور"
قالوا فيه
يقول المؤلف النقيب انتوني شبرد، المسؤول عن الكشافة في الإمارات المتصالحة: إن زايد رجل يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء. وهو بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر، لقد كان واحد من العظماء الذين التقيت بهم.
ويقول ويلفريد تسيجر: إن زايد رجل قوي البنية في الثلاثين من عمره تقريبا، وجهه ينم عن ذكاء حاد، وعيناه ثاقبتان وقويتا الملاحظة، وهو شخصيته قوية وإن كان بسيطا في لباسه.
ويضيف ويلفريد تسيجر : إن لزايد شهرة واسعة في أواسط البدو، الذين أحبوه لأسلوبه السهل وغير الرسمي في معاملته لهم، واحترموا فيه قوة شخصيته وذكاءه، وقوته البدنية، وعلاقاته الودودة بهم.
وذكر العقيد بوستيد الذي خدم في المنطقة في كتاب عن زايد يقول فيه: لقد دهشت كثيرا من الجموع التي تحتشد حول زايد، إنه رجل مرموق يحيطه البدو بالاحترام والاهتمام، وهو لطيف الكلام مع الجميع، سخي بماله, ودهشت أيضا من كل ما أنجزه في بلدته العـــين بل في المنطقة كلها لمنفعة الشعب.
وأشار كيلي الباحث والمؤرخ المعاصر في تاريخ عمان وشبه الجزيرة العربية في كتاب له سنة 1964 إلى شخصية الشيخ زايد بقوله: في عام 1946 م تولى زايد الحكم في العين، ومنذ أن تولاها ظهر أمام القبائل نموذجا لصنف الرجال العظام من أمثال جده زايد الكبير.
اللهـم ارحمـه .. وثبته عند السؤال ... واغفر ذنوبه ...انك على كل شيء قدير
hgado .hd] hgodv