منتديات شبكة قبيلة الغنانيم الرسمية - لفح اللهب في النقد والأدب

لفح اللهب في النقد والأدب
هذا ليس عنوان لأحد مقالاتي كما عودتكم وانما عنوان كتاب للأستاذ / علي محمد العمير قرأته فاعجبني اسلوب كاتبه وقد ضمنه عدة مقالات نشرت له على فترات مختلفه وقد يرى قارئ هذا الكتاب نوعآ من الهجوم من قبل الكاتب على التراثيين والحداثيين على حدآ سواء ولاكن اذا تأملت هجومه تجده على التراثيين الذين يريدون الوقوف بالحركه الأدبيه عند كل ماهو قديم وكذلك هجومه على الحداثيين الذين يريدون ان يبنو حداثتهم على انقاض التراث أي انهم لايرون في التراث غير كونه اعاقه عن أي انطلاق ولاكن هجومه على هؤلا وأولئك يعني انه يقف في الوسط وهذا ما شدني لقرائة كتابه والذي احتوى على العديد من الرؤا الشخصيه في هذا السياق وقد تطرق لعدة جوانب فوقف تارة مع الحداثه وما يستحسنه بها وتارة اخرى وقف موقف الضد وفي موقف اخر له تسائل عن الأدب العربي الى أين وتطرق للغزو الفكري والثقافي ولاكنه كان يحتفظ بأزدواجية رؤيته للحداثه والتراث وتضادها وقد استوقفني وصف المؤلف لملامح العماله الثقافيه العربيه وقال فيها بما نصه ((كلنا نعلم ان أي عميل أو جاسوس في أي مجال لايستطيع ان يعيش في غير الضلام وفي غير الرعب والخوف من ان ينكشف فينتهي امره الى المشنقه فهوأي العميل يعيش بين مطرقتين مطرقة الخوف من اسياده ومطرقة البلد الذي زرعوه فيه او اقحموه في ليله المرعب تلك هي بأختصار حالة العملا في كل زمان ومكان بما في ذلك العالم العربي بيد ان هناك ظاهره تتميز بها بعض اقطار العالم العربي دون غيرها من سائر انحاء العالم تقريبآ وهذه الظاهره في بعض الأقطار العربيه هي كونها تسمح للعملا في مجال الثقافه والأدب والفن بأن يمارسوا عملهم في وضح النهار تسمح لهم بتاسيس المطابع وأصدار المجلات والأندماج التام في الحياه العامه )) نكتفي بهذا من قول الكاتب
والعماله الثقافيه العربيه اصبحة واقع ملموس والمصيبه انها تمنح التراخيص اللازمه لمزاولة اعمالها بل وهيء لها الجو المناسب لممارسة اعمالها بكل حريه وسهوله واكبر مثال على ذلك تلك القنوات التي تنطق بشبه اللغه العربيه فضاهرها ثقافه عربيه وباطنها العماله وتغريب الثقافه .
ماجعلني اتناول هذا الكتاب هو محاكاته لواقع الهزل الذي تمر به ثقافتنا العربيه ولن اغير انا او هو في هذا الواقع ولاكنني اردت افظفظ لكم بما احسسة به عند قرائتي لهذا الكتيب وانصحكم بقرائته فربما اكون قد بالغة في فهمي لرؤيا كاتبه
تحياتي لكل من مر من هنا
اخوكم نياف