منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية

لعلنا من خلال هذه النافذه نطل على احدى شخصياتنا الأدبيه التي خلد لنا تاريخنا الأدبي بعضآ من اقوالها وسيرتها
شخصيتنا هو الشاعر المخضرم / اميه بن عبد الله بن ابي الصلت بن أبي ربيعه بن عوف الثقفي شاعر خطير من اشراف ثقيف وأحد الملتمسين للدين في الجاهليه وأمه رقيه بنت عبد شمس بن عبد منافنشأء بالطائف وكان ابوه شاعرآ مشهورآ وروى الكثير من اخبار اليهود والنصارى وما بقي في شيوخ رؤس الجاهليه من ملة ابراهيم واسماعيل وحدث عن خلق السموات والأرض والملائكه والجن وشرائع الانبياء والرسل وخاض في التوحيد وأمر الأخره وتعبد ولبس المسوح وحرم الخمر على نفسه وشكك في الأوثان ورأى في الكتب ما يبشر ببعثة نبي من العرب فطمع ان يكون هو فلما بعث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كسف باله وحمله الحسد والكمد أن ينابذه ويفر بدينه على علمه بصحته ويحرض عليه قريشآ ويرثى قتلاهم في وقعة بدر فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رواية شعره في ذلك وروي انه هو الذي نزلت فيه الأيه (( وأتل عليهم نبأ الذي آتينا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين )) وكان عليه الصلاة والسلام إذا سمع شعره في التوحيد والإيمان والثناء على الله يقول آمن لسانه وكفر قلبه
يعد أميه من اكبر شعراء القرى على قلة الشعر فيهم غير ان ما قلل شعره في نظر بعض الأدباء كثرة استعماله للمفردات العبريه والسريانيه في شعره وكان اميه يسمي السماء صاقوره وحاقوره ويزعم ان للقمر غلاف يدخل فيه اذا خسف ويسميه الساهور ويسمي الله في شهره السلطيط والتغرور ويمتاز شعره ببعض السهوله في لفظه وبذكره بعض العجائب من القصص الخياليه والأساطير الخرافيه وخلق العالم وفنائه واحوال الأخره وصفات الخالق والخشوع له ومن شعره قوله :
الحمد لله ممسانا ومصبحنا ×× بالخير صبحنا ربي ومسانا
رب الحنيفة لم تنفذ خزائنه ×× مملوءة طبق الآفاق سلطانا
ألا نبي لنا منا فيخبرنا ×× ما بعد غايتنا من راس محيانا
وقد علمنا لوآن العلم ينفعنا ×× ان سوف تلحق أخرانا بأولانا
لقد تعب هذا الشاعر في تربية ابنه حيث كان يلبي له كل مقاصده ويهتم بتربيته أيما اهتمام كما يذكر ولكن ابنه لم يقدر هذا الاهتمام بل قابله بالعقوق - نعوذ الله من العقوق- ، فما كان من الشاعر إلا أن قال :ـ
غدوتك مولوداً ومُنْتُك يافعاً ×× تعل بما أجني عليك وتنهل
إذا ليلة نابتك بالشجو لم أبت ×× لشكواك إلا ساهراً أتململ
كأني أنا المطروق دونك بالذي×× طرقت به دوني فعيني تهمل
تخاف الردى نفسي عليك و إنني×× لأعلم أن الموت حتم مؤجل
فلما بلغتَ السن والغاية التي ×× إليها مدى ما كنتُ فيك أؤمل
جعلتَ جزائي غلظة وفظاظة ××كأنك أنت المنعم المتفضل .
ومن اخر اشعاره ما قاله عند موته :
كل عيش وأن تطاول دهرآ ××منتهى امره الى ان يزولا
ليتني كنت قبل ما بدا لي ××في رؤس الجبال ارعى الوعولا
فاجعل الموت نصب عينيك واحذر ××غولة الدهر أن ذا الدهر غولا

اقام أميه بقية حياته بعد طول ترحال بالطائف الى ان مات بها سنة تسع للهجره وهو على الكفر
ارجو لكم قراءه ممتعه ومفيده وحياه سعيده
نياف