من قصص الكرم [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     ديوان الشاعر سلطان ب... [ الكاتب : الشاعر سلطان براك الغنامي - آخر الردود : الشاعر سلطان براك الغنامي - ]       »     نداء لأعضاء المنتدى ... [ الكاتب : أبو بتـــــال - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الأجوبة المسكتة [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم لعن المعين [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     ما هي نصيحتكم لأهل ا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     رداً على لستُ سنياً،... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     حكم قول واسطتي الله [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     الرد على مدعي الاستش... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »     من فتاوى اللجنة الدا... [ الكاتب : بناخي الكعاري - آخر الردود : بناخي الكعاري - ]       »    

مرحبا بكم في منتدى قبيلة الغنانيم كلمة الإدارة

العودة   منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية > الأقسام العامة > القسم العام

القسم العام للمواضيع التي لاتندرج تحت أي قسم من أقسام المنتدى.

رد
أدوات الموضوع
إبحث في الموضوع
قديم 06-28-2011, 06:59 PM
  #1
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي الحكم لله [ مابين الجاهلية الأولى والجاهلية المعاصرة ]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ [justify]يقول الله




وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ(55)قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) سورة الأنعام


 


.
وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ(53) وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (54)وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ(55)قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57)قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ(58)وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (59)
سورة الأنعام





 

أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ




(35)مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37)إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ (38) أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ (39) سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40) أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (41)يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42)

سورة القلم



 

مقدمة))




))


السلام عليكم .. قام معد هذا البحث مشكوراً بعقد مقارنة دقيقة ومبنية على أساس علمي مابين


الجاهلية الأولى والجاهلية المعاصرة .موضحاً من أي نوع كان ضلال الجاهلية الأولى ؛ هل كانوا يجحدون الرب.تبارك وتعالى ،أم كانوا يزعمون أن اللات والعزي ومناة وهبل بيدها ملكوت السموات والأرض ! أم كانوا يزعمون أن أولئك القادة والزعماء لهم حق الطاعة والتشريع ؟! هل كان ضلالهم في الإعتقاد فقط ؟ أم كان في النسك - أي - في التوجه ببعض أنواع العبادات لغير الله ؟ أم كان في جانب تلقي الشرائع من عند غير الله ؟ أم كان في قبول التحليل والتحريم من أولئك الزعماء والقادة الذين بدلوا ملة أبراهيم وكان أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين كما هو معلوم عنه فتلك كانت ملته عليه السلام التي هداه الله إليها وجعله داعياً لها ودليلاً عليها ورمزاً يحتذى لكل من أسلم وجهه لله وترك ماكان عليه قومة من ضلال وأنحراف عقدي خفياً كان أو ظاهراً جليا..ومما لاشك فيه أن الأنسان مجبول على حب الخير ..والنفس البشرية لها طبيعة واحدة ولاتكاد تختلف ونعلم جميعاً أنه لاتبديل لسنة الله ..فكفى تلميحاً وكدنا أن نقول صراحتاً أننا نفعل بالضبط كما فعل أهل الأمم السابقة (حذو القذة بالقذة) ..



كل هذا سوف نبحثه - أن شاء الله - في واقع الجاهلية قبل أن يبعث الله رسولة العربي الأمي الكريم خاتم النبيين محمد أبن عبدالله أبن عبد المطلب الهاشمي القرشي زين ولد نبي الله أسماعيل أبن نبي الله وخليله الأوااه الحليم الصالح أبو المؤمنين إبراهيم عليه وعلى جميع أنبياء الله ورسلة السلام ..وحسن أولائك رفيقاً ,،ومما لاشك فيه أن محمداً بعث في العرب وهم على جاهليه وضلال ..فإذا عرفنا من أي نوع كان ضلالهم وانحرافهم سهل علينا تعيين مواطن الخلل ومعالجتها في الجاهلية المعاصرة ،كما قيل : وبضدها تتبين الأشياء .

وبالمثال يتضح المقال،وهذا كله داخل في باب قوله تعالى : ﴿ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ﴾ (الجاهليه) : مصطلح واسع وسبيل مترامية الأطراف..ليس لها حدود ولامعالم لذلك لا أجد تعريف للجاهلية أحسن من قولنا أن: كل ما خالف المنهج الذي جاء به الرسل هو: جاهليه







:


وجاهلية :منسوبة إلى الجهل ..وأن مما لاشك فيه عندي أن كل مخالف لرسول الله هو جاهل يدعوا إلى جاهلية ،ولعل من تفرغ لجمع العلوم بعد أن يحصل ماقسم له الله منها وهو ماعايش جاهليةً وماعرف سبيل أهلها (سبيل المجرمين) يخشى عليه قطعاً أن ينهج منهجاً مستقلاً به أو يقلد غيره في ضلالته ..وأن العالم مهما بلغ من العلم ليس معصوم ولابيرأ من حظ النفس ودخول الهوى عليه في بداية رحلته أو منتصف طريقه أو بأواخر حياته ولسوف يسلك تلك السبيل المتمايلة بأهلها كل جويهل أتخذ من علمة صنماً يعبده من دون ربه الذي علمه مالم يكن يعلم ويؤثر عليه أطراء الناس لامحالة وليسلكن ضعيف البصيرة تلك السبل المتفرقه برغبةً منه أو مدفوعًا عليها دفعاً من عامة الناس وطلبة العلم أو من المستفتين عن مالايضر جهله ولاينفع علمه هم شرار الناس هم من يوقع العلماء في الزلل وزلة العلماء خطيره وكم من عالم فرق أمته وضيع دينه وهلك وله أذناب يمدونه في الغي حتى أنشأوا بأسمه مذهباً وطريقه وجعلوا منه رباً لهم وهو ميت قد أرم وذاب لحمه وشحمه وعضمة في التراب ..كما وقع في هذه الأمة من أمور كثيرة في باب الإعتقاد والعلم والعمل هي من سبيل المجرمين والكفار وأعداء الرسل أدخلها من لم يعرف أنها من سبيلهم في سبيل المؤمنين " .

يقول أحد الأساتذه عن فهمة لقول الله ﴿ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ﴾


أشق ما تعانيه هذه الحركات – الإسلامية – هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إِلَٰهَ إلا الله ،ومدلول الإسلام في جانب ،وبمدلول الشرك وبمدلول الجاهلية في الجانب الأخر


...



الشارات والعناوين ،والتباس الأسماء والصفات ،والتيه الذي لا يتحدد فيه مفارق الطريق


!

ويعرف أعداء الحركات الإسلامية هذه الثغرة ،فيعكفون عليها توسيعاً وتمييعاً وتلبيساً وتخليطاً ،حتى يصبح الجهر بكلمة الفصل تهمة يؤخذ عليها بالنواصي والأقدام ! تهمة تكفير "المسلمين " !!

ويصبح الحكم في أمر الإسلام والكفر مسألة المرجع فيها لعرف الناس واصطلاحهم ،لا إلى قول الله تعالى وحكمة الذي بينوه للناس رسله عليهم السلام جميعاً
..!!





هذه هي المشقة الكبرى ...وهذه كذلك هي العقبة الأولى التي لابد أن يجتازها أصحاب الدعوة إلى الله في كل جيل ! يجب أن تبدأ الدعوة إلى الله باستبانة سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين ... ويجب ألا تأخذ أصحاب الدعوة إلى الله في كلمة الحق والفصل هوادة ولا مداهنة ، وألا تأخذهم فيها خشية ولا خوف ،وألا تقعدهم عنها لومة لائم ،ولا صيحة صائح ،انظروا ! "إنهم يكفرون المسلمين



" !

... أجل يجب أن يجتاز أصحاب الدعوة إلى الله هذه العقبة ،وأن يتم في نفوسهم هذه الإستبانة ،كي تنطلق طاقاتهم كلها في سبيل الله لا تصدها شبهة ،ولا يعوقها غبش ،ولا يميعها لبس ، فإن طاقاتهم لا تنطلق إلا إذا اعتقدوا في يقين أنهم هم " المسلمين " وأن الذين يقفون في طريقهم ويصدونهم ويصدون الناس عن سبيل الله هم " المجرمون " .. كذلك فإنهم لن يحتملوا متاعب الطريق إلا إذا استيقنوا أنها قضية كفر وإيمان ،وأنهم وقومهم على مفترق طرق ،وأنهم على ملة وقومهم على ملة ، وأنهم في دين وقومهم في دين : ﴿ وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين ﴾.

وهكذا ... لقد عادت الجاهلية مرة أخرى في باب النسك ،وفي باب الحكم ، وفي باب الولاء والبراء ... عادت الجاهلية بثوبها الجديد وتحت أسماء براقة خداعة ... النظام العالمي الجديد ... الديمقراطية ... البرلمان ... أدب الحوار مع الطواغيت ... إلخ .
حقاً لقد عاد هذا الدين غريباً كما بدأ ,وعاد يواجه جاهلية الشرك الشامل في صورها الجديدة بالتوحيد الخالص من جديد .. فمن هم يا ترى أولئك الغرباء السعداء بدعاء رسول





"


بدأ هذا الدين غريباً وسيعود غريباً كما بدأ ، فطوبى للغرباء"



الباب الأول



عقائد أهل الجاهلية الأولى



تمهيد :

بادئ ذي بدء الإلمام بمعنى كلمة الجاهلية لغة واصطلاحاً لأنها هي لب الدراسة في هذا البحث .
فالتعريف اللغوي لهذه الكلمة كالأتي :
" لفظة ( جاهل ) هي لفظة أسم الفاعل المشتق من الجهل الذي هو نقيض العلم ، وقد جهل الشئ : إذا لم يعرفه ، وجهل فلان فلاناً جهلاً وجهالة جهل عليه وتجاهل : أظهر الجهل وجهل فلان حق فلان ،وجهل بهذا الأمر جهلاً وجهالة : أن يفعل فعلاً بغير علم " .





والجهل أيضاً عدم أتباع العلم ( فمن قال خلاف الحق عالماً به أو غير عالم فهو جاهل ، وكذلك من عمل بخلاف الحق فهو جاهل وأن علم أنه مخالف للحق ) .

وقد وردت مادة ( ج- ه- ل ) في القرآن الكريم في الصيغ التالية :
( تجهلون – يجهلون – الجاهل – الجاهلون- جاهلين – جهولا – بجهالة – الجاهلية ) والمعاني التي عبر عنها بهذه الصيغ ثلاثة:
1- الخلو من المعرفة : قال تعالى : ﴿ يَحْسَبُهُمْ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنْ التَّعَفُّفِ ﴾ .[سورة البقرة :273]
أي الذي لا يعرف حالهم يحسبهم أغنياء وهم في الواقع فقراء
.
2- الطيش والسفه : قال تعالى : ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ ﴾ .[سورة النساء17]
فالجهالة هنا هي السفه والطيش وما إلى ذلك من الميول التي تنشأ عن ضعف الإنسان ،فتدفعه إلى عمل السوء ثم يتوب إلى الله .
3- المذهب والطريقة : وهي معظم ما ورد من صيغ هذه المادة في كتاب الله تعالى ، وانقسمت هذه المادة من حيث المعنى إلى قسمين :
أحدهما : يقابل بين الأنبياء وأتباعهم ،وبين الجاهلين وأنصارهم ، كالحوار الذي حدث مع نوح عليه السلام وقومه ،فقال لهم في آخر المطاف : ﴿...وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ﴾[سورة هود 29:] وقول نبي الله هود عليه السلام لقومه : ﴿ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ﴾ (الأحقاف: 23 ) .





ثانيهما : يتناول مواقف معينة وترد فيه المادة بصيغ الفعل المضارع ،وأسم الفاعل كقوله تعالى :﴿ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ﴾ (سورة آل عمران :154) وقوله :﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ (سورة المائدة :50) وقوله ﴿ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى ﴾(سورة الأحزاب :33) وقوله :﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ﴾(سورة الفتح :26) .



أما التعريف الأصطلاحى لهذه الكلمة كالأتي :



تعني مجانبة الحق ،والجهل بالله وشرائع دينه ،وأتباع الهوى ،والزيغ والضلالة ،وفساد الرأي ،والطيش والسفه ،والحمية هي نمط من أنماط السلوك التي تتجافى وسلوك الإسلام..من أمثلة الحمية المعاصرة حمية كل أهل فرقه مع فرقتهم وتعصبهم لرأي علماء الفرقه..وهذا سبب تفرقهم في الدين وضلالهم بأفتراء مسميات ما أنزل الله بها سلطان ..أهل السنة والجماعة ..صوفيه وسلفيه ..وجاميه ..وجماعة التبليغ ..وأساس التفرق أنما نشأ من هذا الأصل الذي بني على باطل وأنقسمت الأمة إلى سنة وشيعة ثم أفترق كل قسم من هذين القسمين مؤخراً إلى طوائف ومذاهب وكلا القسمين مفرقين للدين شارعين في تفريقه ((ربما عن غير قصد أو لغرض سياسي)) وقد نهوا عن ذلك ..قال الله وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103)وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104)وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(105)يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ(106)وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ(108)

سورة آل عمران





 

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ




(11) لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ (14)فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)سورة الشورى


 


وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ
(52)فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53)فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54)أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (57)وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58)وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ (59)وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ (61)وَلَا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ(62)سورة المؤمنون




فالجاهلية إذاً .تعنى كل هذا مضافاً إليه بالضرورة الشرك بالله، حيث لم يكن عند العرب الجاهلين من سلطان لوازع ديني ولا سيادة لقانون أجتماعي أو خلقي ،ولا أتباع لتعاليم رسول أو نبي




.

ومن هنا علينا عدم الركون أو الأكتفاء بالمعنى اللغوي الضيّق للفظة ( الجاهلية ) هذا المعنى الذي يفيد الجهل بالشئ وعدم العلم به فحسب ، ذلك أن العرب وكما تعلم كانوا على جانب من المعارف والعلوم يشهد على ذلك التاريخ ، من معرفتهم بالنجوم والفلك والكواكب مطالعها ومغاربها ،والأنواء والرياح والقيافة ، هذا بالأضافة لفصاحتهم وبيانهم ونظمهم للأشعار.

إذاً .ففهم الجاهلية على أنها فترة تاريخية سابقة تخص العرب قبل البعثة فهم خاطئ ، وإنما هي نظام ومنهاج وعقيدة يمكن أن توجد في كل وقت ، ويمكن أن يمثله كل شعب وفرد سواء في تلك الجاهلية التي سبقت الإسلام أو عاصرت ظهوره ، أوأتت في مراحل متأخره من بعد ظهوره ..المهم هو أنها لابد أن تكون مخالفه للأسلام في نظامه ونهجه، ونظرته الكلية للكون والإنسان والحياة .
وخلاصة القول : " أن الجاهلية ليست فترة ماضية من فترات التاريخ ، وانما الجاهلية كل منهج تتمثل فيه عبودية البشر للبشر ، وهذه الخاصية تتمثل اليوم في كل مناهج الأرض – بلا استثناء – ففي كل المناهج التى تعتنقها البشرية اليوم يأخذ البشر التصورات ، والمبادئ ، والموازين ، والقيم ، والشرائع ، والقوانين ، والأوضاع ، والتقاليد من بشر مثلهم ، وهذه هي الجاهلية بكل مقوماتها ، الجاهلية التى تتمثل فيها عبودية البشر للبشر حيث يتعبد بعضهم بعضاً من دون الله " .
" ذلك هو المعنى الأصطلاحى للجاهلية الذي جاء في كتاب الله الكريم ، والذي خلاصته : الجهل بحقيقة الألوهية ، والجهل بما يجب لله سبحانه وتعالى من أخلاص العبادة له وحده دون شريك ، وهي بهذا المعنى ليست محدودة بزمن معين ، ولا مكان معين ، ولا قوم معينين ، أنما هي تصورات معينة وسلوك ، حيث ما وجدت فهى الجاهلية ، بصرف النظر عن الزمان والمكان والقوم ، وبهذا المعيار : نصف الجاهلية المعاصرة بأنها جاهلية ! " .
!!) .





[/justify]


hgp;l ggi F lhfdk hg[higdm hgH,gn ,hg[higdm hgluhwvm D

__________________

منتديات قبيلة الغنانيم


التعديل الأخير تم بواسطة : س من الناس بتاريخ 06-28-2011 الساعة 11:04 PM
س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:03 PM
  #2
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

[justify]
الفصل الأول

عقيدة الجاهلية الأولى في باب النسك

تعريف النسك في اللغة :
النُسك : "هو العبادة والطاعة وكل ما تقرب به العبد إلى الله تعالى ،ورجل ناسك :عابد . وقد نسك وتنسك : أي تعبد . والنسك والنسيكة : الذبيحة . تقول من فعل كذا وكذا فعليه نسك أي دم يهرقه بمكة شرفها الله تعالى ".

تعرف النسك اصطلاحاً :
هو الدعاء ، والاستغاثة ،والخوف ، والرجاء ، والتوكل ، والإنابة ، والمحبة ، والذبح ، والنذر ، والطواف ، وما إلى ذلك من معاني النسك ، فإذا توجه بها العبد إلى ربه كان عابداً لله سبحانه وتعالى في هذا الباب ، أما إذا توجه العبد بها لله ولغير الله ، فهو مشرك بالله وإن زعم أنه من المسلمين .

ويجدر بنا ( ونحن بصدد البحث في عقيدة الجاهلية الأولى في باب النسك ) ، أن نذكر نبذة عامة عن عقائدهم وتصوراتهم حول الأصنام والآلهة التي كانت تصرف لها بعض النسك ، ومدى عقيدة القوم في هذه الأصنام والآلهة المزعومة .

أولا ً : الأصنام عند العرب :
أصنام جمع صنم ، والصنم هو الوثن ، وجاء في الحديث : " اللهم لا تجعل قبري وثناً .." فدل على ان الوثن هو ما يباشرة العابد من القبور والتوابيت ، ويطلق الوثن على ما قصد بنوع من أنواع العبادة من دون الله ، من القبور والمشاهد وغيرها ،لقول الخليل عليه السلام : ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً﴾ ومع قوله :﴿ قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ ﴾ .فبذلك يعلم ان الوثن يطلق على الأصنام وغيرها مما عبد من دون الله .
وكانت هذه الأصنام عبارة عن قبور لأناس صالحين - : "
لما ماتوا عكفوا على قبورهم ، ثم صوروا تماثيلهم ، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم ، وما زال الشيطان يوحي إلى عباد القبور ، ويلقي إليهم أن البناء والعكوف عليها من محبة أهل القبور من الأنبياء والصالحين ، وان الدعاء عندها مستجاب ، ثم نقلهم من هذه المرتبة إلى الدعاء بها ، والإقسام على الله بها ، فأن شأن الله أعظم من ان يقسم عليه أو يسأل بأحد من خلقه .
فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منهم إلى دعائه وعبادته ، وسؤاله الشفاعة من دون الله وأتخاذ قبره وثناً تعلق عليه القناديل والستور ، ويطاف به ويستسلم ويحج إله ويذبح عنده
فإذا تقرر ذلك عندهم نقلهم منه إلى دعاء الناس إلى عبادته ، وأتخاذه عيداً ومنسكاً ، ورأوا أن ذلك أنفع لهم في دنياهم وآخراهم !
وكل هذا مما قد علم بالأضطرار من دين الإسلام أنه مضاد لما بعث به رسول الله ".

أشهر أصنام العرب :
1- اللآت :أصله رجل صالح كان يلت السويق للحجاج ، فلما مات عكفوا على قبره عند صخرة مربعة أقيم عليها بناء ، وهي بالطائف ، وقامت على سدانتها ثقيف التي تشبهت بقريش سدنة الكعبة ،وبلغ من تعظيم العرب لللآت أن كانوا يسمون أبناءهم زيد اللآت ، وتيم اللآت ,

2- العُزى : وكانت نخلة على ثلاث سمرات وعليها بيت ، وهي في وادى نخلة على يمين الذاهب من مكة إلى العراق ، وكانت جنيتها امرأة عريانة ناشرة شعرها ، وكان بعضهم يفتخر بها وينتسب إليها في الحرب ، وهي من آلهة قريش ، ، وكان زيد بن عمر بن نفيل يقول : فلا العزى أدين ولا أبنتيها ، وكانوا يسمون أبناءهم عبد العزى
.
3- مناة : وكانت صنما بالمشلل من قديد وهي بين المدينة ومكة ، يهلون لها ومن أهل لها يطف بين الصفا والمروة في حجه تعظيماً لها , وكانت صنما للأوس والخزرج وغسان , و هي من أقدم الأصنام , و هي آلهة القضاء , وكانوا يسمون أبنائهم عبد مناة و زيد مناة .
4= هبل : وكان منصوباً على جب الكعبة - أي بئر الكعبة - الذي نصبه فيه عمرو بن لحي وكان من العقيق الأحمر على صورة إنسان مكسور اليد اليمنى ، فصنعت له قريش يداً من ذهب , وكانوا يقترعون عنده في بطن الكعبة , وكان إذا شعر بعضهم بالإنتصار ارتجز قائلاً : أعل هبل , وهو آلهة قريش
.
5- ذو الخصلة : وكانت بيتاً في خثعم و بجيلة , فيه نصب يُعبد يقال له الكعبة اليمانية . والكعبة الشامية , وكانت تقع بتبالة من اليمن , وكان بها رجل يستقسم بالأزلام , وكانت تعبدها دوس فيطوفون بها وتضظرب إليات النساء حولها .
6= ودّ : وكانت لكلب , بدومة الجندل . سواع : كانت لهذيل . يغوث : كانت لمراد , ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ . يعوق : كانت لهمدان . نسر : كانت لحمير : لآل ذي كلاع
.
وهي أسماء لرجال صالحين , كانوا من قبل نوح عليه السلام , فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصاباً , وسموها بأسمائهم فلم تُعبد حتى إذا هلك أولئك وانتسخ العلم عبدت , و قد كانت هذه الأوثان في قوم نوح ثم صارت في العرب بعد . (**)

7= الفلس : كان لطي , وكانوا يعبدونه و يهدون إليه, و يعترون عنده عتائرهم - أي يتركون عنده أشياءهم تبركاً – و لا يأتيه خائف إلا آمن عنده , و لا يطرد أحد طريده فيلجأ بها إليه إلا تركت له و لم تخفر - أي تؤخذ
- .
8= سعد : كان لمالك و ملكان ابني كنانة , وكان صخرة طويلة بساحل جدة .

9= ذات أنواط : وهي شجرة عظيمة خضراء , كانت لكفار قريش و من سواهم من العرب يأتونها كل سنة فيعلقون أسلحتهم عليها , و يذبحون عندها و يعكفون عليها يوماً .

10- غنم : وكان يعبده زيد بن عمر بن نفيل عندما كان صغيراً , وكان قومه قد اتخذوه رباً .

وكان لقريش أصنام في الحجر , وصنم كبير فوق الكعبة , أما حولها فقد كان يوجد ثلاثمائة وستون صنماً ,و منهم من كان يعبد نجم الشعرى والنجوم الأخرى .

ثانيا : تصحيح المفهوم الخاطئ والذي كرس علماء الأمة وقتهم لتلقينة تلاميذهم وهو أعتقاد أن الشرك الذي وقع فيه أهل الجاهلية الأولى يقوم على أساس نفي الخالق :

و مما يجب أن يقال بهذا الصدد انه ليس صحيحاً ما قد يبدو لأول وهلة من أن الشرك الجاهلي يقوم على نفي وجود الخالق فحسب , بل إن فكرة وجود الخالق لم تفارق عموماً ذهن الجاهلي , إلا أنها ظلت فكرة سقيمة و مشبوهة خاضعة لتأثير الحس والأنفعال ولضروب شتى من الأوهام
.

فكانوا يعتقدون في الله أنه عظيم خالق الكون وحده , و مدبر السماوات و الأرض , بيده ملكوت كل شيء ,(فلئن سُئلوا من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم)
:
﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾. [ الزخرف :87 ]
و قوله تعالى : ﴿ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ ﴾ . [ يونس : 31 ] .

ولكن مع هذا كله لم يكن الجاهلي ليقوي على تصور عبادة الله العظيم إلا من خلال المحسوسات،ولهذا ما كانت أذهانهم تستسيغ أن يتطرق أحد من البشر إلى السموات العلى،ويحظى عند الله تعالى بالقبول مباشرة بغير واسطة وشفاعة،قياسا على عالم البشر وعاداته وأوضاعه الفاسدة، فبحثوا لهم عن وسطاء توسلوا بهم إلى الله، وأشركوهم في الدعاء ،وقاموا نحوهم ببعض العبادات ،ورسخت في أذهانهم فكرة الشفاعة حتى تحولت فيما بعد إلى عقيدة قدرة الشفعاء على النفع والضر ...وهكذا أنتهى بهم الأمر باتخاذهم مع الله آلهة أخرى أشركوها في عبادته ،أو قل عبدوها كعبادتهم الله، وقدسوها كتقديسهم لله لأنها بزعمهم تقربهم إلى الله زلفى !!


.

و استتباعاً لإيمانهم بالله فإنهم آمنوا بفكرة البعث والنشور- إلا قليلاً منهم = واعتقدوا بمبدأ الثواب و العقاب , و هذا ما يظهر لنا من خـلال الآيات القرآنية الآتية : كقوله تعالى :
** وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ}[ يونس : 18]
و قوله : ** مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى }[ الزمر : 3] ، ..كانوا إذا قيل لهم من ربكم وخالقكم و من خلق السماوات و الأرض و أنزل من السماء ماء ؟ قالوا الله , فيقال لهم : ما معنى عبادتكم للأصنام ؟ قالوا: ليقربونا إلى الله زلفى و يشفعوا لنا عنده . و الآيات في هذا كثيره
.
و قول شاعرهم زهير بن أبي سلمى :
فلا تكتمن الله ما في نفـوسكم ليخـفى و مهما يكـتم الله يـعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ليوم الحساب أو يعجـل فينتقم .
و قول عنتر :
ياعُبل أين من المنية مهرب إن كان ربي في السماء قضاها

و لكن بالنظر للسذاجة الغالبة على عقولهم , و لشدة تعلقهم بالمحسوس لم يكن العربي ليقوى على مجابهة يوم المعاد دون أن يكون معه ناقته التي يوصي ابنه من بعده أن يدعها على قبره لعلها تحشر معه يوم القيامة فيركبها من دون الآخرين ! هو ذا [ جريبة الأشيم الأسدي ] وقد حضره الموت يقول مخاطباً ابنه :

يا سـعد إما أهلكـن فإننـي أوصـيك إن أخا الوصـاة الأقرب
لا تتركـن أباك يعثر راجـلاً في الحشر يصرع لليدين وينكـب
و احمل أبـاك على بعير صالح و أبـغ المطـية إنـه أضــرب
و لعل لي مما تركت مطية في الحشر أركبها إذا قيل اركـبوا

ثالثا : وهن عقيدة الشرك عند مشركي العرب :
إن الدارس لخصائص و مظاهر الشرك الجاهلي , يجدها عقيدة واهية الأساس , ضعيفة البنيان , تغلب عليها البساطة ، و تصدر عن عاطفة عديمة الفهم , و قلما تتغلغل إلى الأعماق , أو ترسخ في الأذهان .

و العربي الجاهلي في عقيدته تلك ,إنما تصدر عن تمسك بالعادات الجارية , و اقتفاء لأثر من سبقه إليها , وإلا فهي - أي هذه الآلهة المعبودة - لا تخرج عن كونها حجارة منحوتة , فهو لا يتورع أحياناً عن سبها و شتمها وضربها , وهذا ما فعله إمرئ القيس مع صنمه ذو الخصلة حين أراد الغارة على بني أسد , فاستقسم عنده ثلاث مرات في كل مرة يخرج له " الناهي " فكسر القداح وضرب بها وجه الصنم و قال : عضضت بإير أبيك لو كان أبوك قُتل ما عوقتني , ثم غزا بني أسد فظفر بهم !!
و هذا ما حدث مع أحد أفراد قبيلة بني كنانة , فقد كان لمالك و ملكان ابني كنانة , بساحل جدة صنم يقال له سعد , فأقبل رجل منهم بإبل له ليقفها عليه تبركاً به , فلما أدناها منه نفرت منه , فذهبت في كل وجه وتفرقت عليه , فتناول حجراً فرماه به , و قال لا بارك الله فيك إلهاً !!! نفرت علي أبلي ! ثم خرج في طلبها حتى جمعها وانصرف عنه و هو يقول :
أتينا إلى سعد ليجمع شملنا فشـتتنا سـعد فلا نحن من سـعد !
وهل سعدُ إلا صخرة بتنوفةٍ من الأرض لا يدعى لغي ولا رشدٍ

وكذلك ما حدث عند صنم لطىء يقال له الفلس , و ذلك أن رجلاً سرق ناقة امرأة من كلب من بني عُلِم , و كانت جارة لمالك بن كلثوم , فخرج في إثره , فادركه و هو عند الفلس والناقة موقوفة عند الفلس , فقال له خلّ سبيل ناقة جارتي ! فقال : إنها لربّك قال : خلّ سبيلها , قال : أتخفر إلهك ؟ فبرأ له الرمح فحلّ عقالها و انصرف بها مالك , و اقبل السادن على الفلس و نظر إلى مالك و رفع يده و قال : و هو يشير بيده إليه :
يارب إن مالك بن كلثوم اخفرك اليوم بناب يملكوم
!

يحرضه عليه , و عدي بن حاتم يومئذ قد عتر عنده و جلس هو و نفر معه يتحدثون بما صنع مالك , فقال عدي بن حاتم : انظروا ما يصيبه في يومه هذا فمضت له أيام لم يصبه شيء , فرفض عدي عبادة الأصنام و تنصر , فلم يزل متنصراً حتى جاء الله بالإسلام فأسلم .

و هكذا لا يتورع العربي الجاهلي عن أكلها - أي الآلهة – و خصوصا إذا كانت مصنوعة من التمر أو الزبيب إذا أضر به الجوع , كما و إنه لا يحجم أبداً عن سرقتها و أخذ اللبن المخصص لها , و هذا ما فعله مالك بن حارثة الأجداري يوم أن شرب اللبن المخصص لسقاية الصنم ودّ.
ولعل بعضهم ينصرف عن عبادة الحجر القديم إذا ما وجد أن ثمة حجراً آخر هو أكثر نضارة و أحدث عهداً , تماماً كما فعل الحارث بن قيس .

أجل إنما هي عاطفة دينية واهية لا تستند إلى أساس عقلي , و لعل في هذا البيت الشعري الآتي من قصيدة بشر بن أبي حازم , ما يدل بما فيه الكفاية على تفاهت عقيدة المشركين ووهنها , وعلى ضعف آلهتهم التي لم تستطع أن تدافع عن نفسها ، و لم تقوى على غائلة الثعالب ، التي ما كان يحلو لها أن تخرج فضلاتها وأبوالها إلا عند أقدام و رؤس تلك الآلهة .

إله يبول الثعلبان برأسـه لقد ضل من بالت عليه الثعالب .

وكذلك قصة عمرو بن الجموح مع صنمه , و كانت هذه الحادثة سبباً في إسلامه , يقول : - عندما وجد صنمه مرمى في وسط البئر - تالله لو كنت إلهاً لم تكن أنت وكلب وسط بئر في قرن .

رابعا : النسك التي كان يتوجه بها الجاهلي لتلك الآلهة المزعومة :

هذا ملخص لما مر معنا في بداية هذا الفصل و هي , أن المشركين كانوا يدعون الأصنام و يطلبون منهم الرزق و الولد , و الشفاء , و البركة , و كل ما يُطلب من الله سبحانه و تعالى يطلبونه من هذه الأصنام , هذا في حالة الرخاء , أما في حالة الشدة فهم لا يعرفون الأصنام و إنما يخلصون لله الدعاء , و قد صور سبحانه و تعالى حالهم عند ركوبهم البحر فقال : ** هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}. [ يونس:22 ] و يجأرون إليه عند الشدة سبحانه و تعالى :
** وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنكُم بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ !}.[ النحل :53 - 54 ]

و كانوا يعلقون التمائم و يعملون التولة , وكانوا يحلفون بآبائهم , و يحلفون باللآت والعزى تعظيماً و تقديساً , و كانوا إذا نشدوا قالوا : أنشدك الله و الرحم , و كانت الكهانة منتشرة فيهم , حتى إن بعضهم ليتكهن للآخر و ما يحسن الكهانة ليأخذ على ذلك خراجاً - أي أجراً - .

و كانوا يذبحون عندها و يعكفون عليها , و يعلقون عليها أسلحتهم استجلاباً للنصر , و كانوا يهلون لها , و يعظمونها و يقدسونها , حتى يسمون أبنائهم بعبد مناة , و عبد اللآت و كانوا ينذرون لها النذور و هكذا .

خامسا : النسك التي كان يتوجه بها الجاهلي لله سبحانه :
أولا : الصلاة : كان من قبيلة غفار , أبو ذر الغفاري صلى قبل أن يلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين لله تعالى , و كان يتوجه حيث يوجهه ربه , يصلي عشاء حتى إذا كان من أخر الليل ألقى كأنه خباء حتى تعلوه الشمس .
ثانيا : الصوم : كانوا يصومون يوم عاشوراء , كما جاء في حديث عن عائشة : ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية ...) .
ثالثا : الإعتكاف : كانوا يعتكفون في المسجد الحرام ليلة فأكثر , كما جاء عن عمر بن الخطاب, قال قلت : ( يا رسول الله إنه كان علي إعتكاف في الجاهلية , فأمره أن يفي به ) .
رابعا : الحج : وهو من أول الطقوس عندهم , فقد كانوا يحجون مثل حج أهل الإسلام , وكانت زيارة الكعبة عندهم نوعان :
الأولى : زيارة عمرة في أي وقت ما عدا أشهر الحج , لأنهم كانوا يرون العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور .
الثانية : زيارة البيت للحج في وقت الحج , و لم يكونوا يرون الجمع بينهما .

وكانوا يقفون بعرفة إلا قريش حيث كانوا يقفون بمزدلفة عند المشعر الحرام , و كانوا يطوفون بين الصفا و المروة , و كان الحلق والتقصير من علامات التحلل من الإحرام بعد أداء المناسك , و كانوا يعظمون الكعبة بكسوتها , و كانت تكسى يوم عاشوراء , و كانوا يرون أن الدعوة في مكة مستجابة , و كانوا يسقون الحجيج , و يفكون العاني , و كانوا يعظمون الحرم , كما في قصة خبيب , عندما أخرجوه من الحرام إلى التنعيم وهي من الحل و قتلوه فيها , ظناً منهم أن هذا من تعظيم الحرم , بل كان الرجل في الجاهلية , يقتل الرجل ثم يدخل الحرم , فيلقاه ابن المقتول أو أبوه فلا يهيّجه , و ذلك أن من دخله كان آمناً , وكانوا يعظمون الأشهر الحرم , فإذا دخل شهر رجب قالوا : منصل الأسنة , فلا يدعون رمحاً فيه حديدة , و لا سهماً فيه حديدة إلا نزعوه , و ألقوه طيلة شهر رجب !!

و قد أجمل القول صاحب الموافقات فيهم فقال : ( و كانوا يفرقون بين النكاح و السفاح , و يطلقون و يطوفون بالبيت أسبوعاً , و يمسحون الحجر الأسود , و يسعون بين الصفا والمروة , و يلبون و يقفون بعرفات , و يأتون مزدلفة , و يرمون الجمار و يعظمون الأشهر الحرم و يحرمونها , و يغتسلون من الجنابة , و يغسلون موتاهم و يكفنونهم , و يصلون عليهم , و يقطعون السارق , و يصلبون قاطع الطريق إلى غير ذلك مما كان فيهم من بقايا ملة أبيهم إبراهيم] .

وبعد : فليعلم القارئ أن الإسلام لم يكن يواجه في الجاهلية الأولى الإلحاد و لا عدم الإيمان بالله , و لكن كان و لا يزال يواجه الإنحراف في التوجه بالشعائر التعبدية لآلهة مع الله على سبيل الزلفى والقربى من الله ! أو انحراف في تلقي الشرائع من البشر في صور التحليل والتحريم بمعزل عن سلطان الله وحاكميته سبحانه و تعالى

قال تعالى :
﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ﴾[النحل : 35 ]

وهاتان هما القاعدتان الرئيسيتان في الشرك في كل عصر و مصر :
أولاً : عبادة غير الله – معه أو من دونه – سبحانه .
ثانياً : والتحليل والتحريم - أي التشريع - بغير ما أنزل الله , أو قبوله من عند غير الله وهو ماوقع فيه قومنا اليوم فعبدوا الأئمة الأربعه ومن أتى بعدهم وخرقوا في الدين ماليس منه كالقواعد الفقهيه والأجماع وأتباع السلف ووووإلخ إلخ
.
الفصل الثاني
عقيدة الجاهلية الأولى في باب الحكم و التشريع

ونحن نتكلم عن المشرعين المبدلين لملة أبينا نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبي الله محمد وأنبياء الله ورسله وملائكته أجمعين سلام الله ورحمته وبركاته ,, يجدر بنا أن نلقي الضوء على معنى [ الطاغوت ] حتى لا يلتبس الأمر و يُظن أن الطاغوت هو الشيطان فقط ! خاصة و نحن بصدد البحث والتأمل في عقائد الجاهلية الأولى , و لكي يسهل علينا كشف و معرفة الأصنام و الطواغيت المشرعين المبدلين في هذه الجاهلية المعاصرة .
قال الله : ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾. [ النحل : 36 ]
و قال سبحانه :
﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ . [البقرة : 256 ].
وقال : ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى... ﴾ . [الزمر : 17 ] .

فالطاغوت هو : [ كل ما تجاوز به العبد حده من معبود , أو متبوع , أو مطاع , فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ومابعث به رسوله , أو يعبدونه من دون الله , أو يتبعونه - على غير بصيرة من الله , أو يطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله ] .
أقول لعل الطاغوت : كل ذي طغيان عبد من دون الله سبحانه وتعالى, ولا أرى فرق بين أن يعبد الطاغوت بناءً على رغبته هو في أن يكون آلهه أو كانت عبادته ناتجة عن مغالات أتباعة ورغبتهم في أطاعتة سواء كان هذا المعبود إنساناً أو شيطاناً , أو وثناً , أو صنماً أو كائناً من كان من شيء ... ] .

فالمراد بالطاغوت كل فرد أو طائفة أو إدارة تبغي وتستكبر عن عبادة الله , أو تتجاوز حدود العبودية , و تدعي لنفسها الألوهية والربوبية , ثم تنفذ حكمها في أرضه , و تحمل عباده على قبوله سواء كان بالإكراه أو بالإغراء , أو بالتعليم الفاسد

فاستسلام المرء لمثل تلك السلطة و تلك الإمامة , والزعامة , و تُعبّده لها ثم طاعته أياها - كل ذلك منه عبادة – و لا شك - للطاغوت

.

الطاغوت كل ما صرف العبد وصده عن عبادة الله وإخلاص الدين والطاعة له وفق مابعث به رسله وأنبيائه ،سواء في ذلك أن كان الطاغوت شيطاناً من الجن أو شيطاناً من الأنس والأشجار والأحجار وغيرها،ويدخل في ذلك بلا شك الحكم بالقوانين الأجنبية عن الإسلام وشرائعه،وغيرها من كل ما وضعه الإنسان ليحكم في الدماء والفروج والأموال،وليبطل بها شرائع الله ،من إقامة الحدود وتحريم الربا والزنا وغير ذلك مما أخذت هذه القوانين تحللها وتحميها بنفوذها ومنفذيها ،والقوانين نفسها طواغيت ،وواضعوها ومروجوها طواغيت ،وأمثالها كل كتاب وضعه العقل البشري ليعارض به الحق الذي جاء به أنبياء الله ورسله من عند ربهم..


أولاً : الطواغيت المشرعون عند العرب
:
كثير من الناس يظنون أن مواجهة الرسول محمد - في بداية الدعوة كانت مع الطواغيت الأموات , و لم يكن هناك طواغيت أحياء مشرعين مبدلين لدين أبينا إبراهيم , و لهذا سوف نذكر - بإذن الله - بعض الأمثلة من أولئك الطواغيت الأحياء المشرعين المحللين لما حرم الله ,المحرمين لما أحل الله سبحانه وتعالى , حتى تنكشف الغمة فيمن انتسب لهذه الملة و هو يشرع شرائع تُخرج فاعلها من الملة , و هذا على سبيل البيان والمثال , لا على سبيل الحصر والإجمال , كما يقال : بالمثال يتضح المقال .
ذكر ابن هشام في كتاب السيرة : ( إن عمرو بن لحي(*)خرج إلى مآرب من أرض البلقاء و بها يومئذ العماليق , فرآهم يعبدون الأصنام , فسألهم عنها , فأجابوه قائلين : هذه الأصنام نعبدها نستمطرها فتمطرنا , و نستنصرها فتنصرنا , فقال لهم : أفلا تعطونني منها صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه ؟! فأعطوه صنماً يقال له هبل , فقدم به مكة فنصبه وأمر الناس بعبادته و تعظيمه ) .
وفي رواية أخرى يقول : ( جعلت العرب عمرو بن لحي رباً لا يبتدع لهم بدعة إلا اتخذوها شريعة ...) .
و ذكر في موضع أخر أن قصي بن كعب بن لؤي أصاب ملكاً أطاع له به قومه , فكانت إليه الحجابة , والسقاية, والرفادة , والندوة , واللواء , فحاز شرف مكة كله , فكان أمره في قومه من قريش في حياته , و بعد موته كالدين المتبع لا يًعمل بغيره ...) .
و كذلك جُنادة بن عوف بن أمية الكناني : ( كان يوافي الموسم في كل عام , وكان يكنى أبا ثمامة , فينادي : ألا إن أبا ثمامة يجاب و لا يعاب , ألا إن صفر العام الأول حلال فيحل الناس , فيحرم صفر عاماً و يحرم المحرم عاماً ) .
و كذلك مالك بن نضلة الجشمي قبل إسلامه , و قبيلة غفار كذلك ممن يحلون الشهر الحرام , و يحرمون ما احل الله , و هذا النوع من التحليل والتحريم اسمه النسئ , و هو المذكور في كتاب الله تعالى :
﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾.[التوبة : 37 ] .

وهذا لايختلف كثيراً عن ما آل إليه حال هذه الأمة من عبادة أئمة المذاهب والمشائخ والعلماء الذين أبتدعوا من عندهم شريعة ساقطه لا أساس لها في القرآن ولادليل عليها من النقل ولا العقل وأدخلوها في الدين وهي ليست منه في شيء بل أننا ومنذ وقت متقدم جداً دخلنا في عبادة المشائخ والعلماء كما عبد يهود أحبارهم وعبد النصارى رهبانهم يحلون لهم الحرام فيستحلونه ويحرمون عليهم الحلال فيحرمونه وتلك عبادتهم ..تبعاً لطواغيتهم الذين هم


هناأهل العلم (بزعمهم) وخاصته


ثانيا : نماذج من التشريعات التي شرعوها في الجاهلية الأولى :

1 - ﴿ وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا ﴾[ الأنعام : 136 ] .
2 - ﴿ وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء﴾[ الأنعام : 138] .
3 - ﴿ أَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ﴾[ الأنعام : 138 ].
4 - ﴿ وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء﴾[لأنعام ]

5 - سيبوا السوائب : والسائبة هي الناقة التي تسيب بنذرها لآلهتهم فترعى حيث شاءت , ولا يُحمل عليها شيء , و لا يجز صوفها , و لا يحلب لبنها إلا لضيف . قيل: وكان الرجل منهم إذا قضيت حاجته سيب من ماله ناقة أو غيرها لطواغيتهم وأوثانهم .
6- و بحروا البحائر: و البحيرة هي الناقة التي يبحرون أذنها أي يشقونها شقاً واسعاً , و كانوا يفعلون بها ذلك إذا نتجت خمسة أبطن و كان الخامس أنثى .
7- و وصلوا الوصائل : و الوصيلة هي الشاة التي تصل أنثى بأنثى في النتاج .
8- و حاموا الحمائم : و الحمي هو فحل الضراب أي التلقيح , قيل إذا أتم ضراب عشرة أبطن قالوا : حمى ظهره , و تركوه أي للطواغيت , لا يحملون عليه شيئاً .

قال الله: ﴿ مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ ﴾[المائدة :103 ] .

أجل فقد زين هؤلاء الطواغيت "المشرعين" من علماء الدين وسادة الناس وكبرائهم للعوام أن يجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً , وأن يقتلوا أولادهم خشية الإملاق , و أن يقتلوا بناتهم خشية العار , فأطاعوهم في ذلك , قال تعالى : ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ !﴾[الأنعام:137] ووبخهم الله سبحانه و تعالى على هذه التشريعات التي هي من حقه سبحانه , فقال سبحانه :
﴿ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ ﴾[ النحل : 116 ] .
فمن ادعى لنفسه هذا الحق , حق التشريع , حق التحليل والتحريم , حق إنشاء الخطاب المتعلق بأفعال البشر على سبيل التكليف أو الوضع فقد جعل من نفسه نداً لله سبحانه , و خرج من الملة , و إن زعم أنه عالماً ربانياً أو توهم فيه الناس ذلك !! قال الله تعالى عما يشركون : ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ﴾[ الشورى : 21] ,
وقال ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾[ الأنعام : 121

[/justify]
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:09 PM
  #3
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

ثالثا : التحاكم عند العرب :

التحاكم معناه : هو اتخاذ الخصمين حاكماً برضاهما لفصل خصومتهما و دعواهما .
من الطبيعي أن منازعات كثيرة تقع بين أفراد القبيلة الواحدة , و أحياناً بين قبيلتين و ربما أكثر , ففي مثل هذه الحالات كلنا نتساءل طالما أنه ليس هناك حكومة لها دستور و جيوش و شرطة و مخابرات و قضاة , فما هي الجهة الصالحة إذن لحل المشكلات و فض المنازعات ؟
.
حتماً كانت هناك قواعد للتحاكم أو للتحكيم بين الأطراف المتنازعة , و بالتالي لابد من وجود حُكام أو محكمّين , و هؤلاء يعتبرون من جنس القضاة , و رؤساء الدول , و رؤساء البرلمان و من على شاكلتهم في عصرنا الحاضر , و هم بلا شك فصيلة من فصائل الطاغوت الذي نحن مأمورون بالكفر به , قال الله :﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾. [ النحل : 36 ] ، و قال: ﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ . [البقرة : 256 ] ، و قال: ﴿ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى... ﴾ . [الزمر : 17 ] ، فتأمل
..!!


وجاء في كتاب الأغاني : أن [ أكثم بن صيفي كان قاضي العرب ] وهذا يعني أن العرب كانت ترتضي قضاءه و تعترف به قاضياً صالحاً للقضاء في كل مكان من الجزيرة , و كذلك قالوا : في عامر بن الظرب أنه كان من حكماء العرب , لا تعدل العرب بفهمه فهماً , و لا بحكمه حكماً .
و كانت قريش من عاداتها توزيع المسؤوليات و الإختصاصات بين الأسر الكبيرة ، بحيث تُخص كل أسرة بنوع من المسؤولية تعتبر المرجع فيه , و كان " بنوهم " هم أصحاب الحُكم و القضاء في قريش , و كان القريشيون يرجعون إليهم في خلافاتهم ومنازعاتهم .
وممن أشتهر بالقضاء - القضاة من جنس الطاغوت - قبل الإسلام هم : حاجب بن زرارة , الأقرع بن حابس , و ربيعة بن مخاشن , و ضمرة بن ضمرة , و غيلان بن سلمة , و العاص بن وائل , و العلاء بن حارثة , و ربيعة بن حذار لبني أسد , و يعمر بن الشداخ , و سلمى بن نوفل لبني كنانة .

وأيا كان الأمرين هذا أو ذاك , فالثابت أنه كان للعرب قضاة أو حكام يقضون بينهم , و أن من هؤلاء القضاة من كان محلياً يقضي بين أفراد قومه فقط , و منهم من كان دولياً يقضي بين العرب جميعهم , و كان العرب يقبلون حكمه .

أما طريقة الحكم :
فكان لكل قبيلة مجلس بمثابة - البرلمان أومجلس الشورى في عصرنا الحاضر- و طريقة الحكم في هذه المجالس التشريعي , هو أن يحكم الملأ على حسب ما يرون من المصلحة أو على هواهم , و ليس من الضروري أن يجتمع الملأ في النادي ليتفقوا على ما يجب فعله , بل قد يفصل أحدهم في أمر ما في النادي أو السوق أو في بيته , ثم لا يجد من يخالفه من رفاقه لأنهم كلهم يسلكون هذا السبيل .
و الذين يقضون في هذه المجالس التشريعية هم السادة و الكبراء – و هم الطواغيت الأحياء , كما هو الحال في الجاهلية المعاصرة - أصحاب النفوذ المادي و المعنوي , و الذين كان الناس عادة يطيعونهم و يعملون برأيهم احتراماً أو خوفاً منهم , أو انسياقاً مع منفعة عاجلة عارضة ! .


الفصل الثالث
عقيدة الجاهلية الأولى في باب الولاء والبراء

تعريف الولاء بالمعنى الاصطلاحي :
الولاية هي النصرة والمحبة والإكرام , والإحترام , و ان تكون مع المحبوبين ظاهراً و باطناً .
تعريف البراء بالمعنى الاصطلاحي :
هو البعد والخلاص , و العداوة بعد الإعذار الإنذار .

أما ما كان عليه أهل الجاهلية الأولى في قضية الولاء و البراء , فهو كالآتي : لا يخفى أن المجتمع الجاهلي كان مؤلف من مجموعة قبائل و لكل قبيلة سيد كالملك في مملكته , و هو المرجع المسؤول عن أتباعه في السلم و الحرب , يقصده أصحاب الحاجات من أبناء القبيلة , و هو الرئيس الفعلي المدبر لشؤون قبيلته , و كان من ابرز سمات من يكون رئيساً للقبيلة , الشجاعة , و الكرم , و الخلق , و النجدة , و العفة ، و غير ذلك من الأخلاق الحميدة .(*)

فإذا نظرنا إلى المجتمع الجاهلي وجدنا أن عماده القبيلة , بها يحتمي العربي للدفاع عن ماله و نفسه , و الرابط الذي يجمع بين أفراد القبيلة و يربط شملها هو " الدم " أي النسب , فالقبيلة هي الحكومة الوحيدة التي يفهمها الإعرابي , و التي ينضوي في ظلها و ينفذ قراراتها دون إعتراض , و تستوفي القبيلة كافة مقومات الدولة عدا أنه ليس بالمهم أن كان للقبيلة موقع جغرافي له حدود معلومه أو يتغير الموقع للقبيله وحسب الحاجه للرعي والماء وماشابه من مقومات الحياة بتلك الحقب, وهكذا كان يتصور العربي الجاهلي الدولة على أنها القبيلة , فيكرس ولاءه لها و لا ولاء يكرسه لغير القبيلة .
و لكن لم يكن لها دستور مكتوب , و لا قوانين مقننة , اللهم إلا تقاليد وأعراف متوارثة راسخة , فالتزم القوم بها إلتزاماً دقيقاً , وجعلوها كالدين الذي يدينون به في سائر حياتهم اليومية وإن عارضت الحق , كما قال أحدهم :
و ما أنا إلا من غزية إن غوت
غويت و إن ترشد غزية أرشد !!


و هكذا تذبذب و تشتت الولاء و البراء عند الجاهلي , فأصبح للقبيلة نصيب , و للأرض نصيب , و للأصنام نصيب , و للأهواء نصيب , و للسادة والكبراء نصيب , وللأعراف والتقاليد نصيب , وأصبح يناظل ويقاتل ويكره ويحب , ويقرب ويبعد , على هذه المفاهيم السقيمة في الولاء و البراء .

وإذا كنت متوقفاً في تصوير حال المشركين في الجاهلية الأولى بالنسبة لعقائدهم وأعمالهم , فأنظر إلى حال العوام والجهلة من أهل هذه الجاهلية المعاصرة , فسوف ترى بأم عينيك بما لاشك فيه الجاهلية الأولى رأي العين ...عندئذ تقول سبحان الله ! ما أشبه الليلة بالبارحة ..!!


الباب الثاني عقائد الجاهلية المعاصرة

الفصل الأول
عقيدة الجاهلية المعاصرة في باب النسك

أولاً : الأصنام و الأوثان في الجاهلية المعاصرة :
ليس بالضروري أن تتمثل الأصنام في تلك الصور الأولية الساذجة من حجر أو خشب منحوتة على هيئة رجل , إنما يكون الصنم قبراً , أو قبة , أو طريقة منحرفة عن دين الإسلام كأن يقول الرجل اليوم أنه سني مثلاً أو شيعي , أويتبع أحد المذاهب ويدعوا له ..وحتى وان لم يدعوا له ..لأن الدين عند الله الأسلام وقد نهانا الله عن التفرق في الدين وعن التنابز بالألقاب ..
قال الله
ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(123) سورة النحل


 
 
وقال
إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20)سورة آل عمران


وقال
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ
(127)رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130)إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131)وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133)سورة البقرة

وقال
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ
(78)سورة الحج

وقال
بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ
(29)فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)سورة الروم


وقال
يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
(8)هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (9)سورة الصف

وقال
وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(135) قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (137) صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ (138) قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ (139)أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (140) تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (141)سورة البقرة

 

وقال
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً
(125)سورة النساء


وقال
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
(67)إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)

سورة آل عمران


أنظروا إلى هولاء كيف يقرأون كلام الله في القرآن ثم نرى منهم من يدعو الناس إلى فرقة أوطائفة من هذه الفرق والطرائق المبتدعة والمسميات التي ما أنزل الله بها سلطان ..ويبتغون غير الأسلام ديناً ..والله قد أرتضاه لهم ..!!

ومنهم من يصرف شيء من عبادتة لهذه الأصنام وأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء



وسنحاول في هذا الفصل ذكر بعض من الأوثان والأصنام التي تعبد اليوم , على سبيل المثال لا على سبيل الحصر و الإجمال , حتى تُجتنب و يعبد سبحانه وتعالى وحدة لاشريك له , ألا له الخلق و الأمر تبارك الله رب العالمين ؟!

أشهر الأصنام في الجاهلية المعاصرة
السنة_سني -أهل السنة والجماعة .سلفي .صوفي .تبليغي .أخونجي
.جامي .شيعي .جعفري .رافضي وووو إلخ إلخ من هذه الفرق والمسميات الوثنيه

نتسائل ونقول لهولاء..أين الأسلام.!! :

أين أين ملة أبراهيم..!!
 
كذلك من صور الوثنية في الجاهلية المعاصرة الأضرحة والتماثيل التالية:

1- في مصر : قبر[ السيد] البدوي , قبر [السيدة ]زينب , قبر الإمام الشافعي , قبر [السيدة] نفيسة , قبر الحسين ... الخ .
2-
في السودان : قبر [ السيد] الحسن , قبر الست مريم , قبر الشيخ فرح ود تكتوك , قبر الشيخ أبو جنزير , قبر [السيد ] هاشم ... الخ
.
3-
في ليبيا : قبر [ سيدي ] عبد السلام الأسمر , قبر [سيدي ] رافع , قبر [سيدي ] مرعي , قبر [ سيدي ] سعد , قبر رويفع الأنصاري ... الخ
.
4-
في سوريا : قبر نبي الله زكريا عليه السـلام , قبر نبي الله يحيى عليه السـلام , قبر [ السيدة ] زينب , قبر خالد بن الوليد , ... الخ
.
5-
في العراق : قبر علي بن أبي طالب , قبر عبد القادر الجيلاني , قبر أحمد الرفاعي , قبر الحسين , قبر أبو حنيفة النعمان ... الخ
.
7-
في أفغانستان : قبر عبد الأنصاري , قبر مهتر لام , قبر علي بن أبي طالب ! قبة موي مبارك " أي شعرة الرسول
" .
8-
باكستان : قبر بير بابا , كوتا قبر , بري إمام , قبر داتا دربار , قبر سلطان باهو
.



 
بالله عليك قل لي : أي الفريقين أهدى سبيلا ؟ و أي الداعين أقوم قيلا ؟
وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً
(125)سورة النساء

.

فأنظر هداك الله ما فعلت هذه الإعتقادات الشيطانية ؟

و أين وصل بها أهلها ؟ و إلى أين رمي بهم الشيطان ؟

و كيف اقتادهم و تسلط عليهم حتى انقادوا له ما كان يطمع في مثله و لا في بعضه من عباد الأصنام , فإنا لله و إنا إليه راجعون ! .

و لكن الأدهى و الأمر هم أولئك المشايخ الذين يتأولون و يعتذرون لهؤلاء المشركين شركهم , و يقولون لهم هذا من جنس التوسل , وذاك أختلاف في المذاهب
!!! .

و يقولون أن ما بينه القرآن من بطلان شرك المشركين خاص بهم لذواتهم , و ليس فيه حجة على من يفعل مثل فعلهم , لأن المشركين في زمن البعث كانوا يعتقدون في الأصنام , اعتقاداً مستقلاً عن الله , يعتقدون فيهم القدرة على منح الخير و الفلاح , و السعادة !! .

سبحان الله ! لو كانوا يعتقدون في الأصنام ذلك لما احتاجوا إلى جعلهم شفعاء لديه سبحانه وتعالى , قال الله : ﴿ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ﴾.[ يوسف : 106 ] ، و قوله تعالى
:
﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ﴾.[ الأنعام : 1
].
فالمشركون لم يكونوا يعدلون غيره معه بمجرد الإعتقاد , و إنما كانوا يعدلون به غيره في المحبة والإجلال و التعظيم
.
و لا يخفى فساد هذا الرأي الذي يعتقد أن التوحيد إعتقادي فقط , و أن الشرك في الإرادة إذا لم يتضمن شرك في الإعتقاد لا يكون شركاً
! .

والله قال : ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ﴾. [ سبأ : 22
].


وقال : ﴿ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّمَّا يَعْبُدُ هَـؤُلاء مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُم مِّن قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ﴾. [ هود : 109 ] .
وقال : ﴿وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾. [ المؤمنون : 17
].
و قوله تبارك و تعالى
:
﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً﴾.[الفرقان : 55
]
و قوله سبحانه : ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾. [الفرقان : 44
].
.

و الحقيقة التي لا مناص من الإعتراف بها أن مرد هذا لأمر الجلل هما شبهتان
:
الشبهة الأولى : عدم طروء الشرك على هذه الأمة و إنما فعلت ما فعل المشركون الأولون
.
و الشبهة الثانية :عدم صحة تنزيل الآيات التي نزلت في المشركين الأولين فيمن فعل فعلهم في هذا الزمان
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:27 PM
  #4
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني

عقيدة الجاهلية المعاصرة فى باب الحكم والتشريع

تمهيد
:
لابد للقارئ فى هذا المقام من الإلمام بمعانى هذه الكلمات (الإلَٰهً – والرب - والعبادة) إلماماً شاملاً لأن حصرها فى معانى ضيقة هى من أكبر الأسباب التى أدت بالناس إلى الجهل بدعوة القرآن .
فإذا دعاهم القرآن ألا تتخذوا من دون الله إِلَٰهًا ، ظنوا أنهم وفوا مطالبة القرآن حقها لما تركوا الأصنام و اعتزلوا الأوثان ، و الحال أنهم لا يزالون متشبثين بكل ما يسعه و يحيط به مفهوم (الإلَٰهً) ما عدا الأوثان و الأصنام !
وإذا ناداهم القرآن أن الله تعالى هو الرب ، فلا تتخذوا من دونه رباً ، قالوا : ها نحن أولاء لا نعتقد أحداً من دون الله رباً لنا ،وبذلك قد كملت عقيدتنا فى باب التوحيد ! والواقع يشهد أنهم قد أذعن أكثرهم لربوبية غير الله من حيث المعانى الأخرى ! .

وإذا خاطبهم القرآن أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، قالوا : نحن لانعبد الأوثان ، ونبغض الشيطان ونلعنه
!!!
وقد امتثلنا هذا الأمر القرآنى امتثالاً ، والحال أنهم لا يزالون متمسكين بأذيال الطواغيت الأخرى غير المنحوتة ، كالحكام ، والزعماء ، والعلماء ,والقوانين الوضعية ، والمجالس الشركية والقبور !!!

من معانى هذه الكلمات :
كلمةإِلَٰهً تطلق على المعبود ، يسأل فيعطي ، والإجارة ، والتعالي ، والهيمنة ، وتملك القوى التى يرجى بها أن يكون المعبود وهاباً معطياً لاينقص عطاؤه من مماعندة شيئأً ، مجيراً لايجار عليه.
:

﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴾[ الشعراء : 29 ].
.

و من معانى كلمة الرب : العلو ، والرئاسة ، والتملك ، والسيادة ، أى السيد المطاع ، والرئيس ، وصاحب السلطة النافذ الحكم ، والمعترف له بالعلو والسيادة
.

قال تعالى يقص لنا قصة الطاغية فرعون : ﴿ فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾[ النازعات : 23 – 24 ]. صاحب السلطة النافذ الحكم ، والرئيس المطاع المعترف له بالعلو والسيادة
.

و من معانى كلمة العبادة : من معانيها : الخضوع والتذلل ، أى استسلام المرء وانقياده انقياداً لا مقاومة معه ، ولا عدول ، ولا عصيان له
.

قال تعالى :﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[ النحل
: ]
و قال تعالى :
﴿ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ * إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً عَالِينَ * فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ ؟!﴾[ المؤمنون : 45 – 47]




.
جاء فى الحديث الشريف عن عدي بن حاتم رحمنا الله وإياه، أنه قال : (دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفى عنقى صليب من ذهب فقرأ : ﴿اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ َوالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ﴾[ التوبة : 31 ] قال : قلت : إنهم لم يعبدوهم ! فقال : - صلى الله عليه وسلم- بلى إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فذلك عبادتهم إياهم) .


:


﴿ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْإِلَٰهًا وَاحِداً لاَّ إِلَٰـهَ إِلاَّ هُوَ﴾..والحق أن الله إذا حرم الشئ فهو الحرام ، وما حلله فهو الحلال ، وما شرعه اتبع وما حكم به نفذ " . : إن العبادة هى الإتباع فى الشرائع بنص القرآن وتبليغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاليهود والنصارى لم يتخذوا الأحبار والرهبان أرباباً بمعنى الإعتقاد بألوهيتهم أو تقديم الشعائر التعبدية إليهم ومع هذا فقد حكم الله سبحانه عليهم بالشرك فى هذه الآية وبالكفر فى آية تالية فى السياق لمجرد أنهم تلقوا منهم الشرائع فأطاعوها واتبعوها فهذا وحده دون الإعتقاد والشعائر يكفى لإعتبار من يقبله مشركاً بالله ..الأمر الذى يخرجه من عداد المؤمنين و يدخله فى عداد الكافرين) .
*
وبعد . وها نحن أولاء قد وصلنا إلى المعركة الحقيقية ، التى كانت والتى ستكون موضوع الصراع الحقيقى بين الإسلام والجاهلية فى كل صورها وأشكالها ... لقد كانت معركة العقيدة على السلطان وعلى الحاكمية ... على تعبيد البشر ... وكانت فى صميمها تدور حول الإجابة على هذا السؤال ... لمن تكون السيادة وحق التشريع فى نظام الأرض وفى حياة الناس ؟

لله وحده ... أم أتخذتم من دونه إلَٰهةً وأرباب ؟
! .


*
لمن السيادة وحق التشريع فى هذه الجاهلية المعاصرة ؟

تعريف بمعنى السيادة :

السيادة هى : السلطة العليا المطلقة التى تملك وحدها الحق فى إنشاء الخطاب المتعلق بأفعال المواطنين على سبيل التكليف أو الوضع
.
والتكليف : قد يكون تكليفاً بفعل شئ أو تكليفاً بتركه ، أو تخييراً بين الفعل والترك ، فخطاب التكليف هو الخطاب المتعلق بجعل الشئ واجباً أو محرماً أو مباحاً .
أما الوضع : فهو الربط بين شيئين برابطة السببية ، أو الشرطية ،أو المانعية ، فخطاب الوضع هو الخطاب المتعلق بجعل الشئ سبباً ، أو شرطاً ، أو مانعاً .
وعلى هذا فالسيادة هى السلطة المطلقة التى تفردت بالحق فى إنشاء الخطاب الملزم المتعلق بالحكم على الأشياء والأفعال ، فهى التى تملك جعل الفعل واجباً ، أو محرماً ، أو مباحاً ، وهى التى تملك جعل الشئ سبباً ، أو شرطاً ، أو مانعاً .
هذا ، ويلاحظ أن السيادة والديمقراطية تعبيران عن فكرة واحدة ، فالسيادة هى التعبير القانونى ، والديمقراطية هى التعبير السياسى .
ولقد تجسدت مظاهر السيادة فى الجاهلية المعاصرة فى ثلاثة مظاهر رئيسية :
الأول : السلطة التشريعية : ودورها سن القوانين التى يُتحاكم إليها فى الدماء والأموال ، والأعراض ، وفى كل شئون الحياة .
الثاني : السلطة التنفيذية : ووظيفتها المحافظة على النظام العام ، والسهر على حماية هذه القوانين .
الثالث : السلطة القضائية : ووظيفتها حل المنازعات ، والفصل فى الخصومات ، وفقا للقوانين الصادرة من السلطة التشريعية .
وباستقراء الدساتير الصادرة فى البلاد العربية وغيرها ، تجد أن هذه النظرية قد تم النص عليها صراحة فى هذه الدساتير ، كما أنه باستقراء الواقع العملى فى هذه البلاد تجد أن إقصاء الشريعة ، وتحكيم القوانين الوضعية ، هو السمة البارزة على أنظمة الحكم فيها ،





وأن فصل الدولة عن الدين هو الواقع العملى المستيقن فى ظل هذه النظم ، وإن كان النص على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام لا يزال موجوداً فى أغلب هذه الدساتير .(*)

وفيما يلى ذكر بعض هذه الدساتير التى نصت على هذه النظرية فى البلاد العربية وغيرها ، مع الإشارة إلى ما تشتمل عليه من نص على حق الأمة فى التشريع ، وسن القوانين :
-


تنص المادة الثالثة من دستور جمهورية مصر العربية ( 1971) على أن : (السيادة للشعب وحده ، وهو مصدر السلطات ، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها ، ويصون الوحدة الوطنية على الوجه المبين فى الدستور ) .
-


وتنص المادة (86) على أن : (يتولى مجلس الشعب سلطة التشريع ، وذلك على الوجه المبين فى الدستور)
-


وتنص المادة الثانية فى فقرتها الثانية من دستور الجمهورية السورية الدائم (1973) : (السيادة للشعب ، ويمارسها على الوجه المبين فى الدستور) .
-


وتقضي المادة الأولى من دستور الجمهورية الليبية بأن : (ليبيا جمهورية عربية ديمقراطية السيادة فيها للشعب) .
-


وتؤكد المادة الثانية من دستور جمهورية العراق (1970) : (أن الشعب مصدر السلطة وشرعيتها).
-


وينص الفصل الثاني من دستور المملكة المغربية على أن : (السيادة للأمة ، تمارسها مباشرة بالاستفتاء ، وبصفة غير مباشرة على يد المؤسسات الدستورية ) .
-


وتقضي المادة الثالثة من دستور دولة الكويت بأن : (نظام الحكم فى الكويت ديمقراطي السيادة ، فيه للأمة مصدر السلطات جميعاً ، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور ).
-


وتقول المادة (24) من دستور المملكة الأردنية الهاشمية أن : (الأمة مصدر السلطات ، وتمارس الأمة سلطاتها على الوجه المبين فى هذا الدستور ).
-


وتنص المادة (25) من هذا الدستور على أنه : (تناط السلطة التشريعية بمجلس الأمة والملك ، ويتألف مجلس الأمة من مجلس الأعيان والنواب) .
-


وجاء فى الفصل الثالث من دستور الجمهورية التونسية أن : (الشعب التونسي هو صاحب السيادة ، يباشرها على الوجه الذى يضبطه هذا الدستور) .
-


وجاء فى الفصل (18) من هذا الدستور : (يمارس الشعب السلطة التشريعية بواسطة مجلس نيابي يسمى مجلس الأمة ) .
-


وتقضى المادة الثانية من دستور السودان الدائم (1973) بأن : (السيادة فى جمهورية السودان الديمقراطية للشعب ، و يمارسها عن طريق مؤسساته ومنظماته الشعبية والدستورية ) .
-


وتنص المادة (8) على أن : (يتولى مجلس الشعب مع رئيس الجمهورية السلطة التشريعية ) .

ويقضي دستور الجمهورية الإسلامية !الموريتانية فى المادة (7) بأن : (الشعب هو صاحب السيادة ... لا يقرر أي تنازل عن السيادة جزئياً كان أم كلياً إلا بعد قبول الشعب له ) .

-



وتنص المادة (26) من هذا الدستور بأن : (السلطة التشريعية من إختصاص المجلس النيابي).
-


وجاء فى الفقرة (د) من المادة الأولى من دستور دولة البحرين (1973) أن :
(


نظام الحكم فى البحرين ديمقراطي السيادة ، فيه للشعب مصدر السلطات جميعاً وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور ) .
-


وجاء فى المادة (42) من هذا الدستور : (لا يصدر قانون إلا إذا أقره المجلس الوطني ، وصدق عليه الأمير) .
-


وفى دستور الجزائر (1976) تنص المادة الخامسة منه على أن : (السيادة الوطنية ملك للشعب ، يمارسها عن طريق الإستفتاء ، أو بواسطة ممثليه المنتخبين ) .
-




وتنص المادة (79) من هذا الدستور على أنه : (إذا انتهت مدة مجلس الشعب الأعلى أثناء حالة الدفاع جاز له أن يقرر بأغلبية أصوات أعضائه أو بناء على قرار مجلس الرئاسة أن يمد مدته حتى تنتهي حالة الدفاع ) .

هذه هى حقيقة الأمر فى هذه الجاهلية المعاصرة ، السيادة فيها ليست لله ، والمشرع فيها ليس الله سبحانه وتعالى ، وإنما ذلك الثالوث الشيطاني : رئيس الدولة ، ومجلس الأمة ، والشعب ! ، وهى مطلقاً لا تخضع لا لله سبحانه وتعالى ،- . !!!


أما إذا رجعنا إلى السيادة فى دين رب العالمين ، نجد أن المولى سبحانه وتعالى يقرر فى كتابه
:

﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾[ يوسف : 40 ] ، ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾[ الأعراف : 54 ] ، ومقتضى ذلك كله : أن الله تبارك وتعالى هو صاحب السيادة والحاكمية ، وأن الطاعة واجبة لما يأمر به ، ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .




أذاً نقول بقول من قال: إن السيادة أو الحاكمية هي لله وحده بيده التشريع ،وليس لأحد – وإن كان نبيا- أن يأمر وينهى دون أن يكون له سلطان من الله ،والنبي أيضا لا يتبع إلا ما يوحى إليه ،وما وجب على الناس طاعة النبي إلا لأنه لا يأتيهم إلا بالأحكام الإلهية قال تعالى : ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾ [سورة النجم 53/4:3
]

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (64)﴾ [سورة النساء 4/64].)




(
إن التوحيد ينفي فكرة حاكمية البشر ،ويقضي عليها بالعدم ،سواء أكانت هذه الحاكمية لفرد من الأفراد ،أو طبقة من الطبقات ،أو بيت من البيوت ،أو أمة من الأمم ،أو لجميع من على ظهر الأرض ...الحاكمية لا يستحقها إلا الله وحده سبحانه وتعالى عما يشركون،فلا حاكم إلا الله ولا حكم إلا حكمه ،ولا قانون إلا قانونه ) .

ونقول بقول من قال :إن هذا الدين يقرر أن التحليل و التحريم هو من شأن الله وحده لأنهما أخص خصائص الألوهية ، فلا تحريم ولا تحليل بغير سلطان من الله ، فالله وحده هو الذى يحلل للناس ما شاء ، ويحرم على الناس ما شاء ..وراغمةً انوف العباد يسلمون لحكمة وأن خفيت عليهم حكمتة سبحانه من تحليل هذا الشيء أوتحريم ذاك الشيء ..، وليس لأحد غيره أن يشرع فى هذا وذاك ، وليس لأحد أن يدعي هذا الحق ، لأن هذا مرادف تماماً لدعوى الألوهية ) .

وهذه هى النظرية الإسلامية فى الحل والحرمة تشمل كل شئ فى الحياة الإنسانية ولا يخرج عن نطاقها شئ فى هذه الحياة ... إنه ليس لأحد غير الله أن يحل أو يحرم فى نكاح ، و لا فى طعام ، و لا فى شراب ، و لا فى لباس ، و لا فى حركة ، و لا فى عمل ، و لا في تعامل ، و لا فى ارتباط ، و لا فى عرف ، ولا فى وضع إلا أن يستمد سلطانه من الله حسب شريعة الله
) .
: والتحليل والتحريم – أى الحظر والإباحة – شريعة ..ودين ، فإذا كان الذى حلل وحرم هو الله ، فالناس إذن فى دين الله، وإن كان الذى يحرم أو يحلل أحداً غير الله ، فالناس إذن يدينون لهذا المحلل والمحرم ، وهم إذن فى دينه لا فى دين الله! .
و لا يكفى أن يتخذ البشر لأنفسهم شرائع تشابه شريعة الله ، أو حتى شريعة الله نفسها بنصها إذا نسبوها لأنفسهم ، ووضعوا عليها شاراتهم ، ولم يردوها لله ، ولم يطبقوها باسم الله إذعاناً لسلطانه ، واعترافاً بألوهيته ، وبتفرده بهذه الألوهية ، التفرد الذى يحرر العباد من حق السلطان والحاكمية ، إلا تطبيقاً لشريعة الله ، وتقريراً لسلطانه فى الأرض .
و لقد عني الإسلام بتقرير هذه النظرية ، وكرر الجدل مع الجاهلين فى كل ما حرموه وما حللوه ... فكان يسأل فى استنكار :﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ﴾[ الأعراف : 32 ] .
﴿قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾[ الأنعام : 151 ].
﴿ قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145)﴾ [ الأنعام : 145 ] .




والمسألة على هذا الوضع هى مسألة الألوهية وخصائصها ، وهى مسألة الدين ومفهومه ، وهى مسألة الإيمان و حدوده ، فلينظر المسلمون فى أنحاء الأرض أين هم من هذا الأمر ؟ أين هم من هذا الدين ؟ وأين هم ملة أبراهيم حنيفاً وماكان من المشركين ؟ ..أين هم من الإسلام ؟ وإن كانوا ما يزالون يصرون على ادعائهم للإسلام!!! .

ومن هنا تأتى ضرورة التأكيد على هذا الأمر ، قضية الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، حتى يستفيض البلاغ ، وتقام الحجة ، وتسقط المعاذير ، وتبرأ الذمة أمام الله سبحانه وتعالى ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحي من حيا عن بينة.

ولقد تقرر فى محكمات الشريعة ، وبديهياتها الأولى ، أن الله سبحانه له الخلق والأمر ، كما قال تعالى :
﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾[ الأعراف : 54 ] ، والأمر لانفهم له معنىً له غير أنه ((الأمر مطلقاً))غير مقيد بعرف أو قانون أو أتباع سلف أو قياس أو أجماع..‘لخ ‘لخ من هذه الحيل الشيطانيه التي أضل بها علماء الضلالة ورؤس الفتنة أمة نبي الله محمد .. فتعالى الله علواً كبيراً عما يصفون :




.


ولا يخفى أن المتأمل فى تاريخ الجاهلية قبل البعثة المحمدية على صاحبها الصلاة والسلام ، لا يجد أنه قد سجل لنا مقولات أحد من البشر ادعى أنه يملك الأمر مطلقاً ، وأنه خالق مع الله فى مملكته ، ولكن سجل لنا مقولات بعض الطواغيت والجبابرة ، والأحبار والرهبان ومشائخ وعلماء السوء ، الذين قد نازعوا الله سبحانه فى الأمر الشرعي ، وادعوا لأنفسهم الحق فى الأمر والنهي والتشريع المطلق ، فأحلوا ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله .




فجاء أهل هذه الجاهلية المعاصرة من حكام ومن على شاكلتهم ، وجعلوا لأنفسهم حق التشريع ، وحق الاقتراح ، و حق الإصدار ، وحق الاعتراض والتصديق ، وحق التحليل والتحريم ، ونقلوا هذا الحق لمجالس الوزراء والنواب ، و للأمة ، و للشعب ، وللبرلمانات ، وللدساتير ، وهم بذلك قد نازعوا الله سبحانه وتعالى فى أخص خصائص ألوهيته ! .

و لا شك أن إفراد الله بالأمر كإفراده بالخلق ، و لا فرق ، و أن الخروج عن أحدهما إشراك بالله، ومنازعة له فى أخص خصائص الألوهية ، قال تعالى :

﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾[ يوسف : 40 ].




فكيف حدث في أمتنا هذا ..وكيف أصبح بيننا من يزعم وبكل وقاحة فجة أن هؤلاء الحكام الكفرة الفجرة – وكما مر معنا – الإقرار بحق التشريع لغير الله حتى تصبح نصوص الشريعة الإسلامية لا تكتسب صفة القانون – عندهم – إلا بصدورها عمن يملك حق التشريع – عندهم – أما صدورها عن الله فلا يعطيها صفة القانون لأنه سبحانه – عندهم – ليس مصدّراً لقرار وليس من حقه التشريع !!!


سبحان الله !﴿ أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ﴾ !! [القمر : 43 ] .

و لكي يتضح لك الأمر، وتنجلي عنك كل شبهة ، ولا يبقى فى ذهنك مجال لتلبيس أهل الباطل ، وعلماء السلطة الأموت منهم والأحياء، و وعاظ الشرطة ، ممن ينافحون عن هذا الباطل وطغيانه ، فإياك أن تغتر بالأسماء وضخامتها ، فإن هذا زمان البهارج والزخارف ، والألقاب الخادعة ،من تلك على شاكلة أمام المذهب و شيخ الأسلاموعلامة العصر والآوان فكل داعي إلى غير الدين القيّمه واجب عليك أن تتبرأ منه وتفر إلى الله من مولاته ..فضلاَ عن أجابتة إلى باطلة الذي يدعوك له ..فها نحن أخي المبارك نضع بين يديك أمثلة مما تحويه هذه القوانين الطاغوتية ، من تحليل وتحريم ، وكفر وشرك ، لتكون على بينة من أمر دينك ، فإليك ذلك .


__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:42 PM
  #5
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

*
نماذج من تحليل وتحريم طواغيت هذه الجاهلية المعاصرة !

تعريف بمعنى كلمة التحليل :

معنى التحليل فى اللغة هو ضد التحريم ، واستحل الشئ : عده حلالاً ، وحلل الشئ : أباحه ، يقول الله
:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً ﴾[البقرة : 168 ] ، وفى الحديث : (والحلال ما أحله الله فى كتابه) .
أحل : خرج من إحرامه ، فجاز له ما كان ممنوعاً منه ، وأحل الشئ : أباحه ، يقول الله :
﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾[ البقرة : 257 ] .




و جاء فى المعجم الوسيط في معنى كلمة (استحل ) عند العرب .. قال : ( استحل فلان فلاناً الشئ سأله أن يحله له ) و تزاد الهمزة والسين والتاء لتفيد الإعتقاد في الشئ وأنه على صفة أصله ، نحو استكرمته أي اعتقدت فيه الكرم
.

و ذكر ابن منظور : من أن استحل فلان الشئ عده حلال ، تزاد هذه الأحرف الثلاثة لتفيد الاتخاذ ، نحو استعبد فلان فلاناً إذا عبدا ، واستأجره اتخذه أجيراً ، وعلى هذا ما ذكره الفيروزبادي فى معنى استحل حيث قال :
"




واستحله إذا اتخذه حلالاً " ، ومن هذا يتبين أن كلمة استحل استحلالاً ، وتأتي فى اللغة بمعنى : طلب جعل الشئ حلالاً ، وبمعنى اعتقاد أنه حلالاً ، وبمعنى اتخذ الشئ حلالاً
.

تعريف بمعنى كلمة التحريم :هو ضد التحليل ،


والحرام : الممنوع من فعله ، من جهة من يترسم أمره .

وكل تحريم ليس من قبل الله فليس بشئ ، وفى الحديث : ( والحرام ما حرم الله فى كتابه
).




فإذا كان ذلك كذلك فقد أباحت هذه الطواغيت ما حرمه الله ، وحرمت ما أحل الله ، وسوف نعرض - إن شاء الله - بعض الأحكام على سبيل المثال والبيان ، التي حرمها الله ، وأباحتها القوانين الجاهلية ، أو العكس
.


وبعد فنحن لا نستغرب هذا الكفر من أحفاد جنكيز خان ، ومصطفى أتاتورك ، ولكننا نستغرب من أقوال أصحاب الأذواق الرقيقة ، وأصحاب الورع الفاسد ، المدافعين عن هؤلاء الطواغيت ، نقول لهم هذا هو الواقع المستيقن الذي تمارسه السلطات الطاغوتية ، في المحاكم الوضعية صباحا مساءا ! فهل أنتم منتهون ؟!
! .

و قد تقرر: أن من بدل شريعة واحدة من شرائع الإسلام فقد كفر ، وخرج من الملة ، فكيف بمن زعم لنفسه حق التشريع بغير سلطان من الله سبحانه وتعالى ؟! و لقد جاءنا عن الصادق المصدوق نوراً و برهاناً بهذا الصدد ، فعن البراء بن عازب رضى الله عنه ، قال : " مر اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم - بيهودي محمماً مجلوداً ، فدعاهم فقال : أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ قالوا : نعم ، فدعا رجلاً من علمائهم قال : أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم ؟ قال : لا و لولا أنك أنشدتني بهذا لم أخبرك ، نجده الرجم ، ولكنه كثر في أشرافنا ، فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه ، وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد ، فقلنا : تعالوا فلنجتمع على شئ – وفي رواية – فاصطلحوا على هذه العقوبة – نقيمه على الشريف والوضيع ، فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم ! ، فقال النبئ - صلى الله عليه وسلم - : اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه ، فأمر به فرجم ، :



يقول : اتوا محمداً فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه ، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا ، فأنزل الله تعالى
:

﴿وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾[ المائدة : 44 ] .، الأيات كلها في الكفار " .

فتأمل في قولهم ( تعالوا فلنجتمع على شئ ) ، وقولهم في الرواية الثانية ( فاصطلحوا على هذه العقوبة ) ، فهم بزعمهم هذا أنهم يحرمون الزنا بتحريم التوراة ، و لكنهم لايحكمون على الزناة بحكم التوراة.. فغيرواعقوبة الزنا بدلاً من الرجم الذي هو حكم الله عندهم في التوراة..وجعلوه التحميم والجلد ،
التحميم: قيل هو: تسويد الوجه والظهر بالقار



وهم مع ذلك يشعرون بالإثم ، ويريدون مخرجاً
فقهياً لهذه القضية ، فقالوا إتوا محمداً ، فإن أفتاكم بهذا كان حجة لكم عند الله !!

..واليهود حين اجتمعوا فيما بينهم على جلد الزاني وتحميمه بدلا من الرجم وهو حكم الله في كتاب الله التوراة العظيم،..وقالوا نجتمع على أمر نجعله في الشريف والوضيع فينا ،فأجتمعوا على الجلد والتحميم ،فكل من قبل هذا التشريع أو التكليف ودخل في عموم المخاطبين به فقد وقعت عليه الطاعة والعبادة التي يكون بها الشرك والكفر بمجرد ذلك ،وإلا فقد لا يقع زنا في جيل أو جيلين وبالتالي لا يكون جلد ولا تحميم .

والأمر كذلك لم يتوقف على التحليل والتحريم فهم لم يحلوا الزنا،إنما حرموه بتحريم التوراة ،ولكنهم غيروا حكم الله.. ،أذاً فالمسألة هنا تضمنت قبولهم بتشريع غير الله ,، قال الله﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾ [سورة الشورى 42/21
]،
ويتضمن قبول التكليف من غير الله ،والذي قبل التكليف من الأحبار والمشائخ بتغير عقوبة الزاني لم يرتكب زناً ،ولم يستحله ولم يحله له أحد ،بل هو لايزال يحرمه بتحريم التوراة ،والأحبار والمشائخ هم أيظاَ لايزالون يحرمونه عليه بتحريم التوراة،ولم يقع منه معصية الزنا ولا أطاع أحداً فيها ،وإنما وقع في أطاعة المشائخ والأحبار وقبول التكليف من غير الله.. ...)




...
فاليهود عندما اصطلحوا على الجلد والتحميم بدلا من الرجم ،كانوا متأثمين يبحثون عن مخرج فقهي ،ولذلك قالوا : انطلقوا إلى هذا النبي فإنه بعث بالتخفيف ،فإن أفتاكم بالجلد والتحميم كان حجة لكم عند الله﴿وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا ﴾..).

فتأمل في حكم الله عز وجل في من بدل حكم واحد ، وهو متأثم فيه ، ويبحث له عن مخرج أياً كان هذا المخرج وذلك ليتخذ منه حجةً له عند الله سبحانه و تعالى



، فكيف بمن بدّل وغيّر ، بل وجعل دساتيراً كاملة في جميع مجالات الحياة ، من سياسة ، واقتصاد ، واجتماع ، وحرب وسلم ، وفي هذا لاشك مخالفة صارخة لأحكام الله تبارك وتعالى وأستبدال جذري لحكم الله ؟!




لذلك نرى أنه يجب إشاعة العلم بهذه القضية ، قضية البراءة من هؤلاء الطواغيت ، والخروج عليهم ، وأنها جزءاً لا يتجزأ من الإعداد للمعركة الفاصلة بين الإسلام والجاهلية ، بين المسلمين المجاهدين وهؤلاء الحكام الطغاة ، معركة لإخراج العباد من عبادة العباد الحكام والطواغيت ، إلى عبادة رب العباد الواحد القهار ، وأن عدم تبني هذا الفكر لا تعني إلا محاولة للتهرب من المواجهة الحقيقية وتبعاتها ،وهو يعتبر ضرب من ضروب تحريف الكلم عن مواضعه ، ولا شك أنه من جنس أعمال اليهود والنصارى الذين قال الله فيهم : ﴿ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ﴾[ المائدة : 13
] .

و حسبنا أن نعلم أن الغبش بهذه القضية يؤدي إلى القول بإسلام هؤلاء الطواغيت ، ثم شرعية حكوماتهم الكافرة ، ومن ثم عدم الخروج عليهم لأنهم أولي الأمر وإن كان عندهم شئ من الفسق والظلم !! ، ومن خرج عليهم فهو باغي شاء أم أبى !! ، إذن فالقضية في حد ذاتها لها بعدين ، بعداً شرعياً يترتب عليه تقييم المجتمع تقييماً شرعياً صحيحاً ، وبعداً حركياً يترتب عليه وضع مناهج لهذه المجتمعات ، فتفكر يرحمك الله ، وكن ممن يحقق العبودية الكاملة لله ، بالكفر بالطواغيت ، والخروج عن مناهجهم الباطلة ، وشرائعهم الكفرية الظالمة ، و تبرأ منها و من واضعيها ومتبعيها ، ولانقول غير أن هذا هو الأصل الأصيل ، والركن المتين ،الذي لا يتحقق إسلام المرء وإيمانه إلا به ،وقولنا أنما هو نابع عن قناعة ذاتيه ولو أننا حقيقتاً لانتبع ولانسمع ولانطيع في ديننا وديانا غير الله ومابلغنا من أوامره ونواهيه عن طريق رسله عليهم سلام الله جميعاً ..ولانقلد في هذا شيخاً ولانعتقد فيه بمعتقد أياً كان ..ولسنا نعبد الله على منهج السنة ولا على منهج الشيعة أننا تركنا ملة قومنا وأشهدوا بأننا مسلمين....فافهموا ذلك جيداً ، وكونوا من أهل لا إله إلا الله كفراً بالطاغوت وفراراً إلى الله من تلك السبل الشيطانيه التي سلكوكم فيها علمائكم والله يشهد أننا مسلمين له حنفاء مخلصين له الدين فأن شئتم آمنوا بمثل ما آمنا به ..وأي دعوة خير من دعوتنا أن نريد منكم إلا أن تؤمنوا بالله ولاتشركوا فيه عبادة ربكم أحدا ..وتكفروا بالجبت وبالطاغوت ومانريد منكم جزاءً ومانريد منكم شكوراً فياقومنا أجيبوا داعي الله وأتقوا الله ربكم ولاتقولوا على الله بغير علم أأنتم خير أم قوم نوح أم قوم عاد وثمود وقوم تبع..!!

أأنتم خير أم القرون الأولى
..!!


اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ
(1)وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ (3)وَلَقَدْ جَاءهُم مِّنَ الْأَنبَاء مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ (4) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ (5)فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ (6)خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ (7) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (8)كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ (10)فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاء لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (17) كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (18)إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ (19)تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ (20) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (21)وَلَقَدْيَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (22) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23)فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ (26)إِنَّا مُرْسِلُو النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27)وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاء قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (31)وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (32)كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (33) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ (34) نِعْمَةً مِّنْ عِندِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَن شَكَرَ (35)وَلَقَدْ أَنذَرَهُم بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ (36) وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ(37)وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ (38) فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ (39)وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (40)وَلَقَدْ جَاء آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ (42) أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِي الزُّبُرِ (43) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44)سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (45) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ (46)إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49)وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ (50)وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52)وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ (53) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)

سورة القمر



فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى (50)قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى (51)قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى(52)الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى (53)كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى (54)
سورة طة



__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:49 PM
  #6
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

: جريمة السرقة



قال الله :

﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[ المائدة : 38 ] ،

.

أما عقوبة السرقة في حكم الطواغيت : فالأصل في السرقة أنها جنحة يعاقب عليها بالحبس ، مدة لا تتجاوز سنتين أو ثلاث ، فقد جاء في المادة الشيطانية رقم ( 141 ) من قانون الدول العربية : ( يعاقب السارق بالحبس مدة لا تزيد على ثلاث سنوات) .
و قد لا نغالي إذا قلنا : إن بعض المتحمسين يظنون أن الحاكم الذي يقطع الأيدي يعتبر ولى الأمر ، وبيعته واجبة ، وإن كان موالياً للغرب والشرق ، أو كان مبدّلاً لشريعة الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
، ومتبع لقانون الشيطان في جميع شؤون الحياة الأخرى!! ،يقال أن ( القطع كان معمولاً به في الجاهلية فقرر في الإسلام وزيدت شروط أخر ، كما كانت القسامة ، والدية ، والقراض ، وغير ذلك من الأشياء التي ورد الشرع بتقريرها على ما كانت عليه
.
ويقال أن أول من قطع الأيدي في الجاهلية قريش ، قطعوا رجلاً يقال له دويك مولى لبني مليح بن عمرو من خزاعة كان قد سرق كنز الكعبة ) .





ألا يحق لنا بعد هذا أن نستغرب عزوف بعض أصحاب اللحى عن دراسة قضية الحاكمية والتشريع في هذه الجاهلية المعاصرة ونقول لهم : أنه لا يوجد فرق في دين الله بين تكفير أصحاب شرك القبور وتكفير أصحاب شرك القصور !! وكأني بهم وحالهم هذا يقولون : ليس في الإمكان أبدع مما كان! وما لا يدرك جله لا يترك كله !! .

ونذكرهم في هذا المقام بقوله تعالى :
﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ [النور: 63]


 


: جريمة الخمر
:

".

عقوبة شارب الخمر معلومة في شريعة العليم الخبير ، فما هو حكم الطواغيت في هذه الجريمة !!!.
الجواب معروف !! هو موقف الإغفال التام ، وتحليل ما حرم الله ، في أرض الله ، على خلق الله ، بل لم يكتفوا بهذا بل أصدروا تصاريح ببيع الخمر ، بل أصدروا قانون يحمي رواد الأمكنة التي يسمح فيها بالخمر ، جاء في المادة الحادية عشرة رقم ( 394 ) : ( لا يجوز حمل الأسلحة في المحال العامة التي يسمح فيها بتقديم الخمور ولا في الأمكنة التي يسمح فيها بلعب الميسر) .



و جاء في قانون المسكرات (156) لدولة البحرين : (نحن حاكم البحرين وتوابعها نأمر هذا اليوم بسن القانون الأتي : (من قانون المسكرات


) :

1-


كل شخص يسري عليه هذا القانون يورد ، أو يجلب إلى البحرين وتوابعها أو يصنع أو يقطر مشروباً مسكراً – باستثناء – ما تنص عليه أحكام أي قانون أو إعلان آخر نافذ المفعول الآن ، يرتكب جرماً بموجب هذا القانون ، ويكون عرضة لدى إدانته للحبس مدة لا تزيد عن السنة ، أو لغرامة لا تزيد عن الألفي روبية ، أو كلتا العقوبتين .

2-


كل شخص يسري عليه هذا القانون يكون في حالة سكر ، أو يشرب مشروباً مسكراً ، يرتكب جرماً بموجب هذا القانون ، ويكون عرضة لدى إدانته للحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر ...

3-


لا مانع بموجب هذا القانون من توريد أي مسكر ، أو حيازته في مخزن ، أو دكان ، تعتمد حكومة البحرين لهذا الغرض ، وذلك من أجل بيعه على الأشخاص الخاضعين لمرسوم البحرين !! .



...ولا يخفى أنه علينا ..أن الله سبحانه وتعالى وحده هو صاحب الحق في الأمر والنهي وسن الشرائع ، وأن من نازعه في هذا الأمر فقد خرج من الإسلام كائناً من كان وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم


!!! .

و لخطورة هذا الأمر رأينا أن نعقد مقارنة بسيطة تُعرف الحكم ، و من الحاكم ؟ ومن المحكوم فيه ؟

ومن المحكوم عليه في شرع الله ... و نبحث هذا كله في القوانين الجاهلية ، حتى يزداد الأمر وضوحاً ، لأنه جد خطير ، ولا مجال فيه لإحلال العاطفة ، أو الورع الفاسد محل العقل ، والتعصب محل العدل ، والخيال محل الواقع ! .
فلقد تقرر: أن الحاكم هو الله



أما في القوانين الجاهلية فهي كالأتي


:

1-


الحاكم : هو رئيس الدولة ، أو الملك ، أو أمير البلاد ، أو مجلس الشورى , أو مجلس الوزراء , أو مجلس الأمة ، أو مجلس الشعب ، أو البرلمان ، أو المؤتمرات الشعبية .

و بكل وقاحة يستفتحون قوانينهم : نأمر اليوم بكذا ، نسن كذا ، نحن آل فلان نحكم بكذا ، جلالة الملك يأمر بكذا ، وينهى عن كذا ، الجامعة العربية تحرم كذا ، وتسن كذا ... وهكذا .



2-


الحكم : زيادة في سياسة التلبيس على الناس ، فقد وصفوا أحكامهم بما نصف نحن حكم ربنا سبحانه وتعالى ، ... الخ .

وللمزيد من الإيضاح تأمل قوانينهم الجاهلية فإنهم يستفتحونها بقولهم : يحرم ، أو يحظر ، أو يجب ، أو يفرض القانون ، أو يجوز ، أو لا يجوز ، أو يباح ، أو يصح ، أو يقع باطلاً .

ونسوق إليك بعض الشواهد على ذلك واللبيب تكفيه الإشارة .
مادة ( 111 ) : ( يجوز للعاقدين أن يتفقا على سعر آخر للفوائد ...)
مادة ( 23 ) : ( لا يجوز لغير الكويتي الاشتغال بالتجارة في الكويت إلا إذا كان له شريك أو شركاء كويتيون)
و جاء في المادة (1) : (لا يجوز لغير القطريين سواء أكانوا أشخاص طبيعيين أم اعتباريين أن يكتسبوا في قطر بعد نشر هذا القانون ملكية أية أموال تابثة يشمل ذلك ملكية أية أرض وكذلك أية مبان من أي نوع كانت أو غيرها ) .
و في المادة الرابعة عشر: ( لا يجوز أن يلمس العلم الوطني أو العلم الخاص بجلالة الملك سطحي الأرض والماء).
و في المادة (409) : ( يجب بيان سعر الفائدة في الكمبيالة ذاتها وإلا كان الشرط باطلاً ) .
و في المادة (59) الواجبات والمحظورات : (يجب على الفرد الولاء التام للملك ، والمحافظة على مصالح الوطن والقوات العسكرية ، وأن يعمل دون إهمال على تطبيق النظم واللوائح المعمول بها ، وتنفيذها ، وتحاشي أية مخالفة ، أو خرق لها ) .
و في المادة (73) : (لا تجوز محاكمة الزانية إلا بناء على دعوى زوجها ، إلا أنه إذا زنى الزوج في المسكن المقيم فيه مع زوجته لا تسمع دعواه عليها ) !.
و في المادة (59) : (يحظر على الأفراد الزواج من غير السعودية) .
و في المادة (26) : (لا يعد الفعل جريمة عند قيام سبب من أسباب الإباحة) .
و في المادة (30) : (تحظر جميع الجمعيات والجماعات والهيئات التي يكون غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الأساسية ) <<يقصد به المسلمون الذين ينازعونهم في هذا الحق الذي اغتصبوه ، و يعملون على هدم نظمهم الكفرية ، وإقامة المنهج الرباني
.
و في المادة (68) : (الحرب الهجومية محرمة) أي: الجهاد ضد هؤلاء الطواغيت! .
3-


أما المحكوم فيه : فهو فعل هؤلاء العبيد ، عبيد الطاغوت الذين أطاعوا هؤلاء المبدلين لشرع الله سبحانه ، وهذه العبودية للطاغوت عقوبة من الله سبحانه ، الذي أكرمهم بعبادته وحده سبحانه ، قال:

﴿ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ﴾ [المائدة : 60 ].



4-


والمحكوم عليه : هم هؤلاء العبيد الذين أطاعوا الطواغيت في التحليل والتحريم بغير سلطان من الله سبحانه .

وبالإمكان القول بعد هذا التطواف أيها القارئ وقد رأيت بعييني رأسك ، ما هو الأمر الجلل الذي به بعث الرسل ، و أوذوا في سبيله ، ألا وهو عبادة الله وحده ، واجتناب الطاغوت ، كما عبر عنه الصحابي ربعي بن عامر - عندما دخل على رُستُم ، فقال : (إن الله ابتعثنا لإخراج العباد من عبادة العباد ، إلى عبادة رب العباد ....) .



نعود مرة أخرى فنُذكّر بهذه الحقيقة ، وهي عبادة الله وعدم الإشراك به ، نُذكّر بالميثاق الذي أخذه المولى على العباد وهم في ظهور آبائهم: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴾[الأعراف : 171– 173 ] ،



و نُذكّر طالبي التمكين في الدنيا قول الله


:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ﴾[ النور : 55 ] ،



وكذلك نُذكّر بأن دخول الجنة أو النار مرتبط بهذه القضية ، قضية عبادة الله وحده والكفر بالطاغوت ، قال الله


:

﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ ﴾[ البقرة : 265 ] ،



و قال :﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً﴾[ النساء : 116 ]

وقال :﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ﴾[ المائدة : 72


] .


أخي المسلم فإذا عرفت هذا فالزمه وجاهد في سبيل الله في كشف هؤلاء الطواغيت بكل ما تملك من قوة ،




و أخيراً ... لقد نصحتك لو سمعت نصيحتي ...... و النصح أغلى ما يُباع و يُوهب ! .



: الربا :



لقد حرم العليم الخبير الربا ، وحذر الذين يتعاملون به بالحرب إن لم ينتهوا ، قال الله :

﴿ ... وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [ البقرة : 275 ] ،



هذا حكم الربا في شريعة العليم الخبير


.


أما في دين الطواغيت فهي كالعادة ، لا تعترف بحق الله في التشريع ، ولا تعترف بتحريم الله ولا بتحليله ، و لهذا فإن هؤلاء الحكام المبدّلين لشرع الله قد أحلوا الربا ، بل أشد أنواع الربا ، وهو ربا النسيئة ، وهو أن يستدين النقود من البنوك أو من بعض التجار ، و متى حل الدين و لم يجد وفاء ، مدوا في الأجل وزادوا ربحاً على حد ما يقول أهل الجاهلية الأولى : ( إما أن تقضي ، و إما أن ترابي) ، فيربوا المال على المدين حتى يصير كثيراً ، وهذا هو ربا الجاهلية الأولى ،

.
و كذلك ربا الفضل ، وهو ما يفعله الناس اليوم ، حيث يستدين من البنك مائة ألف نقوداً بمائة ألف و تسعة الألف مؤجلة إلى سنة .
و قد جاء في المادة الشيطانية (110) من القانون التجاري الكويتي : (أن الفوائد القانونية في الإلتزامات التجارية قدرها سبعة في المائة 7 %) .
و في المادة (111) : ( يجوز للمتعاقدين أن يتفقا على سعر آخر للفوائد ، على أن لا تزيد على الأسعار المعلنة من البنك المركزي ، التي يقوم بتحديدها مجلس إدارة البنك بعد موافقة وزير المالية) .
و جاء في قانون الشركة العربية للاستثمارات البترولية ، والتي مقرها في الدمام بالمملكة العربية السعودية : (و قد تم التصديق على قانونها سنة 1394 هـ 1974 م ، و جاء في الفصل الثاني : تحت عنوان (أغراض الشركة و عملياتها ) المادة الخامسة : (7-) أن تمنح قروضاً متوسطة أو طويلة الأجل لتمويل الاستثمارات والعمليات في قطاع الصناعات البترولية ، و تراعي الشركة عند منحها قروضاً لمشروع دولة من الدول الأعضاء أن تحصل على ضمان تلك الدولة لسداد أصل القروض والفائدة) .
و جاء في المادة (8-) ..... وتراعي الشركة في القروض التي تمنحها أن يجري سدادها مع فوائدها بذات العملة التي تم بها الإقراض ) .
و جاء في قانون مراقبة البنوك السعودية الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م / 5) لسنة 1386 هـ قالوا في تعريف الأعمال المصرفية المباحة في بنوك دولة آل سعود :
مادة أولى : فرع (ب) يقصد بإصلاح (الأعمال المصرفية) : أعمال تسليم النقود كودائع جارية أو ثابتة ، وفتح الحسابات الجارية ، و فتح الإعتمادات ، و إصدار خطابات الضمان ، و دفع و تحصيل الشيكات ، أو الأوامر ، أو أذون الصرف ، و غيرها من الأوراق ذات القيمة ، وخصم السندات و الكمبيالات ، و غيرها من الأوراق التجارية ، و أعمال الصرف الأجنبي ، و غير ذلك من أعمال البنوك ) . ومحل الشاهد هو هذا الإطلاق الأخير أي لا فرق بين تشريعات البنوك في أمريكا ، أو أوروبا ، أو السعودية ! .
و جاء تحت المادة الثانية : ( يحظر على أي شخص طبيعي أو اعتباري غير مرخص له طبقاً لأحكام هذا النظام أن يزاول في المملكة أي عمل من الأعمال المصرفية بصفة أساسية ) . أي يحظر التعامل بالكفر و محاربة الله بالربا إلا بعد إذن الملك السعودي !!! .



كما جاء في المادة الثالثة : (... و يشترط للترخيص(*) لبنك أجنبي بتأسيس فرع أو فروع في المملكة أن تستوفي الشروط التي يحددها مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير المالية والاقتصاد الوطني ) .

فإذا أردت المزيد من الإيضاح والتأكد من هذا الأمر فانزل إلى الحج أو العمرة ، فسوف ترى بأم عينك ، داخل الحرم المكي والمدني البنك السعودي الأمريكي ، والبنك السعودي الفرنسي ، والبنك السعودي البريطاني ، والبنك السعودي الهولندي ، والبنك السعودي السويسري ... الخ ، وكل هذه البنوك تتعامل بالربا ، ويشهد على ذلك كبار هيئة علماء السعودية !!! ممن تشهد لهم الساحة بقوتهم في مسألة وجوب النقاب !!



ولكن قضية استحلال الربا كأنها عند أصحاب الفضيلة فيها قولان !!! أو أنها لا ترتقي على درجة التحريم القطعي في الشريعة !! غفرانك اللهم



: جريمة القذف


:

، قال الله : ﴿وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 4 ].



فهذا حكم القذف في القرآن .



فما هو حكم القذف في القوانين الوضعية ؟! .



نصت المادة الشيطانية (130) القذف : ( يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين ،أو الغرامة التي لا تجاوز مائتي جنيه من أسند إلى غيره بإحدى طرق العلانية واقعة معينة ...) .

و نصت المادة (303) : (... يعاقب القاذف بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين ، و بغرامة لا تقل عن عشرين جنيهاً ، ولا تزيد على مائتي جنيه ، أو بأحد هاتين العقوبتين !




: جريمة اللواط :

، جاء في الحديث عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال


:

(


من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به ) .

.

فما هو حكمها في القوانين الوضعية ؟!.
جاء في المادة الشيطانية (193) : (إذا واقع رجل رجلاً آخر بلغ الثامنة عشرة ، وكان ذلك برضاه عوقب كل منهما بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاث سنوات والغرامة لا تتجاوز ثلاث الآف روبية ، أو بإحدى هاتين العقوبتين) .
فأياً ما كان شكل التبديل والتغيير في شريعته سبحانه وتعالى ، إما في صورة العدول : وهو العدول عن تحريم الله إلى تحليل البشر كائناً من كان ، أو العدول عن تحليل الله إلى تحريم البشر كائناً ما كان لقبه ووصفه ، فهذا كله كفر بالله وبشرائعه ، ومروق عن الملة ، و إن جادل المجادلون ، وخاصم المخاصمون عن هؤلاء الطواغيت ، قال الله تعالى :
﴿هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ؟!﴾[النساء : 109 ] .



أو في صورة التعديل : أي في العقوبة المقدرة في كتاب الله وبلاغ رسوله - صلى الله عليه وسلم - فالحكم بالحل أو بالحرمة كما في كتاب الله أو مابلغ عنه رسوله يبقى على أصله ، و لكن فقط التغيير يكون في مقدار العقوبة ، مثلاً بدل القصاص يجعلون الحبس ، أو الجلد يجعلونها غرامة ، و هكذا .

فالإيمان ببعض الكتاب وعدم الإيمان ببعضه مروقاً من الملة وإن زعم الزاعمون ، فمن آمن في نفسه بحرمة الربا أو الخمر أو الزنا و لكنه اصدر قانوناً يبح فيه هذا كله أو بعضه ، فما آمن بالكتاب كله ! و لكنه آمن ببعض الكتاب و كفر ببعض ، كما حكى المولى سبحانه و تعالى في كتابه عن طائفة أخذ عليها الميثاق ألا يسفكوا دماء بعضهم بعضاً ، و ألا يُخرج بعضهم البعض من ديارهم ثم هم أقروا بذلك ، وكان من ضمن هذا الميثاق أن يفدوا من كان أسيراً منهم ، فآمنوا بأن يفدوا الأسرى ، و كفروا بسفك الدماء و إخراج بعضهم البعض من الديار فهم بذلك قد كفروا و خرجوا عن الملة و لم يك ينفعهم إيمانهم ببعض الكتاب ، و لم يرتبط الحكم عليهم بالكفر في هذه الحالة ، هل هم اعتقدوا حل ما حرم الله عليهم من عدم السفك والإخراج من الديار أم لا ؟ بل لا شأن لمسالة الإعتقاد في إجراء الأحكام على الظاهر ، وخاصة قضية هؤلاء الطواغيت الذين بدًلوا شريعة الرب تبارك و تعالى ، و بقوانينهم الكفرية ... بل تمادوا و قالوا : أن حق التشريع حق خالص لرئيس الدولة ، أو للملك الفلاني ، أو للجمعية التأسيسية أو التشريعية ، أو لمجلس الشعب ،أو البرلمان و ما إلى ذلك من الأشكال التشريعية الكفرية
!!



قال تعالى في كتابه العزيز :

﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ هَـؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾[ البقرة : 84 – 85 ] .



...


قال الله ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (116)﴾ [سورة النحل 16/116] وقوله :﴿إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)﴾ [سورة التوبة 9/37].

،


.
ومن الصور المشاهده لهذا في أيامنا هذه ؛ إن الحكم يبقى على وصفه الأصلي فلا ينقلب من الحرام إلى الحلال ،ولكن يجري التعديل في العقوبة التي وضعها الله سبحانه وتعالى ،للفعل كأن يحتفظ النص الوضعي بتحريم الفعل وتجريمه ،ولكنه يعدل في العقوبة المقررة له شرعاً فيجعلها الحبس بدلاً من الجلد ،ويمكن أن يقال إن مثال تلك النصوص الوضعية التي تتضمن تعديلاً في الحكم الشرعي تتضمن كذلك ..عدولاً ...فإن وضع عقوبة مكان أخرى عدول عن العقوبة الأصلية التي شرعها الله ... وهو أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير !!
وعلى ذلك فالعدول والتعديل هو من قبيل التحليل الذي دمغه القرآن بالكفر والشرك ..وتلك أقسى صور عدم الشرعية
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 07:55 PM
  #7
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث
عقيدة الجاهلية المعاصرة في باب الولاء والبراء

لقد سبق في الباب الأول ، أن عرفنا معنى الولاء والبراء في اللغة ،.
.
و لقد تظافرت الأدلة في كتاب الله على أهمية هذه القضية – الولاء والبراء – حتى قيل" :

(
ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر و لا أبين من هذا الحكم ، بعد وجوب التوحيد و تحريم ضده ) . و لا يخفى على مسلم من أن قضية الولاء والبراء هي زاد المعركة مع هذه الجاهلية ، و أنه لا يثبت في هذه المعركة ، ولا ينهض بتبعاتها ، إلا من رسخت في قلبه حقائق الولاء والبراء ... لأن شياطين الإنس والجن يقعدون على هذه الثغرة ﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16) سورة الأعراف


فيوسعونها و يميعونها في حس المسلم المجاهد ، ومن ثمة يزينون له المهادنة ، والمداهنة مع الطواغيت و أعوانهم ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) سورة القلم



،، وساعتها لن يُعدم (الفقيه)أن يجد ما يخدر به ضمير الأمة من التأويلات الفاسدة للقرآن ، و المخارج الفقهية الباطلة ؛ولو كلفه ذلك أختراع قواعد ماقعّدها الله ولارسوله..وهو ماعليه حال الأمة اليوم وقبل اليوم ولاحول ولاقوة إلا بالله !!



أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ


(8)سورة فاطر .


و لقد أدى الغبش في هذه القضية – قضية الولاء و البراء – في عصرنا الحاضر إلى تأرجح في المواقف من بعض القيادات الإسلامية ! بل وصل الأمر ببعضهم إلى مبايعة الطواغيت ، بل إلى وصف رموز العلمانية بانهم مسلمين ظلماً و بهتاناً !! بل وصل ببعضهم إلى وصف قيادة الحزب الشيوعي العربي بأنهم مسلمين !! بل تمادى الأمر إلى وصف قيادات الدول العربيه بأنهم مسلمين بينما نحن جميعاً نعلم أنهم يذهبون وهم مختارين إلى الطواغيت بأشكالها ومسمياتها المختلفة كالأمم الأمتحدة والمحكمة الدولية وغيرها ليحكموا بينهم فيما أختلفوا فيه .. ينتهون عن ماتنهاهم عنه ( آلهتهم ) ويفعلون مايؤمرون مذعنين مستسلمين ومنقادين .. بأنها مسلمة ، كذلك نجد من( العلماء ) من يصف قيادات حزب البعث و أفراده بأنهم مسلمين !!
ويجب أن ننوه هنا بأن استمرار القوم في هذه الغفلة عن قضية الولاء والبراء جريمة لا تغتفر ، بل لا يعذرنا فيها التاريخ ، ولا يحترمنا معها الأحفاد ! لأن الإيمان بالله والكفر بالطاغوت يقتضي نفي الشرك والبراءة من المشركين وإن كان أقرب قريب ، بل و إن كان عندهم صفات حميدة و أخلاق رفيعة ، بل و إن دعموا مشروعاً إسلامياً ! أو وقفوا مع حركة إسلامية لموقف سياسي يراد !!



ففي قصة أبي طالب درساً و عبرة لمن اعتبر ، فهذا الرجل الذي بذل عمره و ماله و أولاده وعشيرته في نصرة الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى أن مات ، لانجرؤا على أن نعده مسلماً مخافة أن يأخذنا الله بقولنا عليه دون علم ، فما بال بعض ذوي الأذواق الرفيعة ، والمشاعر الرقيقة ! ، تجار الألسن ! ، وفاقدي الضمير ! ، مع هؤلاء الطواغيت !! ، وكأنهم متمسكين بهذه المقولة " الثدي الذي يرضعك لا تعضه !! " ولقول الله هم مجافين ..عن مايعضهم ربهم غافلون ..ولهدي المصطفى هم منكرون :وكما قيل :وهل أفسد الدين إلا الملوك ومشائخ سوء وعلمائها!!



و أياً كان الأمر فقد تظافرت الأدلة في كتاب الله( بأن المرء لا يكون مسلما ًإلا بالتجرد من الشرك الأكبر والبراءة منه و ممن فعله ، و بغضهم و معاداتهم



 
قال الله
قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيراً وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ (77) لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ (78) كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)سورة المائدة



 
وقال الله
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (14)أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (15) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (16) لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (17)يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ (18)اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20)كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21)لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22)سورة المجادلة




وقال
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ


(1)إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2)لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5)لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7)لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)سورة الممتحنة



 
:
ولكن أخي المسلم ... استبشر خيراً .. ولو أن التمسك بالحق في هذا الزمان يكلف مفارقة الأحباب ، و قطع الرقاب ، فاستعن بالله ، و ليكن شعارك في هذه الجاهلية :قول الله مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)سورة آل عمران





وقوله
ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ


(119) إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ(122)ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123) إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ (126)وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127)إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)سورة النحل


وقوله
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (112)مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ (113)وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ(114)وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115) إِنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (116)سورة التوبة



 
 
، وللموت خير لنا من أن نداهن الطواغيت ، أو نخون رسالتنا ، فأصبروا حتى يُظهر الله دينه ، أو نهلك دونه ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون
! .
أما صور الموالاة و مظاهرها في واقعنا المعاصر فكثيرة نذكر منها ما يلي :
1- الرضى بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم .
2- التولي العام واتخاذهم أعواناً وأنصاراً .
3- الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر ، أو التحاكم إلى مؤسساتهم الكفرية المحلية والدولية ومخالفة حكم الله .

4- مودتهم ومحبتهم أو الركون إليهم واتخاذهم بطانة .

5- طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به .

6- تعظيمهم وإلقاء الألقاب عليهم ، والإنخراط في أحزابهم .

7- الرضى بأعمالهم والتشبه بهم .



و ما إلى ذلك من صور المولاة المعروفة عند الدارسين لهذه القضية .


وخلاصة الأمر أن الولاء والبراء عقيدة يجب على المسلم أعتقادها والصبر على تبعاتها ، وحسبنا الله ونعم الوكيل


ومن صور الشرك بالله تعالى : أن يجعل لله نداً من مخلوقاته يُرجو منه نفعاً ، أو يُخشى منه ضرا ، أو يتوكل عليه كما يتوكل على الله ، أو يصرف له شيئاً من العبادات ، فإذا فعل أحد من الناس شيء من ذلك فأنه بذلك أصبح عدو لنا كمسلمين وليس منا ولسنا منه البته حتى ينزع.. فإن لا ..فلا



ومامنا أحد يدعوا إلى موالاة مقترفٌ لجريمة الشرك إلا ونلحقه بصاحبه وهما في عداوتنا وبغضنا لهم شركاء.. آذونا في ربنا وحل عليهم سخطناا، وإن صاما النهار وقاما الليل ماشفع لهم ذلك عندنا ..صيامهم وصلاتهم أمرهم فيها إلى الله ومانقول على ربنا ماليس عندنا بينة منة عليه مالم ينزل علينا به سلطاناً مبينا..لكننا لانجد صلاتهم وصيامهم شيء أمام ما لحق بنا من أذاهم ، قال الله سبحانه وتعالى عما يشركون علواً كبيراً . إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (8))
سورة الزمر



 
وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ


(11)فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14)فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15)وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16)لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ (17)بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18) وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20) أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ (24)وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ(25)وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28)وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (29) أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31)وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32)وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (33) وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35)وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ (36) خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37)وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40)وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (41) قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ (42)أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّن دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنفُسِهِمْ وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ (43)بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاء وَآبَاءهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ(44)

سورة الأنبياء





كذلك ومن يظهر الطاعة والموافقة لملوك ورؤساء الدول العربية اليوم خصوصاً وقد علم عنهم أرتدادهم عن الدين وثبت غير مرة أنهم يتحاكمون لغير ما أنزل الله ..كما لايخفى على ذي لب أنهم يخشون الكفار أكثر من خشيتهم لله ويوالونهم بل وينصرونهم على المسلمين ومن ينكر أن حكام العرب يسلمون المطلوبين من المسلمين لحكومات الدول الكافره سواء كان المطلوب فرداً أو جماعة من المسلمين فأن زعماء الدول العربيه لايألون جهداً في القبض عليه وتسليمهم للعدو ينكلون بهم ويسومونهم سوء العذاب وأن لم يكن هذا لذنب أقترفوه فمجرد الشبهه تكفي ..ومايجري بمعتقل غنتوناما إلا مثال ونموذج بسيط لما جرّه على المسلمين هولاء الحكام ..!!




قال الله::
﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ... ﴾ [ محمد : 27] .


كذلك فالجلوس عند المشركين في مجالس شركهم من غير إنكار والدليل قوله تعالى :
﴿وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ﴾[ النساء : 140 ] .
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم


التعديل الأخير تم بواسطة : س من الناس بتاريخ 06-29-2011 الساعة 03:13 AM
س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:04 PM
  #8
س من الناس
 الصورة الرمزية س من الناس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 23
معدل تقييم المستوى: 0
س من الناس is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع
فلنحذر التبعية

لقد تقرر فيما سبق ، أن هؤلاء الحكام قد أنزلوا أنفسهم منزلة المضاهي لله سبحانه و تعالى ، و شرعوا للعباد الشرائع ، وألزموا العباد بها ، و قالوا : ( لا جريمة و لا عقوبة إلا بناءاً على قانون ، ولا توقع عقوبة إلا بحكم قضائي ، ولا عقاب إلا على الأفعال اللاحقة لتاريخ نفاذ القانون ).
وقالوا : ( لا يجوز إستعمال وسائل بشعة غير إنسانية في تنفيذ العقوبات ، و لا يجوز سن قوانين تبيح ذلك ) .
وقالوا : ( إن جريمة الزنا ليست من حق الله ، ولا المجتمع ، بل من حق الزوج والزوجة ) .
وقالوا : ( للأمير حق إقتراح القوانين ، وحق التصديق عليها و إصدارها ) .
وقالوا : ( لا يصدر قانون إلا إذا أقره مجلس الأمة وصدّق عليه الأمير ) .
وقالوا : ( لعضو مجلس الأمة حق إقتراح القوانين ) .
وقالوا : ( لا جريمة إذا كان الفعل قد أمر أو أذن به القانون ) .
وقالوا : ( إنما البيع مثل الربا ) .
وقالوا : في الخمر مثل ذلك ، وقالوا : في السياسة ، والإقتصاد والإجتماع مثل ذلك .
فكيف بعد ذلك كله يزعم أحد أن هؤلاء الطواغيت مسلمين !!! ، أو أنهم في حالة كفر دون كفر ! ، أو أن يضع يده مع أيديهم ! ، وهم بلسان الحال ولسان المقال يقولون : ( إنك يا رب قد قلت أن الزنا حرام ، وحددت له عقوبة معينة في كتابك ، أما نحن فنرى أنه ليس هناك جريمة تستحق العقاب أصلاً إذا تم الأمر برضى الطرفين ، ولم تكن المرأة قاصراً ، وإذا وقعت – من وجهة نظرنا – جريمة فعقوبتها عندنا أمراً غير ما قررت !
وإنك يا رب قد قلت إن الربا حرام ، أما نحن فنقول إنه مدار الحياة الإقتصادية (*) لا يقوم الإقتصاد إلا به ، ولذلك فنحن نقره ونتداوله ، ونجعله هو الأصل في تداول المال ! .
سبحان الله : ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾[ الأعراف : 54 ] . ) !!!
لذلك سنحاول في هذا المقام أن نجعل النصوص القرآنية بذاتها تتحدث عن خطورة التبعية لغير الله سبحانه ، وتقول قول الله – سبحانه – الذي لا حق بعده، وتخبر عن ضريبة الذل الذي يدفع ثمنها البشر الذين أكرمهم سبحانه وتعالى بعبادته وحده ، ولكنهم تنازلوا عن هذه الكرامة ! كرامة العبودية لله سبحانه وانساقوا وراء الكبراء والطغاة والأصنام بشتى أصنافها ، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولاً وعبيداً للطواغيت !
قال الله :
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾[البقرة 65 1– 167 ]

:

أندادا يكلون إليهم الأمور ،ويعلقون عليهم الآمال ،ويحبونهم ويعظمونهم كحب الله وتعظيمه أو أشد من ذلك ،ويتقبلون ما يصدر منهم برحابة صدر وانشراح خاطر ،ويلتمسون لهم المعاذير إذا اخطأوا ،ويجعلونهم أندادا في التشريع والتنظيم والتقنين على خلاف شرع الله وحكمه ،ويسلكون ما يخطون لهم من مناهج الحياة في جميع شئونها السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية ،وييلبسون على دهماء الناس بقلب أخطائهم إلى صوابات ،وأضرارهم إلى مكاسب ،وهزائمهم واندحارهم إلى عز ونصر ،ويحيطونها بهالات من التقديس
.

هذا نوع من أنواع اتخاذ الأنداد يسوّغه اليوم للناس علمائهم ويخدعونهم بمنمّق الكلام الذي لايغني عن الحق شيئاً ..حتى ولو كانوا يعلمون في دواخلهم انهم يفترون على الله الكذب ..!!



لكن الظالمين بأيات الله يجحدون.!!



وقد علموا بالضرورة أنه لا يجوز لهم أن يجعلوا شيئا من هذه الأمور إلا لله وحده ،وهم بذلك مشركون بالله مبطلون،حيث أبطلوا حكم الله في جميع شئون الحياة ،وكأن الله يحكم في السماء فقط أما هم فلهم الحكم في الأرض يحكمون ماشائوا من دونه سبحان الله وتعالى عن مايصفون .. يقول الله:﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)﴾ [سورة الزخرف 43/84


]



:" وقد تنقسم الأنداد على أقسام ،قسم يستجلب منه النفع ويستدفع به الضر من أنواع الأحياء أو المقبورين ،وقسم يعتمد عليه في حلول المشاكل وكشف المعضلات ،ويحظى بالحب وبالمودة والبذل والفداء ،والتضحية والتعظيم والتقديس ،ويعتبرونه المنقذ الهادي في الشئون السياسية والثقافية وغيرها ،كما هو حاصل قديماً وحديثاً يجعلونه مشرعاً يتقبلون ما يصدر من أنظمته وتشريعاته سواء يوافق ذلك شرع الله أو يخالفه فالأمر عندهم سيان..!!



،وقسم يعتمد عليه معظم هولاء غالباً وهم شرار الناس الذين ينتسبون إلى الدين وكثيراً ماهم ..أنهم العلماء الضالين المضلين الذين اتخذهم الناس أرباباً وأعتبروهم مشرعين يؤخذ برأيهم في التحليل والتحريم من غير أن يكونوا مبلغين عن الله مستدلين على الحكم من نصوص كتابة الحكيم
" .
قال الله :﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ (170)﴾ [سورة البقرة 2/170].



وما أمروا ألا أن يتبعوا ما أنزل الله في كتابة ويحلوا حلاله ويحرموا حرامه ،..وأننا لو نقول لهولاء دونكم كتاب الله أجعلوه لكم إماماً تأتمون به ،قالوا :بل نأتم بآبائنا فنتبع ما وجدناهم عليه من التحليل والتحريم !!


!

والآباء هنا تشمل أسلافهم جميعاً وما هم عليه من اتخاذ الأنداد ،وقد تكون عامة في الرؤساء وغيرهم من أباء الزعامة والتربية السياسية ،وفي هذا دليل قوي على أن مهمة التشريع وأن من نصب نفسه له ،فحرم حلاله وأحل حرامه ،فهو شيطان من شياطين الإنس متمرد على وحي الله ،وطاغوت مشرع من دونه " .



:
(﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً ﴾[ الأحزاب : 68 ] .) .
و : ﴿وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن نُّؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُم عَنِ الْهُدَى بَعْدَ إِذْ جَاءكُم بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ * وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾[سبأ:30 – 31 ]
يقول أحد الأساتذة عن فهمة للآيات السابقة : ( فلكل جريمته وإثمه المستكبرون عليهم وزرهم وعليهم تبعة إضلالهم الآخرين و إغوائهم ، والمستضعفون عليهم وزرهم فهم مسؤولون عن اتباعهم للطغاة ، ولا يعفيهم أنهم كانوا مستضعفين ! فقد كرّمهم الله بالإدراك والحرية ، فعطلوا الإدراك وباعوا الحرية ، ورضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولاً ! قبلوا لأنفسهم أن يكونوا مُستذلين فاستحقوا العذاب جميعاً ) .



:
﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ * وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ * قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾[ غافر : 47 – 50 ].
يقول الأستاذ في موضع آخر أنه عن فهمة للآيات ( إن الضعفاء إذن في النار مع الذين استكبروا ، ولم يشفع لهم أنهم كانوا ذيولاً و إمعات ! ولم يخفف عنهم أنهم كانوا غنماً تساق ! ولا رأي لهم ولا إرادة ولا إختيار ! لقد منحهم الله الكرامة ، كرامة الإنسانية ، وكرامة التبعة الفردية ، وكرامة الإختيار والحرية ، ولكنهم هم تنازلوا عن هذا جميعاً ! تنازلوا وانساقوا وراء الكبراء والطغاة والملأ والحاشية ! لم يقولوا لهم : لا بل لم يفكروا أن يقولوها ! بل لم يمكنوا أن يتدبروا ما يقولونه لهم وما يقودونهم إليه من ضلال ! ﴿ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً ﴾ و ما كان تنازلهم عما وهبههم الله واتباعهم الكبراء ليكون شفيعاً لهم عند الله ، فهم في النار ساقهم إليها قادتهم كما كانوا يسوقونهم في الحياة سوق الشياه ﴿ فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴾) .




وقال الله
﴿وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ * وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾[إبراهيم : 21 – 22 ]





و بعد . فلينظر كل إنسان يريد النجاة من عذاب الله في نفسه وقومه ، لمن المقام الأعلى في حياتهم ؟ ولمن الدينونة الكاملة ؟ ولمن الطاعة والإتباع : فإن كان هذا كله لله فهم في دين الله ، و إن كان لغير الله – معه أو من دونه – فهم في دين الطواغيت المبدلين لشرع الله ، فهم في دين الملك ، فهم في دين الملك أو دين الرئيس ..والأصنام والقبور الأضرحة والعياذ بالله


!!!

فالنجاة النجاة من عذاب الله وسخطه
:
﴿هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ﴾[إبراهيم : 52 ]
و﴿يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ﴾[ الأعراف : 79 ]
و﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾[ الأحقاف : 31 -32 ] .
﴿ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [ غافر : 44 ]



و ليتدبر الذين يجادلون عن هؤلاء الحكام الكفرة الفجرة قول الله
﴿يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ﴾[ التوبة : 74 ]

و قوله : ﴿ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾[ التوبة : 66 ]



قال الله

﴿وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً﴾[ النساء : 150- 151 ].
﴿ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾[ الزمر : 8 ]

فسبحان الله ! ما أقبح الإنسان حين ينتكس فيعبد غير الله ، سواءاً بالشعائر ، أم بالشرائع ، أم بالطاعة والإنقياد !!! وكما قيل : إن أخسر الناس صفقة يوم القيامة من أصلح دنيا غيره بفساد آخرته !!

يا مـــوقداً ناراً لغيرك ضوؤها * وحـر لـظاها بيـن جنبك يضرم
أهذا جني العلم الذي قد رضيته * لنفسك في الدارين جاه ودرهم !!



و أخيراً .. اللهم هل بلغت ... اللهم هل بلغت ... اللهم فأشهد !




خاتمــــة
لا ريب أيها القارئ – بعد هذا التطواف بين هذه الجاهلية و تلك ، مع فحصك إياهما بعين البصيرة ، أدركت أن الجاهلية ، ليست فترة زمانية إنتهت ، ولكن إبنما وجدت أصنام و عاكفون فثم جاهلية ، وإن تغيرت الأسماء و المسميات .
واعلم رحمك الله : أن دين الإسلام مبني على أن يُعبد الله وحده و لا يُشرك به شيئاً ، يُعبد بما شرعه تبارك وتعالى لرسله – صلى الله عليهم وسلم – و هذان هما حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له ..فمالم يات العبد بهذا فليس بمسلم..والقرآن لايحتاج وسيط حتى يفهك إياه لأنه يخاطبك أنت في أخص شؤنك وفي كل أمرك فتدبره وأجعله أماماً لك يهديك إلى الصراط المستقيم..وتذكر قول ربك إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً (9) سورة الأسراء

وقوله
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً (29) وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً (30) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً (31) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) سورة الفرقان

وقوله
يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (16) سورة المائدة


( ... وتعريف الأسلام لعله: أن يستسلم العبد لله لا لغيره ، فيُعبد الله و لا يُشرك به شيئاً ، و يتوكل عليه وحده ، و يرجوه وحده، و يخافه وحده ، و يحب الله المحبة التامة لا يحب مخلوقاً كما يحب الله ، و يبغض لله و يوالي لله و يعادي لله



.
فمن استكبر عن عبادة الله لم يكن مسلماً ، و من عبد مع الله غيره لم يكن مسلماً ، ولا يكون مسلماً حتى يعبد الله طائعاً له منفذاً أمره بطاعة رسوله حيث يقول الله:﴿مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ ﴾[النساء : 80 ] ) .
و لا يصير ذلك ممكناً بل ولايتأتا البتة حتى يكفر بالطاغوت ، ( طاغوت زمانه و مكانه ) ، و يتبرأ منه و من عبادته ، ولا أرى خيراً في من لايدعو الناس إلى الكفر بالطواغيت وبقوانينهم ، والبراءة منهم و من أوليائهم ،ولعل من يفعل ذلك يكون عبداً لله وحده في تلقي الشرائع والأحكام ، و في التوجه بالنسك والشعائر ، و في الولاية و هو أن يوالي في الله و يعادي فيه سبحانه و تعالى .
.



فسحقاً لكل مصلحة تعارض هذا الأصل الأصيل ، بل سحقا للحياة كلها ، سحقاً للأجساد والأرواح والأموال في سبيل هذه الغاية العظيمة ، قال الله


:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾[ الذاريات : 56 ]
و قال\: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[ النحل : 36 ]
و قال : ﴿فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ﴾[ البقرة : 256 ]
و قال : ﴿وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى﴾[ الزمر : 17 ]




وإن إقتناع المسلم إلى درجة اليقين الجازم بهذا كله هو مايدفعه للإضطلاع بعبء النهوض بتحقيق منهج الله الذي رضيه للناس ، في وجه العقبات الشاقة ، والتكاليف المضنية ، والمقاومة العنيدة ، والكيد الناصب ، والألم الذي يكاد يجاوز الطاقة في كثير من الأحيان .. وإلا فالعناء في أمر يغني عنه غيره – مما هو قائم في الأرض من جاهلية ... سواء كانت هذه الجاهلية ممثلة في وثنية الشرك ، أو في إنحراف أهل الكتاب أو في الإلحاد السافر ؟


!!) .



فالله الله يا إخواني تمسكوا بدينكم وأحبوا أهله، و اجعلوهم إخوانكم ، ولو كانوا بعيدين منكم نسباً ، و اكفروا بالطواغيت وعادوهم وابغضوهم ، وابغضوا من أحبهم ، أو جادل عنهم ،أو قال ما عليّ منهم ، أو قال ما كلفني الله بهم ، وأين نخن من أخواننا الذين سبقونا بالأيمان ومنافستهم في البراءة من المشركين،وقد تبرأ منهم آخوانكم ممن سبقوكم إلى الأيمان في الأمم الخوالي..



وتذكروا قول الله



قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) سورة الممتحنة



 



ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم ، فالله الله تمسكوا بذلك لعلكم تلقون ربكم لا تشركون به شيئاً ) .
و يصح القول من بعد ذلك من أن هذا الدين يحتاج لرجالات لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبيعون دينهم بعرض من الدنيا ، ولا يكونون إمعات ينعقون مع كل ناعق ، لأن الأمر جد خطير كما مر معنا في الجاهلية الأولى ، والجاهلية المعاصرة ! فالشرك ألوان ، والشركاء ألوان ، والمشركين ألوان ، وليست القضية كما تتراءى للناس اليوم حين يسمعون كلمة الشرك ، والشركاء ، والمشركين ، فيظنونها تلك الصورة الساذجة من ان أناساً كانوا في العصور الأولى يعبدون الأحجار والأصنام والأشجار وانتهى الأمر على ذلك !!



كلا ! فالأمر جد خطير في هذه الجاهلية المعاصرة ، فالشرك ألوان ، يزاوله ألوان من المشركين ، يتخذون الواناً من الشركاء !!
و بعد : أسال الله السميع العليم ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ومن الذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها
،
منقولـ والسلام عليكم


__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

س من الناس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-28-2011, 08:48 PM
  #9
ناصر
 الصورة الرمزية ناصر
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 321
معدل تقييم المستوى: 14
ناصر is on a distinguished road
افتراضي

ياسند كل يوم وأنت حاط مشكله الله يشفيك ريح الناس من شرك وأفكارك التعبانه
__________________

منتديات قبيلة الغنانيم

ناصر غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-29-2011, 03:31 AM
  #10
فهد الباجد
كاتب مبدع
 الصورة الرمزية فهد الباجد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الدولة: الطائف
المشاركات: 524
معدل تقييم المستوى: 14
فهد الباجد is on a distinguished road
افتراضي

مشكور ... على الموضوع !
فهد الباجد غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
رد

مواقع النشر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نواقض الإسلام إياد الروقي المنتدى الإسلامي 29 05-31-2012 12:18 AM
الحكم مطرف القحطاني يتعرض لإعتداء همجي ...!! ابو فارس الــصــيـوان واستراحة الأعضاء. 8 01-13-2012 09:17 PM
صور ومعلومات لبلاد الحرمين ( السعوديه ) ساير الغنامي القسم العام 5 05-17-2011 04:36 PM
سلسلة من أحاديث الفتن الصحيحة ساير الغنامي المنتدى الإسلامي 17 03-03-2011 06:46 PM

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

+4. الساعة الآن 12:33 AM.


جميع المواضيع و الردود لا تمثل وجهة نظر ورأي إدارة المنتدى و إنما تمثل رأي كاتبها فقط
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - 2021
2 3 9 11 15 16 19 20 21 25 26 27 30 31 32 37 38 39 41 42 43 46 49 53 54 55 58 59 60 66 69 70